سواء تعلق الأمر بالإجازات القصيرة، أو العطلة الصيفية، يفضل عدد من مغاربة كنداوالولاياتالمتحدة قضاء عطلتهم بإحدى جُزر الكاراييب بدل السفر إلى المغرب لزيارة الأهل والأحباب. ولمعرفة الأسباب التي تقف وراء تنامي هاته العادة تم ربط الاتصال بعدد من المغاربة المقيمين بكندا وجارتها أمريكا، حيث جاءت الأسباب متباينة، ما بين ما هو جغرافي واقتصادي، ومنها ما تعلق بالأمن، والعلاقات العائلية، وارتبطت أخرى بهاجس التغيير فقط. العامل الجغرافي العامل الجغرافي تردَّد على جُلّ الألسنة، فبينما تتطلب الرحلة إلى المغرب أكثر من 7 ساعات على الأقل، بالنسبة لمغاربة مونتريال ونيويورك، يحتاج آخرون إلى أكثر من 10 ساعات لعدم توفّر خط مباشر في اتجاه المغرب مباشرة من مدنهم. بينما توجد رحلات مباشرة إلى معظم جزر الكاراييب مباشرة من جل كبريات المدن بكنداوالولاياتالمتحدة، قد لا تتعدى مدة السفر 3 ساعات كمعدل، بالنسبة للجهة الشرقية للبلدين، فيما لا يحتاج المقيمون جنوبا بولايتيْ فلوريدا وجورجيا، مثلا، سوى ساعة من الزمن، لتطأ أقدامهم "جزر الأحلام"، كما يُسميها البعض. سعيد من مونتريال يقول في حديثه لهسبريس، إنه اعتاد السفر كل سنة مع أصدقائه إلى جزر الكاراييب لأن الأمر يكلفه عُشُر ما ينفقه أثناء السفر إلى المغرب، ويضيف أنه بالنسبة لتكاليف السفر إلى المغرب يجب التفكير في الهدايا التي لا تروق أحدا رغم أنها تكلف الكثير، ناهيك عن الأسعار الملتهبة لشركة الطيران، التي تبقى أسعارها جد، مرتفعة حسب تعبيره. الهاجس الأمنيّ مريم من لافال، سافرت مرة واحدة خلال الخمس سنوات الأخيرة إلى المغرب برفقة أبنائها وزوجها، بينما تسافر كل سنة إلى جزر "الباهاماس"، التي تجد فيها راحتها، وتطمئنُّ على أبنائها الذين يمرحون داخل المنتجع السياحي دون أن تحمل هم الهاجس الأمني، الذي يسبب لها أكبر مشكلة أثناء مقامها بالمغرب. كما تقول. أما سمير من ولاية فلوريدا، فيفضل السفر على متْن البواخر السياحية التي توفر له كل ظروف الراحة لبلوغ منطقة الكاراييب، التي يجد فيها راحة البال والمال. أما زينب من فاكوفر، فتمثل الحد الأقصى في الموضوع، فأبناؤها لم يزوروا المغرب إلا مرتين خلال العشرين سنة الأخيرة، وتعزي زينب أسباب غيابها عن المغرب لكثرة انشغالاتها، بالإضافة الى كون والديها قد توفيا منذ مدة، ولم تعد علاقاتها العائلية بأقربائها كما كانت منذ غادرت المغرب قبل 20 سنة. وتقول زينب إن منطقة الكاراييب تمنحها إمكانية السفر لأسبوع واحد، والاقامة في منتجعات خمس نجوم بأثمان جد مناسبة، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه بالسفر إلى المغرب، حسب قولها. المغربُ وِجْهن مُكلّفة مادّيا معظم المغاربة الذين حاورهم موقع هسبريس، يعلقون سبب إقبالهم على قضاء عطلهم في أماكنَ أخرى غير المغرب، على مشجب الجانب المادي، حيث يكلفهم السفر إلى المغرب مبالغ كبيرة، خصوصا بالنسبة للأسر الكبيرة العدد. ومن هؤلاء المغاربة من لا يفكر في السفر بالمرة إلى المغرب، كعمر من مونتريال، وعبدو من لافال، حيث يكتفيان بزيارة المغرب مرة كل عشر سنوات، منذ قدومهم قبل 30 سنة؛ وبالنسبة لآخرين، يفضلون السفر من كندا إلى الولاياتالمتحدة (أو العكس)، على متْن سياراتهم الخاصة، لترشيد النفقات، حيث ينفقون مبالغ قليلة جدا مقارنة مع ما قد يكلفهم السفر إلى المغرب. الرحلة إلى الكاراييب، خلال أسبوع قد تكلف حوالي 800 دولار، يقيم الزبون خلالها بفندق خمسة نجوم، وتقدَّم له شتى أنواع الأطعمة والمشروبات طوال اليوم، وقد يضاف إلى ذلك، سفريات مجانية إلى منتجعات قريبة، أو أماكن الغوص، فيما تكلف تذكرة الطائرة وحدها إلى المغرب، أكثر من 1400 دولار خلال العطلة الصيفية. من خلال هذا البحث الذي قام به موقع هسبريس، تبين أن الفئة المتضررة أكثر من تنامي هاته الظاهرة، هم الأطفال الذين ولدوا بكنداوالولاياتالمتحدة، حيث أن قلة الزيارات إلى المغرب مع الأهل في مرحلة الطفولة، وتعويضها بأماكن توفر لهم متعة أكبر، يجعلهم ينقطعون عن التوجه إلى المغرب بعد سن العشرين. ويقول مغربي مقيم بمدينة بتورونتو الكندية في هذا الشأن، "أسافر إلى المغرب كل سنة لوحدي، فالأبناء الذين تعدَّى عمرهم العشرين لم يعودوا يرغبون في مرافقتي إلى وطنهم الأصلي، مفضلين السفر إلى منطقة الكاراييب أو دول آسيوية.