لا زالت تفاعلات وفاة وزير الدولة الراحل، عبد الله باها، مساء يوم الأحد بتلك الطريقة المفجعة، بعد أن صدمه قطار بالقرب من مدينة بوزنيقة، تثير فضول واهتمام العديد من القراء والمعلقين الذين طالبوا صراحة بمعرفة الحقيقة كاملة وراء هذا الحادث الذي وصفوه بالغامض. وفيما أبدى عدد من المعلقين والقراء المتابعين لقصة وفاة باها، الملقب بحكيم "العدالة والتنمية"، استسلامهم للقضاء والقدر، تماما كما استسلموا لرواية حادثة غرق البرلماني أحمد الزايدي، دعا آخرون بقوة السلطات المعنية إلى كشف حقيقة وفاة باها كما هي. سعيد كيمرة، أحد المعلقين على خبر وفاة باها، قال إنه بعد الترحم على روح حكيم الحكومة، يتعين تدشين تحقيق معمق حول حادثة وفاة وزير الدولة الراحل، لأن الروايات المقدمة ليست قوية ولا منسجمة، كما أن الرجل كان له منصب كبير، ونريد الحقيقة". أما جمال من هوارة، فيقول إنه رغم إيمانه القوي بالقدر، لكن الطريقة التي مات بها الزايدي كانت غامضة، بينما وفاة باها فأغمض بكثير، وصعب جدا أن يتقبلها العقل"، مضيفا "يتعين أن يعرف الرأي العام كيف لوزير في يوم عطلته أن يتواجد لوحده في مكان كهذا، بعد المغرب، لتفقد حادثة مرت عليها أسابيع". معلق آخر، يبدو أنه من مناصري "العدالة والتنمية"، ذهب مباشرة إلى اتهام "اللوبيات المقاومة للإصلاحات الحكومية، أو "العفاريت والتماسيح" التي بدأت شن حربها العلنية على الحكومة، وفق تعبيره، مردفا أنه "يجب على المحققين أن يفكروا في كل الاحتمالات". وطرح معلق يدعى السوسي مجموعة أسئلة، "إذا كان باها قد ذهب ليتفقد مكان غرق الزايدي، لمن قال إنه ذاهب إلى هناك، وهل هناك فعلا ما يثبت أن باها فعلا ذهب إلى واد الشراط، ثم ما هي آخر مكالمة تلقاها باها من هاتفه، ومع من تحدث" يتساءل القارئ. معلقون آخرون ارتدوا جبة المحقق الأمني الشهير "كولومبو"، الذي أدى دوره الممثل الأمريكي بيتر فولك، فطالبوا الجهات المختصة بحجز هاتف وزير الدولة الراحل، والاطلاع على آخر المكالمات التي تلقاها يوم صدمه من طرف القطار. معلق آخر اسمه شويخ طالب بفتح تحقيق عاجل وحازم، مبرزا أنه "يجب علينا كمغاربة المطالبة بنتائج التحقيق يوما بيوم، فهؤلاء أشخاص ثبتت أصالتهم وتواضعهم وحبهم للوطن وأبنائه، ويجب المطالبة بمعرفة حقيقة وفاتهم".