تُوّج الشاب المغربي يوسف بلحسين بجائزة أفضل طالب أجنبي ببرنامج الهيئة الألمانية للتبادل والبحث العلمي DAAD، الخاصة بالموسم المنقضي، في حفل تم تنظيمه بالجامعة حيثُ درس، وذلك بعد ان استطاع سابقاً التتويج مرتين بلقب أفضل طالب أجنبي في ولاية هسن التي تضم مجموعة من المدن الكبرى كفرانكفورت، ليبصم على مسار دراسي متميز ببلد الماكينات. يوسف بلحسين الذي تناولت إنجازه بعض الصحف الألمانية، حصل على الإجازة في التقنيات الطبية سنة 2013 بالنقطة الأولى في فصله بجامعة مدينة جيسن، التي تعتبر من أكبر جامعات الولاية، ثم حصل بعد ذلك على الماستر في الفيزياء الطبية بالنقطة الأولى كذلك، وقد خوّل له تميّزه الحصول على الجنسية الألمانية بعد ستة سنوات من مقامه في هذا البلد. مسار ابن القنطيرة البالغ من العمر 26 سنة، بدأ منذ دراسته للفيزياء بجامعة إبن طفيل، عندما شجعه أخوه المتواجد بألمانيا على الانتقال هناك، وهو ما تمكّن من تحقيقه بعدما درس الألمانية واجتاز بنجاح الاختبارات المطلوبة، ليطير إلى جامعة جيسن بولاية هسن، حيث بزغ نجمه، ليس فقط في الدراسة، ولكن كذلك في العمل الاجتماعي، بعدما شارك في مجموعة من المبادرات الإنسانية. هكذا، لم ينحصر التتويج الأخير ليوسف على مساره الدراسي، بل كذلك على أنشطته الموازية، والتي بيّن من خلالها قدرته الاندماج في مجتمع ألماني مختلف بشكل كبير عن المجتمع الذي عاش فيه لسنوات. وقد كتبت صحيفة ألمانية أنه كان نشيطاً بطريقة مثالية في ولاية هسن منذ سنة 2009، وأنه استطاع أثناء دراسته، أن يدرّس طلبة الدورتين الأوليتين ما يتعلق بمعالجة المعطيات والرياضيات. وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أنه تعرّض أثناء مشروع تخرّجه الخاص بسلك الإجازة، إلى اضطرابات النوم التي تُضايق الإنسان، كما تطرّق خلال دراسته بسلك الماستر، إلى ما يتعلق بالطب الحيوي والأعصاب، ممّا مكنه من التواجد بالفريق العلمي الذي يضم أستاذه طوماس شانز، وقد استطاع يوسف الحصول مباشرة بعد تخرّجه على وظيفة مسؤول كبير في شركة لإنتاج الآليات الطبية. ولم ينسَ يوسف بلحسين الإشارة خلال حفل تتويجه وتسلّمه الجائزة من حاكم الولاية، إلى التشجيع الذي تلقاه خلال مساره الدراسي من أسرته بالمغرب، خاصة وأن التعوّد على النمط الألماني في العيش والدراسة لم يكن سهلاً، وأن يشير كذلك إلى أن ما تلقاه من تعليم بمدينة القنيطرة، ساهم بشكل كبير في تسجيله بجامعة بألمانيا، مبرزاً أنه سيعمل جاهداً على خلق مقاولته الخاصة، كهدف مستقبلي داعب أحلامه على الدوام. وقد تحدث يوسف لهسبريس عن أن أكثر شيئ أعجبه في البلاد الألمانية، هو المساواة التامة بين الناس، بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم، لكن في الوقت نفسه، أكد أن الوسط المغربي حيث ترعرع، هو المكان الذي تلقى فيه التربية الحسنة، معبراً في هذا السياق، عن رغبته يوماً ما العودة إلى وطنه إذا ما وجد الفرصة سانحة لذلك.