شكل الاتفاق المبرم بين الولاياتالمتحدةوالصين حول تقليص الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم الخميس بمنطقة أمريكا الشمالية. وهكذا، كتبت يومية (نيويورك تايمز) أن الاتفاق المبرم بين الولاياتالمتحدةوالصين حول المناخ سيكون من المواضيع الرئيسية خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2016. وأبرزت الصحيفة أن استطلاعات الرأي كشفت أن عددا كبيرا من الأمريكيين أعربوا عن قلقهم إزاء انعكاسات الاحتباس الحراري، مؤكدين أنهم سيصوتون لفائدة المرشح الذي سيتعهد بتطبيق سياسات تروم وضع حد لهذه الظاهرة. وفي هذا السياق، لاحظت الصحيفة أنه على الرغم من الاستطلاعات المؤيدة لقضية البيئة، فإن الجمهوريين عازمون، خلال الانتخابات الرئاسية 2016، على إقناع الأمريكيين بأن تشديد التشريعات المتعلقة بتقليص الانبعاثات الغازية سيكون لها انعكاس على سوق الشغل والنمو الاقتصادي الوطني. وفي سياق متصل، اعتبرت يومية (دو هيل) أن الرئيس باراك أوباما بدأ "ينحو نحو اليسار" منذ الفوز الساحق للحزب الجمهوري خلال الانتخابات النصفية التي جرت في رابع نونبر الجاري. وأشارت اليومية إلى أن الاتفاق غير المنتظر بين واشنطنوبكين حول التغيرات المناخية يشكل إحدى مظاهر هذا "التوجه نحو اليسار" لقاطن البيت الأبيض. وأوضحت أن هذا "التحول التكتيكي" سيساهم في توحيد القاعدة الديمقراطية، التي أحبطت بعد نتائج اقتراع رابع نونبر، وتجديد الثقة في زعامة الرئيس الأمريكي خلال السنتين المتبقيتين من ولايته الثانية. وتحت عنوان (في انتظار باريس)، وصفت يومية (لو دوفوار) الكندية ب"التاريخي" الاتفاق الصيني الأمريكي حول المناخ الذي تم الإعلان عنه أمس الأربعاء ببكين، والذي تلتزم بمقتضاه الولاياتالمتحدة بتقليص من 26 إلى 28 في المئة من انبعاثاتها الغازية بحلول 2025 مقارنة مع سنة 2005، فيما وضعت الصين، لأول مرة، سقفا لانبعاثاتها بحلول سنة 2030. وأكدت الصحيفة أن تعهد الرئيس أوباما ونظيره الصيني كسي جي بينغ بالعمل سويا من أجل تقليص الانبعاثات الغازية يعد خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تمهيد الطريق لإبرام اتفاق أشمل خلال المؤتمر المرتقب بباريس مع نهاية 2015. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (لابريس) الكندية أنه إذا كانت الانتخابات النصفية قد حملت رياح القلق إلى أولئك الذين يرغبون في تحرك دولي للوقاية من التغيرات المناخية، فإن اتفاق أمس الأربعاء بين الولاياتالمتحدةوالصين قد أحيى الأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال مؤتمر باريس. وأوضحت أن الأهداف التي سطرها الرئيسان الأمريكي والصيني ليست هي التي أثارت استغراب المختصين، ولكن كون أكبر مصدرين للانبعاثات الغازية في الكون، واللذين تسببا في إفشال مؤتمر كوبنهاغن سنة 2009 بسبب اختلافاتهما، يكشفان سنة قبل مؤتمر باريس عن أهدافهما للفترة 2020-2030. وفي سياق متصل، كتبت يومية (لو جورنال دو مونريال) أن أحزاب المعارضة بأوتاوا عبرت عن تفاؤلها بشأن الاتفاق الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدةوالصين، مستغربة عدم قيام الحكومة المحافظة بأوتاوا بأي رد فعل بشأن هذا الملف. وذكرت الصحيفة أن زعيم المعارضة والحزب الديمقراطي الجديد، طوماس مولكير، انتقد حكومة هاربر التي جعلت كندا البلد الوحيد في العالم الذي ينسحب من بروتوكول كيوتو، في وقت أكد فيه الحزب الليبيرالي الكندي لجوستين ترودو أن جلوس الصين على طاولة المفاوضات حول التغيرات المناخية دليل على خطورة الوضع، رغم غياب التفاصيل حول الطريقة التي ستحترم من خلالها مطامحها. وخلصت إلى أن المحافظين (في السلطة) اقتصروا على تجديد التأكيد على أن كندا اتخذت تدابير صارمة لتقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن المكسيكوالصين وقعا، خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس إنريكي بينيا نييتو إلى بكين، سلسلة من اتفاقيات التعاون التي توفر، من بين أمور أخرى، حزمة بقيمة 14 مليار دولار من الاستثمارات لهذا البلد الآسيوي في قطاع الطاقة، مشيرة أيضا إلى حصول البنك الصناعي والتجاري الصيني، أكبر مؤسسة في العالم، على ترخيص للعمل في المكسيك. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (لاخورنادا) أن آفاق نمو الاقتصاد المكسيكي على المدى القصير "مهددة بمخاطر كبيرة"، حسب ما أكده صندوق النقد الدولي أمس الأربعاء، معتبرة أن "موجة الإصلاحات" التي قامت بها حكومة الرئيس انريكي بينيا نييتو قد تؤدي إلى زيادة في حدود ما بين 3.5 و4 في المئة الناتج المحلي الخام، كما أن الفعالية التي تنفذ بها الإصلاحات تشكل الخطر المحلي الرئيسي على نمو البلاد. وببنما، كشفت صحيفة (لا برينسا) عن أن الادعاء العام المكلف بمحاربة الفساد أمر بالحجز المؤقت على 4 ملايين دولار من أرصدة المدير السابق لبرنامج الدعم الوطني، رافاييل غوارديا، الذي يعد موضوع 8 تحقيقات قضائية بتهم إساءة استعمال موارد الدولة وإهدار المال العام والاختلاس، مبرزة أن مصادر قضائية أكدت أن قيمة الأموال المودعة في الحسابات البنكية لهذا المسؤول السابق لا تتوافق وقيمة الأجر الذي كان يتقاضاه منذ تعيينه على رأس المؤسسة في غشت 2012 إلى غاية يوليوز 2014. على صعيد آخر، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن بنما تعتبر البلد الأول بأمريكا الوسطى الذي ينخرط في الحملة الأممية "القلب الأزرق" من أجل مكافحة الاتجار في البشر، مشيرة إلى أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا وقع أمس الأربعاء على ميثاق "القلب الأزرق" بحضور مسؤولين من الأممالمتحدة، ما يشكل التزاما من الحكومة بمحاربة هذه الظاهرة وآثارها على المجتمع. أما بالدومينيكان، فقد توقفت صحيفة (هوي) عند التحذير الذي وجهته بعثة صندوق النقد الدولي من ارتفاع مستوى حجم الدين العام الذي سيصل إلى 50 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي عند نهاية سنة 2014، والذي أصبح يشكل عبئا ثقيلا على المالية العمومية، مشددة على ضرورة مواصلة الجهود التي تقوم بها السلطات المالية في مجال الحكامة المالية وترشيد النفقات العمومية واتباع سياسة تقشفية لإعادة التوازن للميزانية العامة للبلاد. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (إل نويبو دياريو) إلى العمليات التي تقوم بها المصالح الأمنية لوقف تدفق مزيد من المهاجرين الهايتيين غير الشرعيين خصوصا بعد إطلاق الحكومة، في شهر يونيو الماضي، خطة لتسوية الوضعية القانونية لحوالي 450 ألف مهاجر مقيم بالبلاد بصفة غير شرعية، غالبيتهم من هايتي، مشيرة في هذا الصدد إلى إيقاف 200 مواطن هايتي أثناء محاولتهم الهجرة سرا إلى الدومينيكان وذلك خلال عمليات تمشيط واسعة على مستوى المناطق الحدودية بين البلدين اللذين يقتسمان جزيرة (هيسبانيولا).