إذا كانت وفاة وزير الدولة، عبد الله باها، بسبب حادثة قطار مفجعة، مساء الأحد، قد أثارت ذهول الكثيرين من مختلف أطياف المشهد السياسي بالمغرب، فإنها خلفت ذهولا أكبر لدى الجسد الإسلامي تحديدا، خاصة أن الرجل عُرف منذ بداياته بتدرجه في الحركة الإسلامية إلى أن أصبح وزيرا للدولة، قبل أن يفارق الحياة بسبب قطار سريع. الدكتور أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح التي كان ينتمي إليها باها قيد حياته، تقدم بمواساته وتعزيته ضمن تصريح لهسبريس إلى كافة أفراد أسرة الفقيد، وإلى حركة التوحيد والإصلاح قيادة وأعضاء، وكذلك حزب العدالة والتنمية، وإلى الشعب المغربي عامة". وبعث الريسوني، المتواجد في قطر، تعزيته ومواساته الخاصة أيضا بفقدان من وصفه بالأخ الكبير والفقيد الغالي، عبد الله باها، إلى "الأخ العزيز الأستاذ عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة، وسائر السادة الوزراء" وفق ما ورد في رسالة تعزية توصلت بها الجريدة. ونعت الريسوني الراحل باها بأنه "نموذج فذ رفيع، بفكره السديد، ونظره البعيد، وخلقه النبيل، وقلبه السمح الرحيم، وتفانيه المنقطع النظير في العمل والإصلاح وخدمة الإسلام والمسلمين عامة، ووطنه الأمين خاصة". وقال نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه جريح حزين بعد تلقيه نبأ وفاة عبد الله باها على إثر حادثة القطار، سائلا الله أن يرحمه ويتقبله عنده في عباده الصالحين المرضيين، ويجعله في عداد الشهداء الأمجاد المكرمين. ومن جهته قال الناشط الإسلامي، الشيخ أبو حفص رفيقي، إن الموت لا تفرق بين كبير وصغير، ولا بين وزير وغير وزير، كما لا فرق عند الموت بين مغمور أخذه السيل في قرية نائية وبين وزير دهسه القطار في مدينة، فليست روح ذاك بأغلى من روح الآخر". وأفاد أبو حفص أن باها رائد من رواد الحركة الإسلامية، ورمز من رموزها"، مضيفا أنه عاصر مسيرته من الدعوة إلى السياسة إلى الدولة، مشيدا بحرص باها مع منصبه العالي وانشغالاته أن يحضر محاضرة يؤطرها أبو حفص، ويحرص على الثناء على ما قدمه". وتابع أبو حفص أن الصدمة بوفاة باها أعظم وأشد، عندما يسلبك الرجل بأدبه و تواضعه وغريب صمته، وحين تتذكر رجلا جالسته قبل وقت غير يسير في مكتب رئاسة الحكومة، فاستوقفتك حكمته واتزانه ودقة حديثه مع قلته". وأما الدكتور عمر أمكاسو، القيادي في جماعة العدل والإحسان، فقد أورد في تدوينة فايسبوكية بأن عرف سي عبد الله منذ مدة غير يسيرة، وجمعته به عدة مناسبات، وعرف فيه الرجل المؤمن والداعية المثابر، والثاقب النظر الكتوم الصموت، دمث الأخلاق". واسترسل أمكاسو في وصف باها "عرفت فيه المقتنع بما يراه صوابا دون تسفيه الرأي الذي يخالفه، والمحاور الحكيم، والمدافع المستميت عن رأيه واختيارات حركة التوحيد والإصلاح الدعوية التي كان من مؤسسيها الرئيسين ومن مهندسي اختياراتها."