قال الشيخ عبد الباري الزمزمي، عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن وفاة البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، أحمد الزايدي، عن طريق الغرق داخل سيارته، أمس الأحد، بوادي الشراط قرب بوزنيقة، تعتبر مؤشرا على شهادته في سبيل الله". وأكد الزمزمي، في اتصال مع هسبريس، أنه يرجو أن يُعد أحمد الزايدي شهيدا في سبيل الله، لأنه في الشرع الإسلامي من يموت غرقا يعتبر في مقام الشهداء، بدليل الحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عن العديد من أنواع الشهداء في سبيل الله، وذكر منهم الموت في الغرق. وأضاف الفقيه ذاته بأن شهادة المتوفى بسبب الغرق مضمونة بدليل النصوص الحديثية، لكن يُنظر أيضا إلى علاقته مع ربه كيف كانت، مبرزا أن الله أكرم الزايدي بالشهادة لعلها تكفر عن زلاته ومعاصيه في الحياة الدنيا، وهذه بشارة خير للرجل" يقول الزمزمي. ولفت الزمزمي إلى أن مجموع الأحاديث النبوية الشريفة تتحدث عن حوالي 17 حالة من الشهداء، من بينهم الحالات الخمسة المشهورة، وهي: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله. وعرج الزمزمي على الحديث عن الزايدي الذي كان قيد حياته صحفيا وإعلاميا بالتلفزة، قبل أن يصبح أحد نواب الأمة في مجلس النواب سنوات طويلة، حيث وصفه بالرجل ذي الأخلاق الطيبة، والسياسي النبيل الذي يحترمه الخصم قبل الصديق". وبمطالعة كتب الحديث وفتاوى علماء الدين، نجد أن هناك حديثا يعد الشهداء خمسة، وآخر يقول إن الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله، وهم المطعون، والغريق، وصاحب ذات الجنب، والمبطون، والحرق، والذي يموت تحت الهدم، والمرأة تموت بجُمع. ويقول علماء إن خصال الشهادة أكثر من سبعة، حيث تصل عند بعضهم إلى عشرين خصلة، ومنهم: اللديغ، والشريق، والذي يفترسه السبع، والخار عن دابته، والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، ومن تردى من رؤوس الجبال.. ويؤكد علماء الدين أن المسلم الذي يموت بسبب مرض أو حادث سيارة وغيرها من الميتات التي فيها شدة وألم يُرجى أن يكون من الشهداء، كما أن لنيل أجر الشهادة شروطا، منها الصبر، وعدم الموانع كالغلول، والدَّين، وغصب حقوق الناس، أو الموت بسبب معصية؛ كمن دخل دارًا ليسرق، فانهدم عليه الجدار، فلا يقال له شهيد، وإن مات بالهدم.