قنطرة وادي تلوين انهارت بعد أشهر قليلة فقط من تدشينها..الطريق الوطنية رقم 9 التي تربط بين مراكش ووارززات تهدمت..مئات القناطر فوق وديان المملكة آيلة للسقوط..كل هذا الوضع المتردي للبنية الطرقية التحتية لم تدفع وزير النقل والتجهيز، عزيز رباح، لأن يحمل نفسه المسؤولية. رباح بدا بذلك "خاسرا" جدا في معركة الفيضانات الجارفة التي شهدتها مناطق في الجنوب الشرقي للبلاد، وأسفرت عن مقتل أزيد من 36 شخصا وتشريد وفقدان العشرات، حيث تملص كلية من مسؤولية انهيار القنطرة بدعوى أن وزارته لم تتسلمها بعد لا مؤقتا ولا نهائيا. أما الطريق الوطنية 9 المهترئة، والتي تفتقد إلى علامات التشوير، والحواجز الحديدية عند المنعرجات، فكان رباح قد وعد الناخبين والمجتمع المدني، بأن ينظر في أمر هذه الطريق، غير أن وعوده بقيت حبيسة حنجرته، فتهدمت الطريق بفعل الفيضانات، وشكل مشهدها نقطة سوداء في جبين قطاع التجهيز بالبلاد. رباح رمى بالكرة الحارقة لوضعية الطرق والقناطر التي تعرت أمام العالم في هذه الفيضانات إلى الأمطار التي "لا تستشير مع أحد" وفق تعبيره، وإلى جهات أخرى، ومنها الشركة المكلفة ببناء قنطرة تلوين، دون أن يجرأ على تحميل وزارته ولو جزء صغيرا مما حدث. عدد من الهيئات السياسية والجمعوية عبرت عن غضبها من رباح، حيث وجدتها فرصة سانحة لطلب فتح تحقيق مع الوزير، حول وضعية الطرق والقناطر التي تتساقط بالرغم من كونها حديثة التشييد، وطريقة تعاطيه مع فاجعة موت العديد من الضحايا بفيضانات الجنوب.