أجمعت شخصيات وفعاليات إسلامية حضرت إلى بيت الشيخ عبد السلام ياسين، الذي وافته المنية فجر اليوم، على الإشادة بمناقب ومزايا الرجل قيد حياته، معتبرين أنه كان رجلا بكل ما تحمل الكلمة من معنى في زمن قل فيه الرجال، وذلك بفضل المسار العلمي والتربوي والسياسي المتميز الذي شقه لنفسه ولتنظيمه، حيث استطاع من خلاله كسب احترام مختلف الأطياف السياسية والإسلامية بالبلاد. وأعرب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عن مدى تأثره بنسك وزهد وكثرة عبادة الشيخ عبد السلام ياسين، مشيدا بإصرار مرشد جماعة العدل والإحسان على تبني مقاربة سلمية في الدعوة إبان حياته، قبل أن يشير بنكيران إلى لقائه الأول بياسين منذ حوالي 34 عاما. وأبرز رئيس الحكومة، الذي كان يتحدث من أمام بيت زعيم العدل والإحسان الذي وافته المنية صباح اليوم، بأن "كل واحد منهما شق لنفسه مسارا خاصا في الحياة السياسية"، مشددا على أن "التقدير والاحترام كان متبادلا بين الطرفين"، متذكرا أنه "في يوم من الأيام ذهب إلى بيت ياسين واحتفى به احتفاء كبيرا"، يقول زعيم العدالة والتنمية. ومن جانبه قال عمر أمكاسو، عضو مجلس الإرشاد والأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، إن "الله تعالى لم يتوفَّ الشيخ ياسين حتى أثل مشروعا كاملا ومدرسة متكاملة لها امتداد داخل وخارج المغرب، وربى رجالا ونساء يسيرون الآن في الآفاق"، مردفا بأن الراحل خلف تراثا عظيما حيث كان مربيا ومجدا ومنظرا، وجمع الله له كثيرا مما تفرق في غيره"، وفق تعبير أمكاسو الذي زاد بأن "مثل هؤلاء الرجال الأفذاذ قلما يجود بهم القدر، إذ يأتون في منعطفات التاريخ من أجل أن يؤسسوا ويربوا رجالا". ولم يخرج حديث الرئيس السابق لجماعة الإصلاح والتوحيد الدكتور أحمد الريسوني عن كلام من سبقه، حيث أثنى على الشيخ عبد السلام ياسين بالقول إن المغرب فقد عالما وداعية ومجاهدا كان غزي العطاء تأليفا وفكرا متجددا، مشيرا إلى أنه أغنى المكتبة الإسلامية طيلة 40 أو 50 عاما من التأليف في مجالات الدعوة والدولة. وتابع عالم المقاصد بأن ياسين كان يركز في مؤلفاته على الخوض في "شؤون الدعوة ومتطلباتها التوجيهية والتربوية، وعلى الدولة وما تستوجبه من نصح وتقويم ومحاولة الإصلاح"، قبل أن يؤكد الريسوني على أن "الشيخ ياسين لم يكن يطلب لنفسه شيئا، لا مقاما ولا منصبا ولا شكورا ولا جزاء من أحد"، بحسب تعبير القيادي الإسلامي. ومن جهته أفرد المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح حيزا رئيسا، في كلمته التي ارتجلها للتعبير عن تعزيته بعد وفاة الشيخ ياسين، سرد من خلالها أبرز مناقب الرجل الذي أسس مدرسة متميزة في الدعوة إلى جانب تنظيمات ومدراس أخرى للحركة الإسلامية في داخل وخارج البلاد. وسأل الحمداوي الله أن يجعل الله ما قدمه الشيخ ياسين من عمل صالح وإعداد لجيل الدعاة والمربين ليكون مساهمة في ترشيد الصحوة الإسلامية والدفع بها نحو الأمام. وبالنسبة للمصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري المحظور، فإن الشيخ عبد السلام ياسين رجل لا كالرجال، فهو رجل المواقف، كما أنه لم يكن عالما ومفكرا فحسب بل كان أيضا رجلا في زمن ما أحوجنا فيه إلى الرجال" يقول المعتصم.