فَنَّد تقريرُ مهمة استطلاعية نيابية لمنجم " فوسبوكراع" اتِّهامات كثيرة كالَها انفصاليو البوليساريو للدولة باعتبارها "تعمل على استِغلال فوسفاط المنجم الواقع بمدينة العيون وعدم تشغيلها لأبناء المنطقة"، موضحا أن "المَزاعم التي تتَّهم المَغرب باستِغلال ثروات الصحراء وخاصة الفوسفاط، لا أساس لها من الصحة". اللجنة البرلمانية المنبثقة عن لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، التي زارت المنجم في يونيو 2013، وناقَشت مسوَّدة تقريرها دجنبر المنصرم في أفق مناقشه في جلسة عامة بالبرلمان قريبا، أكدت أن احتياطات "فوسبوكراع" رغم أهميتها لا تمثل سوى 1.6 بالمئة من إجمالي الاحتياط الوطني، وأن الأرباح التي يُحققها تبقى حِكرا على الأقاليم الجنوبية للمُساهمة في تَنميتها على مختلف المستويات. وأشار ذات التقرير الذي تتوفر عليه هسبريس، أن رقم معاملات منجم "فوس بوكراع" يبلغ 3.2 مليار درهم وأن ناتجه الصافي يصل 1.5 مليار درهم. موضحا أن تكاليف استخراج فوسفاط بوكراع، يُكلف قرابة ثلاثة أضعاف ما يُكلفه كل من مناجم خريبكة والكنتور. وأضافت الوثيقة أن الشركة تَقوم بالعديد من الأدوار الاجتماعية والاقتصادية حيث تعتبر أكبر مشغل في المنطقة ب 2148 مستخدما بكلفة 700 مليون درهم سنويا، وأن 1200 منها المستخدمين من أبناء المنطقة وهو ما يعادل 55 بالمئة من مجموع العاملين، ما يبدد الادعات القائلة بكون "مُجمَّع بوكراع" يُقصي أبناء الساكنة المحلية لصالح باقي سكان المنطقة المنحدرين من جهات أخرى. وتوقَّف ذات التقرير، على الأعمال الاجتماعية التي تقوم بها الشَّركة المسيرة للمنجم، حيث تستفيد 1233 من أُسر المتقاعدين من خدمات اجتماعية، إلى جانب قيامها بتقديم دعم للحصول على السكن كتوزيع 334 قطعة أرضية وفق شراكة مع العمران، فضلا عن تجهيز منطقة سكنية وبناء أندية ومراكز اصطياف، ومساهمة المجمع في مختلف التظاهرات الفنية والرياضية والاجتماعية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية على مدار السنة. إلى ذلك، دعا تقرير المهمة الاستطلاعية، إلى التعجيل بتسوية الملفات العالقة للمتقاعدين بشكل عادل تفاديا للاحتقان الاجتماعي، إلى جانب التعجيل ببناء محطة جديدة للمعالجة وبناء ميناء جديد للتصدير، وتشجيع المقاولات المحلية في صفقات المناولة إعمالا لقاعدة الأفضلية الوطنية. كما أوصت اللجنة بتطوير سياسات التواصل خاصة دور الإعلام، وتشجيع البحث العلمي، موصية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، ببناء نواة جامعية بالعيون للاستفادة من الأبحاث العلمية وتطوير قطاع الفوسفاط.