أكد مكتب الدراسات الاقتصادية البريطاني (أوكسفورد بيزنس غروب) انخراط المكتب الشريف للفوسفاط في إطلاق عدد من المشاريع الرامية إلى زيادة إنتاج الفوسفاط، بتزامن مع توقعات بخصوص تحسن الطلب العالمي بحلول سنة 2016. وأبرز مكتب الدراسات الاقتصادية، الذي يوجد مقره في لندن، في تقرير تحليلي صدر حديثا، أن ارتفاع مبيعات المنتوجات ذات القيمة المضافة مثل الأسمدة، سيمكن المكتب الشريف للفوسفاط من تغطية انخفاض أسعار المواد الأولية. وذكر خبراء (أوكسفورد بيزنس غروب) أن المكتب الشريف للفوسفاط يواصل إنجاز برنامج استثمارات بقيمة 145 مليار درهم (13 مليار و50 مليون أورو)، والذي سيمكنه من رفع قدراته الإنتاجية وتقليص حجم التكاليف، وبالتالي ضمان تعزيز تموقعه في أفق استباق انتعاشة قريبة للطلب العالمي. وأضاف تقرير مكتب الدراسات البريطاني أن مجمع المكتب الشريف للفوسفاط، الذي يتوفر على أربعة مناجم ووحدتين للتحويل، يروم مضاعفة قدراته الإنتاجية السنوية من الفوسفاط خلال الفترة ما بين 2007 و2017 انطلاقا من تطوير مناجمه الحالية وفتح مواقع منجمية جديدة، مع إيلاء عناية خاصة لتحسين أنشطته. وأشار إلى أنه سيتم تخصيص جزء من استثمارات المكتب الشريف للفوسفاط لتشييد مغسلة الفوسفاط (مراح) وأنبوب نقل الفوسفاط بطول 235 كلم يربط بين خريبكة وميناء الجرف الأصفر، إلى جانب فتح ثلاثة مناجم جديدة بخريبكة، مما سيرفع الإنتاجية من 18,5 مليون طن إلى 38 مليون طن في أفق سنة 2020. وأكد خبراء (أوكسفورد بيزنس غروب) أن ارتفاع مبيعات المنتوجات التي تم تحويلها ومعالجتها، مثل الأسمدة، سيكون له انعكاسات إيجابية بالنسبة للمكتب الشريف للفوسفاط الذي ارتفعت صادراته من الأسمدة إلى مليونين و500 ألف طن سنة 2014 مقابل مليونين و300 ألف طن سنة 2013. وأشار التقرير ذاته إلى توقيع المكتب الشريف للفوسفاط، في ماي الماضي، اتفاقية شراكة مع شركة (بوتاش كورب)، الرائدة في مجال إنتاج وتوزيع الأسمدة بمنطقة أمريكا الشمالية، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام المكتب لتسويق منتوجاته الفوسفاطية المكررة والمصنعة بالولايات المتحدةالأمريكية وكندا. وأشار تقرير مكتب الدراسات البريطاني إلى اقتناء المكتب الشريف للفوسفاط في شهر يونيو الماضي حصة عشرة بالمائة من رأسمال الشركة البرازيلية لتصنيع الأسمدة (فيرتيليزينت هيرينجير) مقابل 65 مليون دولار، وهو ما مكنه من التوفر على موطئ قدم في منطقة أمريكا الجنوبية. وأضاف المصدر نفسه أن المكتب يعمل أيضا على تطوير إنتاجه وشبكته التجارية في إفريقيا، والتي تسجل أضعف معدلات استعمال الأسمدة في العالم. وأشار إلى قيام العديد من البلدان الإفريقية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، بعمليات لتثمين منتوجاتها الفلاحية، وهو ما سيؤدي مستقبلا إلى مضاعفة الطلب على الأسمدة. وحسب المكتب الشريف للفوسفاط، فقد بلغت صادرات الأسمدة نحو إفريقيا نحو 315 ألف طن خلال النصف الأول من سنة 2014 في مقابل 164 ألف طن خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.