الدروس سيؤطرها ثلة من المدرسين تم تكوينهم لهذا الغرض بناءا على النظام التعليمي المحلي ، وسوف تتم من خلال كتب ومقررات مخصصة لذلك.وترمي ألمانيا بهذه الخطوة إلى إدماج فعلي للأقليات المسلمة في نسيجها المجتمعي كما تحاول بذلك قطع الطريق أمام توغل الفكر الإسلامي المتطرف في البلاد وحماية أمنها القومي. المبادرة سيتم العمل بها بداية في ولاية "هسن" وسط ألمانيا ،وهي نفسها الولاية التي ينحدر منها "جِهاديَيْنِ" إنتقلا إلى سوريا للقتال ضد القوات الموالية لنظام بشار الأسد ،ليلقيا حتفهما مؤخرا ولم يكن أحدهما حينذاك يبلغ من العمر سوى ستة عشر ربيعا،هذا مع العلم أنهما ليسا الألمانيين الوحيدين اللذين إنتقلا للقتال في سوريا بل هناك العشرات ، لذلك فألمانيا تخشى ممن يعود منهم وقد تعلم حمل السلاح والذي قد يحمله يوما ضدها. وقد أحدثت لاية "هسن" منذ مدة شعبة جامعية لتكوين مدرسي مادة الإسلام في التعليم الإبتدائي ."تيمور كومولو"،31 سنة ، واحد من هؤلاء الذين تلقوا 240 ساعة من التكوين في جامعة "جيسن" خولته أن يكون من بين ال18 مدرسا الأوائل الذين سيخوضون التجربة. تدريس المبادئ العامة للديانة الإسلامية في المراحل الإبتدائية للتعليم الألماني تروم من خلاله القوة الإقتصادية الرابعة عالميا والاولى أوروبيا إلى إنتزاع أبنائها ذوي الأصول الإسلامية من براثن الفكر الراديكالي المتطرف ،من خلال الإعتراف بأهمية الوازع الديني مع التركيز على مبدأ التسامح والتعايش بين الأديان المختلفة.ويذكر أن قرار تسجيل الأبناء من عدمه في هذه الحصة من المقررات الإبتدائية يعود بالأساس إلى الإختيار الشخصي لوالدي كل تلميذ على حدة.ويبدو جليا استحسان الخطوة من قبل الجاليات المسلمة ولا أدل على ذلك الإقبال على التسجيل في هذه الدروس في المناطق التي تتواجد فيها هذه الجاليات بكثرة. وتجدر الإشارة إلى أن النظام التعليمي في ألمانيا يختلف من ولاية إلى أخرى في الولايات الستة عشر المكونة للجمهورية الإتحادية الألمانية ، ذلك أن كل ولاية تضع النظام التعليمي الأنسب لها ومن خلاله تُقيِّم مدى ضرورة ، أهمية وكيفية إدخال تدريس الأديان إلى مقرراتها التعليمية .