على صعيد مشاركة المجتمع المدني في احتفالات الذكرى المئوية لمعركة لهري الشهيرة، يشار إلى أن هذه المناسبة تميزت بأنشطة تحت شعار: «الذكرى المئوية لمعركة لهري: ملحمة السلف وعبرة للخلف» من تنظيم جمعية أمان نعاري للقنص والرماية والمحافظة على البيئة، الجمعية الزيانية لحمام السباق، جمعية إدماج للتنمية، جمعية حركة شبابية للتنمية المحلية، وجمعية الأمل للتربية والثقافة والرياضة، وذلك بندوة: محورها: «ذكرى معركة لهري بين التاريخ و الواقع»، كان قد احتضنها مركز تأهيل المرأة، يوم الأربعاء 12 نونبر 2014، موازاة مع ورشة تحت عنوان «فرصة لحفظ الذاكرة وإعادة الاعتبار لساكنة المنطقة»، إلى جانب تنظيم ذات الجمعيات لمجموعة من المسابقات الترفيهية والثقافية والفنية، ورحلة على الأقدام لقرية لهري عبر المسار الذي تعقب فيه المقاومون فلول المستعمر. وفي هذا الإطار تم تتويج ورشة «فرصة لحفظ الذاكرة وإعادة الاعتبار لساكنة المنطقة» بتوصيات هامة أكد فيها المشاركون على اعتزازهم جميعا ب «ما حققته المقاومة في معركة لهري من ملاحم تحريرية وما ساهمت به المنطقة والقبائل الزيانية من انخراطات في جميع المحطات التاريخية الكبرى، ومن مقاومين وشهداء فضلوا الاستشهاد على الاستعباد»، مع التشديد على ضرورة «إيلاء الملاحم التاريخية ضد المستعمر العناية التي تستحقها في الإعلام الوطني والبرامج الدراسية»، والمطالبة ب «إحداث مؤسسة موحى وحمو الزياني للبحث والتنمية»، على حد التوصيات التي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها. وفي ذات السياق، طالب المشاركون في «توصيات الورشة» بضرورة «إنشاء برنامج للحفظ الإيجابي للذاكرة من أفلام وثائقية، برامج تلفزية، وإصدارات مطبعية»، إلى جانب العمل على «تجميع وتوثيق التراث الشفهي ونشره بشكل منظم ومبرمج»، و»إحداث وكالة لتنمية الأطلس المتوسط»، وبينما لم يفت المشاركين في الورشة ذاتها الإصرار على ما وصفوه ب «رد الاعتبار للقيم النبيلة والتفكير الجمعي»، ألحوا بقوة على «فك العزلة عن المناطق الجبلية، واستفادة ساكنتها من الموارد الطبيعية والمعدنية التي تزخر بها أراضيهم»، و»تعزيز مكانة الأطلس المتوسط في برامج السياسات العمومية والمشاريع الاقتصادية التنموية»، في حين ختموا توصياتهم بالدعوة إلى رد الاعتبار للمرأة في المناطق الجبلية من خلال إحداث هيئات تعنى بالنهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمرأة في المجال.