لم يتردد إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في التأكيد على أن المشاركة في الFMDH، باعتباره موعدا دوليا يسهر المغرب على تنظيمه مدينة مراكش نهاية الشهر الجاري، تبقى مفتوحة أمام جميع الحساسيات السياسية بكافة اتجاهاتها. وقال رئيس الCNDH في معرض تطرقه بشكل ضمني لما إذا كان المنتدى العالمي سيفتح أبوابه أمام معارضين ناشطين في الصحراء، بمن فيهم "كُودِيسَا" ونشطائها، إن "الأمر قد تم الحسم فيه، والمنتدى سيعرف مشاركة 460 جمعية حقوقية من مدن طانطان والداخلية والعيون". وأكد اليزمي، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي لتقديم المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان، الذي يعرف مشاركة أسماء جد وازنة في مجال أنشطة المجتمع المدني وحقوق الإنسان، أن "المعيار الذي يجب احترامه يتمثل في عدم الخلط بين الجانب السياسي والحقوقي، فهذا الملتقى ليس سياسيا، وسيعرف مناقشة 150 موضوعا رئيسيا له علاقة بحقوق الإنسان من خلال 200 نشاط متنوع، والأكيد أنه سيتم الترحيب بكافة الآراء".. وأضاف إدريس اليزمي أن المنتدى سيتطرق لمواضيع حقوقية تهم الأطفال والشباب، كما سيشهد تنظيم ورشات عمل وورشات تدريبية وثقافية، إلى جانب مواضيع المساواة والتسامح والحرية والكرامة. وأكدت أدريانا آرس، مديرة المركز الدولي لحقوق الإنسان في الأرجنتين، أن الFMDH يشكل محطة أساسية لتعزيز الحقوق الكونية، واعتبرت أن هناك عوامل مشتركة بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية يجب استغلالها، تقول أدريانا، من أجل بناء مستقبل مشترك.. كما أوردت أن الحقوقيين في هذا الأرجنتين يرون المستقبل بمنظور جديد هو نفسه الذي يتم السعي لتقاسمه بمراكش. واعتبر المحجوب الهيبة، المندوب الوزاري لحقوق الإنسان، أن المنتدى يشكل مناسبة لمناقشة المواضيع الكبرى والتحديات التي تقف أمام حقوق الإنسان في العالم، من ضمنها ما له علاقة بالإرهاب والتكنولوجيات الحديثة والهجرة والإقصاء، بينما قال كمال لحبيب إن المنتدى لن يتطرق فقط للحقوق المدنية والسياسية بل سيتم التطرق أيضا للجيل الجديد من حقوق الإنسان. وأورد لحبيب، الذي يشغل منصب عضو اللجنة العلمية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن هناك سعيا من أجل تعزيز مكانة المدافعين عن حقوق الإنسان، وتجنيد كافة الفاعلين من نساء وشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والجمعيات المدنية، مردفا: "لقد عملنا على عدم إقصاء أي طرف أو أي موضوع من هذا المنتدى". وستتم بالFMDH مناقشة مسألة التربية على حقوق الإنسان في القرن الواحد والعشرين، واستشراف رؤية جديدة لحقوق الإنسان في النظرية والتطبيق، إلى جانب موضوع تحقيق الاستدامة والاستمرارية في مجال التربية على حقوق الإنسان، وعلاقة التربية على حقوق الإنسان بتكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام الاجتماعية، وعلاقة التربية على حقوق الإنسان بالأمن الإنساني وكذا علاقتها بالنزاعات. عبد العظيم الكروج أورد بدوره أن الوزارة المنتدبة لدى وزارة التربية الوطنية ستنظم، بالموازاة مع الموعد، برامج حقوقية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمغرب.. وأضاف الوزير أن ما يناهز 6.8 ملايين من تلاميذ المؤسسات التعليمية، بمختلف مستوياتها، سينخرطون ضمن أنشطة بيداغوجية في مجال حقوق الإنسان بشراكة مع المجالس الجهوية للCNDH.