بسطَ زعيمُ جبهة البوليساريو أولويات اشتغال الانفصاليين، في الأيَّام القادمة، قائلًا إنَّه بعد وقف إطلاق النَّار مع المغرب، لمْ يعد ثمَّة محيد عنْ "انفصاليِّي الداخل" وما يسميها الجبهة الداخليَّة، بجانب الإعلام، لمعاداة المملكة. وفيما كانَ عبد العزيز قدْ أبدَى طموحًا لتحولِ 2014 إلى سنةٍ لحشد الاعتراف بمَا يُسمَّى "الجمهوريَّة"، رأى إبَّان ندوةٍ سنويَّة عقدها مع مطلع العام الجديد، أنَّ الحصيلة "الدِّيبلوماسية" للعام الماضي إيجابيَّة، وتشكل أرضيَّة لبناء السنة الجديدة، التي سيقدمُ فيها مجلس الأمن تقريرًا حول نزاع الصحراء. في المنحى ذاته، أردف عبد العزيز أنَّ تطور قضيَّة الصحراء في نطاق المعالجة الدولية تسيرُ لفائدة البُوليساريُو، وأنَّ المنتظم الدولِي صار متأكدًا من كون "الصحرَاء قضيَّة تصفية استعمار".. عبد العزيز جزم بأنَّ المجتمع الدولي لمْ يقبل بأطروحة المغرب، ولا بالحكم الذاتِي. وذهب كبير الجبهة إلى القول بأنَّ المينورسُو حاول أنْ يتخلص من الأممالمتحدة من خلال توتير العلاقة مع بعثة المينورسُو، والإقدام على ما سمَّاها "حماقة الحرب"، وذلك بمثابة رد فعل مغربي على مساعي توسيع صلاحيَّات بعثة المينورسُو، لتشمل مراقبة حقُوق الإنسان. وحثَّ عبد العزيز أتباعهُ على اللعب أكثر بورقة حقوق الإنسان، من خلال إثارة موضوع الثروات في أقالِيم المغرب الجنوبيَّة وتصوير استغلالها كما لمْ يكن مشروعًا، ونهبًا للخيرات، زيادةً على الرفع من خطاب المظلوميَّة والترويج لل"اعتقال السياسي"، في إشارة إلى سجناء "أكديم إزيك" الذِين أدينُوا من قبل القضاء المغربي بعقوبات متفاوتة في أعمال قتل وتخريب. ولئنْ عاتبَ محمد عبد العزيز المجتمع الدولِي، فإنه لمْ يغفل الثناء على الموقف الجزائر الحاضنة له من قضيَّة الصحراء، مشيدًا بما رآهُ ثباتًا فيه.. وحذرَ عبد العزيز مشايعيه ممَّا قال إنها مؤامراتٌ ينسجُ المغرب خيوطها، داعيًا إيَّاهم إلى الترويج لأطروحاته في الخارج، أملًا تحقيق بعض الاختراق، بعدما سبقَ له أنْ نافحَ عن الوفود الانفصاليَّة التي تتجهُ إلى أقاليم المغرب الجنوبيَّة وطردتْ منها السلطات المغربيَّة 21 خلال العام المنصرم. توصياتُ كبير الانفصاليِّين، تأتي في لحظة تكثف فيها التروِيج لوجُود معتقلين سياسيِّين من الصحراويين في المغرب، من خلال إطلاق أكثر من حملة، وعرض أكثر من موقف لشخصيَّات "حقوقيَّة" غربيَّة لإبداء "التعاطف"، موازاة مع تركيز الآلة الإعلاميَّة المناوئة للمغرب على تحرك انفصاليِّي الداخل.