نشر الكونغرس الأمريكي تقريراً حول استخدام وكالة الاستخبارات المركزية، المعروفة اختصارا ب"سي اي ايه"، وسائل التعذيب خلال استنطاقها للمشتبه فيهم بارتكاب جرائم تتعلق ب"الإرهاب"، بعد هجمات 11 شتنبر 2001 بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وتبلغ عدد صفحات التقرير 6000 صفحة، ونشر منه فقط ملخص يضم 480 صفحة، حسب ما أفادت به وسائل إعلام أمريكية. المصادر ذاتها أوردت أن من أهم النقاط التي أشار إليها التقرير "الفاضح" هي: استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.إيه) ل "تقنيات الاستجواب المتطورة" لم تكن فعالة في الحصول على معلومات استخباراتية أو تعاون من قبل المعتقلين. تعد التبريرات التي قدمتها ال (سي .آي .إيه) حول استخدام "تقنيات الاستجواب المتطورة" غير دقيقة. تعتبر طرق استجواب ال (سي .آي.إيه) للمعتقلين وحشية وأسوأ بكثير من مما أعلنت عنه لصناع القرار في البلاد والمشرعين. ظروف احتجاز المعتقلين من قبل (سي .آي.إيه) أقسى مما أقرت به الوكالة للمشرعين. عمدت (سي.آي إيه) إلى تزويد وزارة العدل بمعلومات غير دقيقة بشكل مكرر، مما أعاق إجراء تحليل قانوني مناسب حول برنامج الوكالة المتعلق بتوقيف المعتقلين واستجوابهم. تجنبت ال (سي.آي.إيه) أو أعاقت إطلاع مجلس الشيوخ على برنامج الوكالة لاستجواب المعتقلين لديها. أعاقت ال (سي .آي.إيه) بفاعلية إشراف البيت الأبيض وصناع القرار على هذا البرنامج. أدى تطبيق (سي آي إيه) لبرنامج استجواب المعتقلين وادارته الى تعقيد، وفي بعض الاحيان تهديد مهمات تتعلق بالامن القومي تقوم بها وكالات اخرى. عرقلت الوكالة مراقبة مكتب المفتش العام فيها لأعمالها. نسقت (سي آي إيه) تسريب معلومات معينة لوسائل الاعلام من بينها معلومات غير دقيقة تتعلق بفعالية استخدام التقنيات المشددة خلال استجواب المعتقلين. لم تكن (سي آي إيه) مستعدة عند تطبيقها برنامج الاعتقال والاستجواب بعد أكثر من 6 شهور من السماح لها باحتجاز اشخاص. طبقت (سي آي إيه) برنامج الاعتقال والاستجواب بشكل سيء خلال عام 2002 ومطلع عام 2003. قام خبيران نفسيان بوضع تقنيات الاستجواب المشددة للوكالة ولعبا دورا محوريا في تطبيقها وادارة البرنامج. خضع المعتقلون لدى (سي آي ايه) لتقنيات استجواب قهرية لم توافق عليها وزارة العدل أو مدراء الوكالة. لم تستطع (سي آي إيه) تحديد عدد المحتجزين لديها، كما أنها سجنت اشخاصا لا تنطبق عليهم المعايير، إضافة الى أن تأكيدات الوكالة بخصوص اعداد المعتقلين واولئك الذين خضعوا لتقنيات الاستجواب المشددة كانت غير دقيقة. فشلت (سي آي إيه) في اجراء تقييم لفاعلية تقنيات الاستجواب المشددة. لم تحاسب (سي آي إيه) موظفيها المسؤولين عن انتهاكات خطيرة والقيام بأنشطة غير مناسبة خلال تطبيق برنامج تقنيات الاستجواب المشددة إلا بشكل نادر. تجاهلت (سي آي إيه) انتقادات عدة داخلية واعتراضات بخصوص تطبيق وادارة برنامجها للاعتقال والاستجواب. يعد برنامج ال (سي آي إيه) للاستجواب غير قابل للاستمرار، كما انتهى فعليا عام 2006 بعد تقارير صحفية وانخفاض وتيرة التعاون من قبل بعض البلدان. أضر برنامج (سي آي إيه) بسمعة الولاياتالمتحدة في العالم أجمع، كما أسفر عن تكاليف إضافية مالية وغيرها. يُشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكية كان قد طلب من الكونغرس عدم نشر التقرير الآن، معتبرا أن ذل سيضر بمصالح أمريكي وسينمي العداء تجاهها.