ما إن دبجت القيادية في حزب العدالة والتنمية، خديجة أبلاضي، تدوينة على حائطها الفيسبوكي، قالت فيها إن وزير الدولة الراحل، عبد الله باها، زارها في المنام أخيرا، وقال لها إن القطار لم يدهسه، حتى ثارت ضدها أصوات من داخل الحزب "الإسلامي". القيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، سارع إلى انتقاد ما صرحت به أبلاضي، مسفها ما رأته في المنام، حتى لو كان قبيل الفجر كما ذكرت البرلمانية، قائلا "كذبت الرؤى ولو صدقت"، وذلك في تدوينة خطها اليوم على صفحته الفيسبوكية. ولجأ يتيم إلى الدين ليؤكد أن رؤيا المنام أيا كان صاحبها لا تعتبر من الأدلة الشرعية، ناهيك أن تكون من الأدلة العقلية، ناهيك عن أن تكون دليلا، أو قرينة قانونية"، مبرزا أنه "من السنة أيضاً أنه إذا رأى الواحد منا رؤية فيها سوء ألا يحدث بها". وتابع يتيم "من الخطأ نشر الرؤيا على الحيطان، كي تتحول مادة للإثارة والتشكيك"، لافتا إلى أن الرسول علمنا أن نحكم بالقرائن والدلائل الثابتة، ولم يكن الوجدان أو الرؤى دليلا معتمدا". وبعد أن أوضح أن بعض المواقف تحدث حالات من التداعي النفسي، طالب أصحاب التخمينات والرؤى، أمسكوا علينا رؤاكم السيئة، وحدثوا فقط بحسنها مما يشهد له بحسن الخاتمة، وحسن المقام عند الله"، مبرزا أن مثل هذه الأحاديث تؤلم أسرة الفقيد أكثر مما هي". وتأتي ردة فعل يتيم متساوقة مع مواقف أفصح عنها قياديون من حزب العدالة والتنمية، بعد وفاة باها على إثر حادثة قطار مفجعة مساء الأحد الماضي، ومنهم وزير النقل، عزيز رباح، الذي طالب الجميع بالكف عن ترويج ما أسماه بالخزعبلات التي تسيء إلى الراحل. وتروج روايات وتخمينات عديدة لدى البعض بخصوص طريقة وفاة باها، خاصة أنه تعرض لصدمة قطار سريع بالقرب من بوزنيقة، في نفس المكان الذي غرق فيه البرلماني الاتحادي، أحمد الزايدي، تختلف عن رواية الحزب التي تقول إن "الحكيم" ذهب إلى هناك لتفقد مكان وفاة الويادي.