سلط تقرير لجنة استطلاعية قام بها مجلس النواب الى منجم فوس بوكراع بالعيون، الضوء على واقع هذا المنجم واستثمارات الشركة التي تشرف عليه. التقرير الذي عرضه أخيرا في لجنة البنيات الأسياسية أظهر أن احتياطي هذا المنجم من الفوسفاط لا يمثل سوى 1.64 في المائة من الاحتياطي الوطني، وأن الشركة التي أنشأها الاسبان سنة 1962، لاستغلال المنجم حصل المغرب منها نسبة 65 في المائة منها بعد الاستقلال سنة 1976، والباقي أي 35 في المائة تم تحصيله سنة 2002، بعدما اعترف الاسبان بكونها "شركة لا تحقق إلا الخسارة التي وصلت لى 16 مليار درهم يسددها المغرب من ميزانيته الخاصة للمحافظة على فرص الشغل بالمنطقة". وكشف التقرير استنادا الى المدير العام للشركة، أن سنة 2012 عرفت تطورا في رقم معاملات الشركة بما يناهز 3.2 مليار درهم، بعد أن صارت تحقق أرباحا سنة 2008، وهي أرباح، يقول التقرير إنه يتم استثمارها في المنطقة، حيث تم رفع عدد المستخدمين الى 2148 تمثل فيها نسبة السكان المحليين 55 في المائة. المدير العام للشركة كشف للجنة الاستطلاعية، معطيات عن استثمارات مقبلة لتطوير إنتاج الأسمدة بالمنطقة وهي استثمارات تقدر بحوالي 20 مليار درهم بما فيها المعالجة والتخزين، وخلق ميناء جديد يعمل طيلة ايام السنة علما أن الميناء الحالي لا يعمل سوى 220 يوما في السنة بسبب الظروف المناخية وانعدام حماية الرصيف من الامواج والد البحري.. هذا إضافة الى إنشاء معمل لإنتاج الأسمدة ودعم المنشآت الاجتماعية للمركز. وإضافة الى هذا البرنامج في أفق 2020، هناك استثمارات أخرى بعيدة المدى (رؤية 60 سنة) يتضمن التنقيب وتطوير المنشآت وخلق قطب تكنولوجي في منطقة "فم الواد". التقرير الذي يضم 93 صفحة، أظهر أن قطاع الفوسفاط هو المشغل الأول في المنطقة حيث يوفر 2200 فرصة شغل مباشر تستفيد الساكنة المحلية من 1200 منصب منها، مع تنامي متزايد للتوظيف المحلي ب78 في المائة ما بين 2001 و2012، إضافة الى تشغيل 50 مقاولة محلية توفر 450 منصب شغل. كما أشار التقرير الى عدد مساهمات الشركة في الأنشطة السوسيو اقتصادية في المنطقة، منها تكوين 1200 شاب في مجال تنمية قدرات التشغيل الذاتي. رصد ميزانية 1.4 مليار درهم لإنجاز مشاريع تخص العمال والاطر بالشركة مثل خلق قرية بوكراع المنجمية ب250 سكن. وبناء مدرسة تضم 45 قسما، وإعدادية لأبناء المستخدمين، و وعقد شراكات مع "العمران"، لتمكين المستخديمن من بقع أرضية في العيون، أكادير ومركش. وردعم الفريق المحلي شباب المسيرة ب8 ملايين درهم، وإنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة والصرف الصحي في بوكراع بمبلغ 5.33 مليون درهم، وغيرها من المساهمات. وسجل تقرير اللجنة في خلاصته، أن تكاليف استخراج الفوسفاط في منجم فوس بوكراع تبقى مرتفعة ب2.5 أضعاف مقارنة مع مناجم خريبكة والكنتور. كما سجل التأخير الحاصل في معالجة "الحالة المزرية للطريق الرابطة بين العيون وبوكراع، رغم الشراكة المبرمة مع وزارة التجهيز والنقل. وأوصى اللجنة البرلمانية، بالاهتمام بالمساحات الخضراء، ببوكراع وتشجيع المحافظة على البيئة رغم ندرة المياه بالمنطقة. كما التمست اللجنة من شركة فوس بوكراع والمجمع الشريف للفوسفاط التعجيل بتسوية الملفات العالقة للمتقاعدين بشكل عادل ومنصف، تلافيا للاحتقان الاجتماعي.