نُقل جثمان الإطفائي المغربي حسام شهبون مساء اليوم إلى المغرب حيث سيصل صباح غد الأربعاء لمطار الدارالبيضاء في التاسعة صباحا، ليدفن بمدينته ابن جرير، بعدما أدى الحضور صلاة الجنازة على الشهداء بمسجد مقبرة مسيمير بمنطقة أبو هامور. كما وري الثرى جثمان محمود حيدر العامل بإدارة الدفاع المدني رفقة طفلين من ضحايا الحادث. وشيع مئات القطريين والمقيمين بدولة قطر عصر اليوم الثلاثاء ضحايا حادث الحريق الذي شهده مجمع فيلاجيو التجاري أمس، وذلك بحضور الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية والعميد الركن عبد الله محمد السويدي مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني وعدد من قيادات وزارة الداخلية القطرية والمكي كوان سفير المملكة المغربية بالدوحة وعدد من أفراد عائلة الشهداء وذويهم وأصدقائهم وزملائهم في العمل بإدارة الدفاع المدني والشرطة وغيرها. وقد عبر الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية في تصريحات صحفية على هامش مراسيم الدفن عن احر التعازي والمواساة لأسر الضحايا وذويهم، مؤكدا أن الجهات المختصة باشر تحقيقا مفصلا لمعرفة أسباب الحادث وتحديد المسؤوليات. وتوجه المكي كوان سفير المغرب بالدوحة بالشكر والتقدير لدولة قطر ولوزارة الداخلية ولإدارة الدفاع المدني على الجهود التي بذلتها في سبيل تذليل وتيسير الظروف في معالجة المرضى والأخذ بأيدي ذوي الضحايا ومساعدتهم، مؤكدا أنه منذ أمس الأول لم تتوقف الاتصالات من كبار المسؤولين بالدولة للتعبير عن العزاء والتضامن والتقدير لهذه التضحية الجليلة، واعتبر ذلك: "أمر نعتز به ونحفظه في قلوبنا"، متوجها بتعازيه الحارة للمواطنين والمقيمين بدولة قطر ولذوي الضحايا، مؤكدا أن وفاة العامل المغربي ضمن أفراد قوات الدفاع المدني دليل على مستوى التضحية التي بذلها وفاء لواجبه ومهنته. وأشار إمام المسجد علي عابدين الحول في موعظته للحاضرين في الجنازة بأخلاق الوفاء والشجاعة والبطولة التي تحلى بها شهداء الواجب وهم يقومون بمهمتهم في إنقاذ الأرواح، مؤكدا على أنهم شهداء إن شاء الله عند ربهم، مصداقا لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "عن جَابِرَ بْنَ عَتِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟ قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ)". ونوه الإمام أن إقدام رجال الدفاع المدني لدرجة إلقاء أنفسهم في الحريق من أجل إنقاذ أرواح برئية من أطفال الروضة ينم عن تشبع هؤلاء الشباب بتربية التضحية والوفاء للدين والوطن والإنسان، مذكرا بأن الموت قريب من كل واحد منا، لكن الله تعالى اختار لهؤلاء الشهداء ميتة طيبة، مبشرا الحضور بأنه رأى على وجوه الضحايا ابتسامة جميلة خلال غسلهم، داعيا بالرحمة والغفران لهم، ولذويهم وأهلهم بالصبر والسلوان والاحتساب.