أظهر تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن استجواب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لمشتبه بهم، عقب أحداث 11 شتنبر الإرهابية، أن استخدام التعذيب لم يكن وراء نجاح القوات الأمريكية في قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.. وعلى العكس تماما فإن المعلومات التي حصلت عليها الCIA حول بن لادن أو أحمد الكويتي، الذي يوصف برسول بن لادن والذي قاد إلى مخبأه، جاءت قبل استخدام الوكالة لأساليب استجواب مع المعتقلين وصفها التقرير بأنها "وحشية". وتضمن برنامج الاستجواب الذي تبعته وكالة ال "سي أي إيه" عدد من أساليب التعذيب أبرزها، الإيهام بالغرق، والصفع، والتهديد بالكهرباء، الحرمان من النوم، والتهديدات بالاعتداءات الجنسية، والإذلال.. وقال التقرير إن "الوكالة استطاعت الحصول على معلومات قيمة ودقيقة حول أبو أحمد الكويتي، وهو رسول بن لادن، دون استخدام أي من أساليب برنامج الاستجواب، حيث كان مصدر المعلومات أحد المعتقلين الذي لم يكن تعرض لبرنامج الاستجواب، فيما قام المعتقلين الذين تعرضوا للبرنامج بحجب وفبركة بعض المعلومات بشأن الكويتي". ولفت التقرير إلى أن "الغالبية العظمى من المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول الكويتي تم جمعها أيضاً من "مصادر وأساليب استخباراتية أخرى لا علاقة لها المعتقلين، تتضمن مصادر بشرية والشركاء الأجانب".. وكشف التقرير عن تحريف إفادات جرت خلال لقاءات بين لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي مع مسؤولين من ال "سي أي إيه" ووزير الدفاع الأسبق ليون بانيتا (من يوليوز 2011 حتى فبراير 2013)، وادعاء الحصول على كثير من المعلومات من المعتقلين من خلال برنامج الاستجواب. ودلل التقرير بأن ما حدث في تلك اللقاءات، كان تحريفاً، من خلال نقل ما قاله وزير الدفاع الأسبق بانيتا في جلسة مغلقة في ماي 2011، عندما قال إن المعتقلين في مرحلة ما بعد فترة الحادي عشر من شتنبر 2001 أوضحوا أنه كان هناك أفراد يقدمون الدعم المباشر لابن لادن، وأحد هؤلاء الذين جرى تحديدهم كان أبو أحمد الكويتي عام 2002".. وعقب التقرير على حديث بانيتا بقوله "هذا غير صحيح ولم يكن هناك أحد في السجن عام 2001 قدم هذه المعلومات". وأوضح تقرير مجلس الشيوخ بشأن استجواب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لمشتبه بهم عقب أحداث أن الوكالة قدمت، بعد إفادة وزير الدفاع الأسبق بانيتا بيوم واحد، رسم بياني يوضح عدد المعتقلين في محبسها ممن قدموا معلومات ومتى، حيث أوضح الرسم البياني بأنه نحو 12 معتقل قدموا أفضل المعلومات دون أن يذكر أن نحو 5 من هؤلاء المعتقلين قدموا معلوماتهم قبل أن يكونوا في محبس ال "سي أي إيه".. في المقابل، قال التقرير إن "بعض أهم المعلومات المتعلقة بمكان أسامة بن لادن حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية من حسن غول، القيادي البارز في تنظيم القاعدة، قبل أن يتعرض لأساليب برنامج الاستجواب الذي ابتعته الوكالة"، مكذباً ما قالته الاستخبارات لوزارة العدل عام 2005 عن أن المعلومات الأساسية التي قدمها غول جاءت بعد استخدام برنامج الاستجواب والذي تتبع فيه أساليب للتعذيب. ووفق ما نقله التقرير فإن اعتقال غول للمرة الأولى يرجع إلى عام 2004 بموقع الاحتجاز "كوبالت"، حيث كان" يغني مثل الطيور"، بحسب مسؤول ب"سي أي إيه" استخدم التعبير للدلالة على الحالة النفسية الهادئية للرجل بعدما اطلع على الاستجوابات الأولية هناك.. كما كان غول منفتحا على الفور، ومتعاوناً منذ البداية، وأعطى معلومات جرى تضمينها في 21 تقريرا استخباراتيا في يومين. ووثق تقرير مجلس الشيوخ التحول الذى جرى بعد ذلك مع غول، عندما أخذ إلى موقع احتجاز ال"سي أي إيه"، وتعرض للحرمان من النوم لمدة 59 ساعة وشكا من هلاوس وألم كبير.. ووفق ما أورده التقرير فإن الرد على غول كان : "ذلك طبيعي، و سينتهي عندما يتم التأكد من قول الحقيقية". * وكالة أنباء الأناضول