طالبتْ اثنتان وعشرون هيئة من جمعيات المجتمع المدني والحركات الاجتماعية بمنطقة الأطلس المتوسط، خلال أوّل ملتقى جهوي نُظم من طرف جمعية "الهدف" بدعم من Oxfam Novib، فرنسا باعتذار رسمي عن "انتهاكاتها الجسيمة اتجاه ساكنة الأطلس المتوسط إبان مرحلة الاستعمار". ووقفَ الفاعلون الجمعيون المشاركون في اللقاء المنظم بمناسبة اليوم العالمي للجبل تحت شعار "من أجل فعل مدني قوي وملتزم يخدم قضايا المناطق الجبلية بالمغرب"، على "التهميش الممنهج في السياسية العامة للدولة المغربية التي لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المناطق الجبلية وحاجياتها، بالرغم مما تتميّز به من غنى طبيعي وبشري وثقافي". وطالبَ "نداء الأطلس"، الذي وقّعتْه 22 جمعية، بجبر الضرر الجماعي للمناطق الجبلية، وإدماج الجبل في السياسيات العامة للدولة بما يتلاءم وحصوصياته، ووضع خطة وطنية لتدبير النزاعات القبلية في المناطق الجبلية. كما طالبت الجمعيات الموقعة على النداء الدولة المغربية بالالتزام بالمواثيق والتوصيات والمعاهدات الدولية الخاصة بالجبل، وفك العزلة وتوفير البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية، وضمان استفادة ساكنة الجبل من ثرواتها وإعادة استثمارها محليا. إلى ذلك، دعا "نداء الأطلس" إلى تشجيع البحث العلمي حول هوية وخصوصيات الجبل بالجامعات وكل المؤسسات العمومية والخاصة، وتحيين وسن قوانين عادلة ومنصفة للجبل وفق مقاربة مجالية وحقوقية تنموية وشاملة. فضلا عن ذلك، طالت الجمعيات بإعادة الاعتبار للتراث الجبلي وإدراجه كتراث عالمي، وإدارج ثقافة وتاريخ المناطق الجبلية في المناهج الدراسية، وخلق وكالة أو مؤسسة عمومية تعنى بتنمية المناطق الجبلية في إطار استراتيجية وطنية محدّدة البرامج.