لم تمر سوى أيام قليلة على تأكد أخبار الوساطة الإماراتية لمحاولة حل الأزمة بين المغرب والجزائر، جراء حادثة إطلاق عناصر الجيش الجزائري النار على مواطن مغربي قرب الحدود بين البلدين، حتى أفادت صحف خليجية رفض الجزائر لوساطة الإمارات. سبب رفض الجزائر لهذه الوساطة، حسب مصادر جزائرية مسؤولة، أن "المغرب والجزائر قادران على وقف النزاع بينهما دون تدخل أي طرف ثالث"، حسب موقع "الخليج الجديد" الذي أورد أن ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصل بمسؤولين جزائريين يوم الخميس الماضي. وتابع المصدر أن المسؤول الإماراتي عرض وساطته لحل الخلاف القائم بين المغرب والجزائر، أو على الأقل التخفيف من حدة التوتر بين البلدين، كما أن ولي عهد أبو ظبي كان يأمل في إعادة الاستقرار للعلاقات بين البلدين، ومحاولة نقل رسالة طمأنة بين البلدين. وفي المقابل نفى عدد من المسؤولين الجزائريين تلقي بلادهم لأي مبادرة إماراتية، أو عرض للتوسط بين الجزائر والمغرب، وحتى في حال تلقت الجزائر عرضا للوساطة الإماراتية، فإن موقف الجارة الشرقية سيكون الرفض"، وذلك حسب ما نقلته صحيفة الوطن الجزائرية. ونقلت الصحيفة الجزائرية عن مسؤولين دبلوماسيين جزائريين قولهم بأن "الجزائر ليست في حاجة إلى وساطة إماراتية، ولا تدخل من أي بلد كان"، والسبب حسب المسؤولين الجزائريين هو أن المشكل مع المغرب ليس مشكلا عابرا، وإنما هو "مشكل تاريخي، وهناك العديد من الإشكالات العالقة مع المغرب". الدبلوماسيون الجزائريون أبدوا موقفا متشددا من هذه المبادرة الإماراتية، حيث اعتبروا أن العلاقات بين المغرب والجزائر "تعاني من مشاكل مزمنة"، لذلك اعتبروا أن مهمة الوسيط الإماراتي تبدو جد صعبة إن لم تكن مستحيلة، "لأن مشاكل عقود لا يمكن حلها في أيام". الدبلوماسيون الجزائريون أغلقوا الباب أمام الوساطة الإماراتية، حيث أكدوا أنه في حال تلقي الجزائر لأي عرض إماراتي للوساطة، "فإن الجزائر سترفض هذا العرض باعتبار أن هناك تقاليد دبلوماسية، ولا يمكن أن نقبل وساطات لحل مشاكل مع بلد عربي شقيق". وفي المقابل، لم يصدر إلى حدود الآن أي رد فعل رسمي من طرف المغرب حول هذه المبادرة الإماراتية، التي تأتي في وقت تعيش فيه العلاقات المغربية الجزائرية أسوء حالاتها.