غداة توالي المطالب بتبيِّن مصير مساعدات إنسانيَّة يجرِي إرسالها إلى مخيمات تندوفْ، والتحقيق في مآلها، عادَت البوليساريُو إلى مناشدَة المجتمع الدولي بزيادة المساعدات الإنسانيَّة الدوليَّة، بدعوى توجيهها إلى محتجزِي المخيمات. نداءُ البوليساريُو جاءَ من العاصمة الجزائرية، عبر مسؤولها في "الهلال الأحمر"، يحيى بوحبيني، على اعتبار أنَّ المساعدات الإنسانية الدولية الموجهة إلى ساكنة المخيمات لا تغطي سوى 50 بالمائة من احتياجاتهم. وزادَ مَا يدعى برئيس جمعية ‘الحقوقيِّين الصحراويِّين'، الذِي تلا النداء، أبا الحيسن، في ندوةٍ حول حقُوق الشعوب في المقاومة، أنَّ ‘الصحراويين' يعانون من نقص المساعدات الإنسانية، وعدم كفايتها لحاجاتهم. ولمْ يجدْ المتحدث الانفصالِي مشجبًا أنسب لتبرير نقص المساعدات سوى المغرب، حيث قال إن استمرار استغلال المغرب لثروات أقاليمه الجنوبية هو الذي يسببُ الأزمة لسكان المخيمات، دون أنْ يشير إلى سوء توزيعها وتعرضها للتلاعب. بوحبيني أحال إلى تشخيص المفوضية السامية للاجئين، قائلا إنها أكدت اعتماد محتجزِي تندوف على المساعدات الإنسانية الدولية فقط، زيادةً على تنبيهها إلى ارتفاع عدد المصابين بأمراض سوء التغذية وفقر الدم التي تصل نسبتها لدى الأطفال والنساء الحوامل إلى 56 في المائة. وبحسب بوحبيني فإنَّ ثمة قلقًا، اليوم، من زيادة الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم وعدم توفر الأدوية بالشكل الكافي والنقص الكبير في الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة. مسؤول الهلال الأحمر بتندوف أردف أن المفوضية السامية للاجئين قامت شهر نوفمبر الماضي بالتعاون مع جميع المنظمات الإنسانية العاملة في مخيمات "اللاجئين" ومؤسسات وبعض ممثلي البلدان المانحة,، بإجراء تقييم شامل للحد الأدنى من الاحتياجات غير الغذائية التي لا تجد من يساهم في تلبيتها لسنة 2015 حيث قدر مبلغها بما يزيد عن 37 مليون دولار. المتحدث زادَ أن المبلغ الذي ستخصصه المفوضية للسنة المقبلة لبرنامج اللاجئين الصحراويين يقدر بحوالي 9 مليون دولار, ذاهبًا إلى أن الاحتياجات الأساسية غير الغذائية التي مازالت تنتظر من يمولها ستزيد عن 29 مليون دولار. في غضون ذلك، كانَ مسؤُولون انفصاليُّون قدْ تحسَّرُوا في وقتٍ سابق على نضوب معين بعض المساعدات الدوليَّة، بسبب توجيهها نحو مناطق تواجه أزمات أكثر حدة مثل اللاجئين السوريين، حيثُ افتقد سكان المخيمات التمور السعوديَّة في رمضان الأخير، بينما كان ما يسمَّى "التجمع الصحراوي الديمقراطِي" قدْ وجه رسالةً في وقتٍ سابق إلى الأمين العام للأمم المتحدة يشكُو فيه التلاعب بالمساعدات، والاتجار بها على حساب المعاناة الإنسانية.