اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، على الخصوص، بالإضرابات التي تم خوضها في بلجيكا، والوضع الاقتصادي في روسيا بعد العقوبات الغربية ضدها، وصعود الأحزاب المتطرفة في السويد، إضافة إلى مواضيع أخرى متنوعة. ففي سويسرا، تطرقت الصحف المحلية إلى الانقسام الذي بدأ يظهر في الولاياتالمتحدة عقب الأحداث التي وقعت خلال السنتين الأخيرتين خلال ولاية الرئيس باراك أوباما. وفي هذا الصدد، أبرزت صحيفة (لوتون) أن ارتفاع التوتر العنصري يبدو أنه يعد مصدرا لتخوفات جزء كبير من المجتمع الأمريكي، ولكن أيضا مصدر إلهام للجمهوريين الذين يسلطون الضوء على السياسات التي تتبعها إدارة الحزب الديمقراطي. واعتبرت الصحيفة، في هذا الصدد، أن السياسيين يحاولون استغلال غضب المواطنين الأمريكيين من أصل إفريقي خاصة مع استمرار صدمتهم جراء تبرئة ضباط شرطة في الحادث الذي أشعل فتيل الاضطرابات. من جهتها، أشارت (لا تريبون دو جنيف) إلى أن "الانقسام العرقي والفجوة الانتخابية تهيمنان على بلد منقسم لصالح أعمال شغب عنيفة وقعت في الأيام الأخيرة". من جانبها، قالت صحيفة (أور 24) أن أجواء التوتر والشك لا تزال سائدة في فيرجسون ونيويورك، وخاصة بعد وفاة طفل أسود في كليفلاند (شمال غرب)، برصاص الشرطة بينما كان يلعب مع بندقية وهمية. وفي بلجيكا، انصب اهتمام الصحافة المحلية على تأثير الإضرابات المنظمة منذ أسابيع كل يوم اثنين على الاقتصاد وصورة البلاد. وفي مقال افتتاحي، أبرزت صحيفة (لا ليبر بلجيك) الضرورة الملحة لإجراء حوار اجتماعي بناء لمناقشة الكيفية التي يمكن بها إصلاح البلاد، مشيرة إلى أن الحكومات وأرباب العمل والنقابات يتحملون المسؤولية أمام المواطنين. من جهتها، اعتبرت افتتاحية (سوار) أن أي ميثاق اجتماعي جديد أمر ممكن لو اتفق الجميع على الخروج من المأزق، مشيرة إلى أن ما يشجع على ذلك هو أن الأهداف التي يجب التوصل إليها هي تماما نفس الأهداف التي تتفق عليها جميع المكونات السياسية. وفي السويد، واصلت الصحافة المحلية التعليق على الأزمة السياسية في البلاد وصعود حزب اليمين المتطرف الديمقراطي السويد. وفي افتتاحيتها، نقلت صحيفة (داغينس نيهيتر) عن وزيرة المالية ماغدالينا أندرسون ورئيس الوزراء، ستيفان لوفين، وصفهما لهذا المكون السياسي بأنه "الفاشية الجديدة"، مضيفة أنه يدعو للحد من "الهجرة الجماعية". وأضاف أنه سيكون سيئا جدا بالنسبة للبلد إذا تم التعامل مع قضايا اللجوء والهجرة كجزء من الرؤية التي ينادي بها هذا الحزب لأن السياسة ينبغي أن تسترشد بالجانب الإنساني. من جانبها، أشارت صحيفة (سفينسكا داجبلاديت) إلى أصداء تصريحات رئيسة حزب الوسط، آني لوف، التي انتقدت فيها قرار رئيس الوزراء الدعوة لإجراء انتخابات جديدة، داعية إياه إلى الاستقالة. أما (افتونبلاديت) فتطرقت إلى التدريبات العسكرية التي أجرتها روسيا في بحر البلطيق في نهاية هذا الاسبوع، مشددة على أن السويد قد أرسلت طائرات مقاتلة لمراقبة هذه المناورات. وقالت الصحيفة إن روسيا أجرت مناورات سواء في البحر أو الجو، مشيرة إلى أن هذه المناورات قد تستمر عدة أيام. وفي ألمانيا، انصب اهتمام الصحف على قرار حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المتحالف مع الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تقديم اقتراح يلزم الأجانب التحدث باللغة الألمانية حتى في البيت، مما أثار جدلا اجتماعيا وسياسيا واسعا. وأشارت الصحف إلى أن الحزب البافاري سيبحث هذا الاقتراح الذي ضمنه في وثيقة، في مؤتمره السنوي، مشيرة إلى أن الحزب يرى أن اللغة الألمانية أساسية للأجانب من أجل الاندماج وأنه لابد من تعلمها وتوظيفها في حياتهم اليومية، مؤكدا أن من يرغب في العيش بألمانيا عليه التحدث بلغتها سواء في الأماكن العامة أو في البيت. وعبرت صحيفة (دي فيلت)، في تعليقها، عن ذهولها من هذا الاقتراح، مشيرة إلى أن الفكرة التي تضمنتها الوثيقة لا يمكن إلا أن تثقل كاهل الأجانب وتثير الرعب لديهم. واعتبرت الصحيفة أن هذه الشروط المتعلقة باللغة بالنسبة للأجانب فكرة سخيفة ونهج خاطئ سيسيء إلى سمعة ألمانيا وأيضا لسمعة المستشارة ميركل. من جهتها، ترى صحيفة (فرانكفوتر رودشناو) أن هذه الفكرة لا يمكن إلا وصفها بالعنصرية، مشيرة إلى أن الحزب الاجتماعي كانت رسالته واضحة للمهاجرين والتي جاء فيها " من يرغب في العيش هنا في ألمانيا بشكل دائم ، ينبغي عليه التحدث بالألمانية سواء في الأماكن العامة أو في البيت". وأضافت الصحيفة أن اقتراح الحزب بجعل الألمانية إلزامية حتى على مائدة الأكل سيعرضه للسخرية وللانتقادات. نفس الاستنتاج عبرت عنه صحيفة (فولكشتيمه) التي قالت في تعليقها إن الاقتراح "غريب" ولا يتوافق مع فكر القرن الواحد والعشرين. بالنسبة لصحيفة (رولينغه غينرال أنسايغه) فإن اقتراح التزام المهاجرين باللغة الألمانية ليس فقط استفزازا متعمدا، ولكنه أيضا مبالغة في الثقة. أما صحيفة (نوي بريشه) فكتبت أن الحزب الاجتماعي المسيحي بفكرته هذه "اصطاد مرة أخرى على الحافة اليمنى"، مبرزة أن الحزب على ما يبدو بدأ يشعر بخسارة مؤيديه من الناخبين وتوجههم نحو حزب البديل من أجل ألمانيا، هذا الحزب المعارض للأورو، الذي تمكن في ظرف قياسي من الوصول إلى البرلمان. واهتمت الصحف اليونانية بمصادقة البرلمان في وقت متأخر ليل الأحد على ميزانية 2015 في الوقت الذي يستعد وزراء مالية منطقة الأورو في اجتماعهم اليوم الاثنين ببروكسيل لتقويم الوضع المالي لليونان وإمكانية تمديد برنامج الانقاذ المالي لستة أشهر أخرى. صحيفة (كاثيميريني) كتبت أنه من أصل 300 نائب و290 نائبا حاضرا صوت 155 على مشروع الميزانية في حين عارضها 134 آخرين، مضيفة أن الميزانية تتوقع نموا من 9ر2 في المائة حيث ستخرج اليونان من نفق الركود والأزمة الاقتصادية الحادة التي عرفتها لمدة ستة سنوات. كما تتوقع الميزانية تحقيق فائض أولي خارج نفقات الدين من 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام، بينما ستتراجع المديونية المهولة للبلاد الى 4ر177 في المائة من الناتج الداخلي الخام من 7ر177 في المائة حاليا. وأضافت الصحيفة أن وزراء مالية منطقة الاورو سيبحثون في اجتماعهم اليوم وغدا امكانية تمديد برنامج الانقاذ المالي لليونان الذي ينتهي في 31 دجنبر لستة اشهر أخرى في حين تسعى اليونان نظرا لضغوطات سياسية داخلية من الخروج من البرنامج بنهاية السنة. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن جلسة التصويت التي استمرت لوقت متأخر من الليلة شهدت مواجهات حادة بين الحكومة وحزب المعارضة الرئيسي تحالف سيريزا لليسار الجذري، مضيفة أن النواب العشرة الذي لم يحضروا جلسة التصويت هم سبعة من حزب "الفجر الذهبي" اليميني المتطرف الذين يوجدون حاليا في السجن على خلفية تهم عنصرية واجرامية، ثم الثلاثة الآخرون بسبب المرض. من جهة أخرى، تناولت الصحف اليونانية المواجهات التي عرفتها أثينا يوم السبت الماضي بعد مظاهرات حاشدة في ذكرى مقتل احد المراهقين البالغ 15 سنة قبل ستة سنوات على ايدي قوات الامن. وأشارت الصحف إلى أن 296 شخصا تم اعتقالهم سيتم احالة 43 متنهم على النيابة العامة لتورطهم في اعمال الشغب التي تخللت المظاهرات وتسببت في حرق سيارات وممتلكات عامة. كما انتقدت الصحف تعامل الشرطة العنيف مع المتظاهرين التي كانت ترد على نحو 6000 من المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع والقوة المفرطة. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالجدل الدائر حول الإفراج عن أسرى منظمة "إيتا" الباسكية الإرهابية، وتصريحات رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي بشأن الانتعاش الاقتصادي. وبخصوص الموضوع الأول، حذرت صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، من دعم سجناء منظمة "إيتا" الباسكية الانفصالية للحزب السياسي الجديد "بوديموس"، وذلك لحصوله على "إفراج مكثف عنهم". وأضافت في افتتاحيتها أن السجناء التاريخيين لهذه المنظمة، الذين صنفتهم إسبانيا والاتحاد الأوروبي بالإرهابيين، يدرسون التحالف بين جزب بابلو اغليسياس و"التحالف القومي الباسكي أمايور"، المقرب من المجموعة الباسكية المطالبة باستقلال هذه الجهة الواقعة شمال إسبانيا. وذكرت الصحيفة، بالتالي، أن سجناء "إيتا" يدعون المتعاطفين مع "التحالف القومي الباسكي أمايور" للتصويت لصالح حزب "بوديموس" في الانتخابات العامة المقبلة. وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (لاراثون) أنه عقب الإفراج عن اثنين من السجناء التاريخيين ل"إيتا"، الأسبوع الماضي، بقرار من المحكمة الوطنية، لم يعد عدد مسؤولي هذه المنظمة القابعين في السجن يتجاوز العشرة. وأضافت أنه لحد الآن أفرج عن 68 من سجناء "إيتا" بعد تطبيق مبدأ "باروت" الذي ينص على أن خفض العقوبة يجب أن يطبق على كل حكم وليس المدة السجينة القصوى التي هي 30 سنة كما هو منصوص عليه في القانون، مما يطيل المدة المقضية وراء القضبان في حال إدانات متعددة. وإلى جانب موضوع "إيتا"، عادت الصحف الإسبانية لتصريحات ماريانو راخوي في القمة الإيبيرية الأمريكية المنعقدة بالمكسيك، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة دافع عن الانتعاش الاقتصادي بإسبانيا متوقعا نموا بنسبة 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام في السنة المقبلة. واهتمت الصحافة النرويجية باقتناء النرويج غواصة متطورة من أجل رصد التحركات التي تطال مياهها الإقليمية. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (في غي) عن مسؤولين بالنرويج تأكيدهم أن من بين مهام الغواصة حماية المياه الإقليمية من أنشطة روسيا التي تقوم بها في بحر الشمال. واعتبروا أن روسيا حاليا لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تفعله في المنطقة خاصة مع ارتفاع وثيرة نشاطاتها البحرية. من جهة أخرى، تطرقت الصحف النرويجية إلى الإعلان عن مساهمة النرويج في الصندوق الأخضر للمناخ التابع للأمم المتحدة، وذلك على مدى السنوات الأربع المقبلة. وأشارت (افتنتبوستن) إلى أن مبلغ الدعم المعلن عنه للصندوق دوليا يصل إلى 9.95 مليار دولار والهدف جمع مبلغ 10 مليارات دولار. وأوردت تصريحا لوزير الخارجية النرويجي بورغ بريندا يؤكد فيه هذه المساهمة ويشير إلى أن الصندوق من شأنه المساهمة التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن المناخ في باريس سنة 2015. وفي فرنسا، تناولت صحيفة (لوموند) التوترات العرقية التي تعرفها الولاياتالمتحدة بعد ارتفاع عدد ضحايا جرائم قتل الأمريكيين من أصول أفريقية جراء سوء معاملة الشرطة، مشيرة إلى أن هذه الحالات لا تسلط الضوء فقط على الإجراءات و الأحكام المسبقة من الشرطة الأمريكية، ولكن أيضا على تحيز نظام العقوبات، الذي تم التنديد به. ولاحظت الصحيفة أن هذه الأخطاء ظلت دون عقاب مما يثير مشاعر أسف قوية في الولاياتالمتحدة وتمثل تحديا بالنسبة للرئيس باراك أوباما، مشيرة إلى أن النقاش يتزايد حول عمل العدالة والشرطة. من جهتها، اهتمت صحيفة "لا تريبون" بالتصريحات الأخيرة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي اعتبرت فيها أن الإصلاحات التي انخرطت فيها فرنسا وإيطاليا إلى غاية الآن غير كافية، داعية البلدين إلى التأكد من أن ميزانيتيهما لسنة 2015 ستحترمان نظم الاتحاد الأوروبي. كما قالت الصحيفة إن ميركل تدعم قرار المفوضية الأوروبية بإعطاء المزيد من الوقت لباريس وروما لاستكمال برامجهما الإصلاحية، مشيرة إلى أن بروكسل قد منحت مهلة نهائية لكلا البلدين منذ أسبوع من خلال تأجيل حكمها على ميزانيتيهما إلى غاية ربيع 2015، ولكن عن التطرق إلى خطر خرق نظم الاتحاد الأوروبي والتي تتطلب المزيد من الجهد. وخلال تطرقها لحالة فرنسا، أبرزت "لا تريبيون" أن المفوضية الأوروبية لن تتردد في معاقبة باريس إذا لم تنفذ وبسرعة إصلاحات هيكلية لتحسين آفاق النمو والمالية العامة. وفي روسيا، اهتمت الصحف باحتمال استئناف مفاوضات مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا في مينسك. وذكرت صحيفة (فيدوموستي) أن هذه المفاوضات قد تبدأ من جديد يوم غد الثلاثاء، ولكن الأطراف لم تتمكن حتى الان من الاتفاق على جدول أعمالها. وقالت الصحيفة إن مينسك قد تشهد في هذا الاسبوع اول مفاوضات في هذا المجال بعد الانتخابات التي جرت في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد بمشاركة ممثلين عن سلطات كييف و روسيا ومنظمة الامن والتعاون في أوروبا. وأضافت الصحيفة أن الرئيس فلاديمير بوتين أعلن، أول أمس السبت خلال اللقاء المفاجئ الذي عقده مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في مطار "فنوكوفو-2" بالقرب من موسكو، أن روسيا تأمل أن يتم في القريب العاجل اقرار وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا. وذكر الرئيس الروسي ان موسكو تؤيد وحدة اراضي اوكرانيا ولكن لتحقيق ذلك يجب على سلطات كييف التراجع عن فرض الحصار على دونباس. وفي نفس السياق نقلت مصادر فرنسية لصحيفة ( كوميرسانت) ان باريس مستعدة للعب دور الوسيط الاساسي في الوساطة الدولية حول تسوية الازمة الاوكرانية مع مشاركة برلين في ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة هولاند القصيرة لموسكو كانت اول زيارة يقوم بها زعيم دولة غربية الى روسيا منذ اندلاع الازمة الاوكرانية. ومن المعروف، تضيف الصحيفة، ان باريس التي لم تلعب حتى الآن اي دور كبير في الأزمة، حيث ظهرت على خشبة المسرح بقوة بعد ان اعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن تشديد موقفها بقوة ضد روسيا. وترى الصحيفة ان فرنسا بقيت من حيث الجوهر اللاعب الاوروبي الكبير الوحيد القادر على محاورة روسيا.