مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الاعلام الإيطالي يواكب بقوة قرار بنما تعليق علاقاتها مع البوليساريو: انتصار للدبلوماسية المغربية    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر    مؤتمر الطب العام بطنجة: تعزيز دور الطبيب العام في إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب    استقرار الدرهم أمام الأورو وتراجعه أمام الدولار مع تعزيز الاحتياطيات وضخ السيولة    السلطات البلجيكية ترحل عشرات المهاجرين إلى المغرب    الدفاع الحسني يهزم المحمدية برباعية    طنجة.. ندوة تناقش قضية الوحدة الترابية بعيون صحراوية    وفاة رجل أعمال بقطاع النسيج بطنجة في حادث مأساوي خلال رحلة صيد بإقليم شفشاون    أزمة ثقة أم قرار متسرع؟.. جدل حول تغيير حارس اتحاد طنجة ريان أزواغ    جماهري يكتب: الجزائر... تحتضن أعوانها في انفصال الريف المفصولين عن الريف.. ينتهي الاستعمار ولا تنتهي الخيانة    موتمر كوب29… المغرب يبصم على مشاركة متميزة    استفادة أزيد من 200 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات    حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار    جرسيف.. الاستقلاليون يعقدون الدورة العادية للمجلس الإقليمي برئاسة عزيز هيلالي    دعوات لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الفلسطينيين بالمدارس والجامعات والتصدي للتطبيع التربوي    ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    ترامب الابن يشارك في تشكيل أكثر الحكومات الأمريكية إثارة للجدل    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسبوعية مغربية تشعل الفتنة في بيت النبوة
نشر في هسبريس يوم 18 - 11 - 2010


في الصورة مدير المشعل شحتان
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " [الأحزاب: 143]
خصصت أسبوعية المشعل في عددها 253 الصادر بتاريخ 17 نونمبر 2010 مساحة واسعة للحديث عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، مع وضع عناوين مثيرة لا تليق بمقام النبوة، من قبيل: " هل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمتع بقوة ثلاثين رجلا في الجماع ؟ " نار الغيرة تشعل حروب الدسائس والمكائد بين حزبي نساء الرسول صلى الله عليه وسلم " نزعات زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لامتلاك قلبه" حقيقة الغيرة التي جعلت السيدة عائشة تتمنى الموت بسم العقاري والأفاعي ... زواج إلهي بدون عقد أو صداق ...
ودون أن نخوض في جزئيات هذا الموضوع الخطير ذي النزعة الرافضية نكتفي بتسجيل بعض الملاحظات المنهجية الآتية.
خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
من المعلوم في الشريعة الإسلامية السمحة أن للرسول صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة، وأن لهذه الخصائص مقاصد كثيرة أيضا، والذي يُهمنا في هذا الباب هو خصائص زواجه عليه الصلاة والسلام:
زواجه عليه الصلاة والسلام بأكثر من أربعة: اتفق العلماء على إباحة زواجه عليه الصلاة والسلام بتسع نساء، واختلفوا في الزيادة على هذا القدر. والصحيح كما في صحيح الإمام البخاري أنهن كن احدى عشرة. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة، واجتمع عنده إحدى عشرة، ومات عن تسع، واتخذ من الإماء ثلاثا.
من الشبه التي يرددها الحاقدون على الإسلام وعلى نبي الإسلام، هي أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان شهوانيا لم يكتف بزوجة واحدة ... وقد رد العلماء على هذه الشبهة الباطلة من منطلقين:
الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعدد زوجاته إلا بعد بلوغه سنة الشيخوخة، أي بعد أن جاوز من العمر الخمسين.
الثاني: أن جميع زوجاته الطاهرات ثيبات (أرامل) ما عدا السيد عائشة رضي الله عنها، فهي بكر، وهي الوحيدة التي تزوجها صلى الله عليه وسلم وهي في حالة الصبا والبكارة.
فلو كان الأمر يتعلق بالجري وراء الشهوة أو مجرد الاستمتاع بالنساء لتزوج صلى الله عليه وسلم في سن الشباب لا في سن الشيخوخة، ولتزوج الأبكار الشابات لا الأرامل المسنات ...
وجدير بالذكر أن من مقاصد تعدد زوجاته عليه الصلاة والسلام التي ذكرها العلماء:
مقصد تعليمية: تتمثل في تخريج بعض الفقيهات من أجل تعليم النساء أمور الدين التي تخصهن.
مقاصد تشريعية: وتتمثل في بيان بطلان بعض العادات الجاهلية مثل بدعة التبني، حيث كان الواحد منهم يتبنى ولد غيره، فيقول له: أنت ابني أرثك ورثني.
مقاصد اجتماعية: وتظهر في تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم بابنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم إكرامه لعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما بتزويجهما ببناته. وهؤلاء الأربعة هم أفضل صحابته وهم خلفاؤه الراشدون.
مقاصد سياسية: فقد تزوج عليه الصلاة والسلام بعض النساء من أجل تأليف القلوب وجمع القبائل حوله، ممن دعاهم لحمايته ونصرته بسب المصاهرة، كما هو الشأن في زواجه عليه الصلاة والسلام بالسيدة جورية بنت الحارث سيد بني المصطلق...
مكانة الصحابة عند أهل السنة والجماعة:
من الواضح أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فضلا عن كونهن أمهات المؤمنين فإنهن صحابيات جليلات. ومن المقرر عند أهل السنة والجماعة قاطبة أن النيل من الصحابة عموما، والطعن فيهم من سمات أهل البدع، وأنه مدخل لهدم الدين من الأساس.
فلقد أدرك هؤلاء الأئمة الأعلام مكانة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ودورهم في حفظ الشريعة.
ومن أقوالهم الراسخة في هذا الباب:
• قال الإمام أبو حنيفة النعمان (ت 150ه) في كتابه "الفقه الأكبر:" ولا نذكر أحدا من أصحاب رسول الله إلا بخير".
• جاء في كتاب السنة للإمام أحمد بن حنبل (ت241ه) "ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين، والكف عن ذكر مساوئهم والخلاف الذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أحدا منهم فهو مبتدع ... لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، بل حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة... ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأربعة خير الناس، ولا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص..."
• قال الإمام أبو جعفر الطحاوي (ت321ه) في عقيدته المسماة "بيان السنة والجماعة ونحب أصحاب رسول الله، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان،..."
• قال الإمام أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي (ت410ه) في كتابه "اعتقاد الإمام المنبَّل أبي عبد الله أحمد بن حنبل" ولا نبرأ من عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يجمع المسلمون على التبرئ منها".
• قال الإمام الأشعري (ت324ه) في كتابه "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة "... ويعرفون حق السلف الذين اختارهم الله سبحانه لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأخذون بفضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم ..."
• وقال أيضا في كتابه "الإبانة عن أصول الديانة": " ... وكل الصحابة أئمة مأمونون، غير متهمين في الدين، وقد أثنى الله ورسوله عليهم جميعهم. وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم. والتبرئ من كل من ينقص أحدا منهم رضي الله عنهم أجمعين."
• قال الإمام أبو عبد الله عبد الرحمن بن أبي زيد القيرواني (ت386ه) في رسالته" باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات " ... وأن خير القرون القرنُ الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمنوا به، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم... ويجب أن لا يُذكَرَ أحد من صحابة الرسول إلا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يُلتمس لهم أحسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب..."
• قال القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني (ت403 ه): في كتابه "الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به"... ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عن الجميع وأرضاهم، ونقر بفضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نعترف بفضل أزواجه رضي الله عنهن، وأنهن أمهات المؤمنين كما وصفهن الله تعالى ورسوله، ونقول في الجميع خيرا...
• قال القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي المالكي (ت422ه) في شرحه لعقيدة ابن أبي زيد القيرواني:" ولا يذكر أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن الذكر، والإمساك عما شجر بينهم" قال القاضي:" هذا لأن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أوجب علينا تعظيمهم وموالاتهم ومدحهم والثناء عليهم وتفضيلهم، وهو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الأنفال: 64] وقال (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] الآية. وقال {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ) إلى قوله (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ} [الحشر: 8،9] وقوله: (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) [التوبة: 117] وقوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) [آل عمران: 110] وكل هذا مدح وثناء وتعظيم وتشريف، فوجب علينا إمساك ذلك فيهم. ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ... "لا تؤذوني في أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا لما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
• قال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني (ت478ه) في كتابه "الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد" فصل: الطعن في الصحابة "... وقد كثرت المطاعن على أئمة الصحابة وعظم افتراء الرافضة وتخرصهم. والذي يجب على المعتقد أن يلتزمه، أن يعلم أن جلة الصحابة كانوا من الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحل المغبوط، والمكان المحوط، وما منهم إلا وهو منه ملحوظ محفوظ. وقد شهدت نصوص الكتاب على عدالتهم والرضا عن جملتهم بالبيعة بيعة الرضوان، نص القرآن على حسن الثناء على المهاجرين والأنصار.
فحقيق على المتدين أن يستصحب لهم ما كانوا عليه في دهر الرسول صلى الله عليه وسلم..."
قال الإمام نجم الدين أبو حفص عمر بن محمد النسفي (ت537ه) في كتابه "بالعقائد النسفية" "ونكف عن ذكر الصحابة، إلا بخير... ونشهد بالجنة للعشرة المبشرة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم." قال العلامة سعد الدين التفتزاني (ت791ه) في شرحه للعقائد النسفية:" وسائر الصحابة لا يذكرون إلا بخير، ويرجى لهم أكثر مما يرجى لغيرهم من المؤمنين..."
• قال الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن خمير السبتي (ت614ه) في كتابه "مقدمات المراشد إلى علم العقائد" فصل في فضل الصحابة والخلفاء": وأما فضل الصحابة رضي الله عنهم فلا يتعدد ما جاء في فضلهم وتقدمهم، قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) [التوبة: 100] ..."
• قال الإمام أبو عمرو عثمان تقي الدين بن الصلاح (ت643ه) في كتابه المشهور "علوم الحديث": "النوع التاسع والثلاثون: معرفة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين: الثانية: للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسئل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة، قال الله تبارك وتعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...) [آل عمران: 110] قيل: اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ...) [البقرة: 143] وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ...
وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة، منها: حديث أبي سعيد المتفق على صحته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُد أحدهم ولا نَصيفه".
ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ومن لامس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا لما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح لهم الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة والله أعلم."
• قال القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي (ت756ه) في كتابه "المواقف في علم الكلام" : "... المقصد السابع: أنه يجب تعظيم الصحابة كلهم، والكف عن القدح فيهم، لأن الله عظمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه، والرسول قد أحبهم وأثنى عليهم في أحاديث كثيرة.
ثم إن من تأمل سيرتهم، ووقف على مآثرهم، وجدهم في الدين ، وبذلهم أموالهم وأنفسهم في نصرة الله ورسوله، لم يتخالجه شك في عظم شأنهم وبراءتهم عما ينسب إليهم المبطلون من المطاعن، ومنعه ذلك عن الطعن فيهم، وأرى ذلك مجانبا للإيمان. ونحن لا نلوث كتابنا بأمثال ذلك... "
• قال الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المعروف بالشاطبي (ت790ه) في كتابه "الموافقات": "المسألة التاسعة: سنة الصحابة رضي الله عنهم يعمل بها ويرجع إليها.
والدليل على ذلك أمور:
أحدها: ثناء الله عليهم من غير مَثنَوية ومَدحهم بالعدالة وما يرجع إليها كقوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران: 110] وقوله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة: 143 الآية] ففي الأولى إثبات الأفضلية على سائر الأمم، وذلك يقتضي باستقامتهم في كل حال، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة، وفي الثانية إثبات العدالة مطلقا، وذلك يدل على ما دلت عليه الأولى...
الثاني: ما جاء في الحديث من الأمر باتباعهم، وأن سنتهم في طلب الاتباع كسنة النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله "... عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ "...
الثالث: أن جمهور العلماء قدموا الصحابة عند ترجيح الأقوال، فقد جعل طائفة قول أبي بكر وعمر حجة ودليلا، وبعضهم عد قول الخلفاء الأربعة دليلا، وبعضهم يعد قول الصحابة على الإطلاق حجة ودليلا، ولكل قول من هذه الأقوال متعلق من السنة.
الرابع: ما جاء في الأحاديث من إيجاب محبتهم، وذم من أبغضهم، وأن من أحبهم فقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أبغضهم فقد أبغض النبي صبى الله عليه وسلم، وما ذاك من جهة كونه رأوه أو جاوروه أو حاوروه فقط إذ لا مزية في ذلك، وإنما هو لشدة متابعتهم له، وأخذهم أنفسهم بالعمل على سنته، وحمايته ونصرته، ومن كان بهذه المثابة حقيق أن يُتخَذ قدوة وتجعل سيرته قبلة، ولما بالغ مالك في هذا المعنى بالنسبة إلى الصحابة أو من اهتدى بهديهم، واستن بسنتهم جعله الله تعالى قدوة لغيره في ذلك، فقد كان المعاصرون لمالك يتبعون آثاره، ويقتفون بأفعاله، ببركة اتباعه لمن أثنى الله ورسوله عليهم، وجعلهم قدوة أو من اتبعهم رضي الله عنهم ورضوا عنه..."
اختيار غير موفق:
نتساءل في الأخير لماذا اختارت أسبوعية المشعل عيد الأضحى المبارك، وهو من الأعياد المشهودة عند المسلمين لإثارة هذا الموضوع ؟ ما هي الأهداف العملية والثقافية التي يحققها هذا "الملف" كما سماه أصحابه ؟ ما هو حظ الروافض من هذا الملف ؟
ودن أن نترك الأمر لاستنتاجات أصحاب "الملف" أحب أن أختم هذه الملاحظات بأمر مهم، وهو أن ما روجت له أسبوعية المشعل من شبهات وترهات حول بيت النبوة، في أسلوب صحفي سخيف، سبق وأن روج له الروافض والغلاة من الشيعة والمستشرقون الحاقدون. وقد تطوع للرد على هؤلاء وأولئك علماؤنا المعتبرون من أهل السنة والجماعة طبعا.
* أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية -وجدة-


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.