ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن لجنة تابعة لقيادة الدرك قامت الأربعاء بجولة عبر الشريط الحدودي مع المغرب، للاطلاع على مدى جاهزية الوسائل والإمكانيات البشرية والمادية المجندة في إطار مهام تأمين ومراقبة الحدود وأضاف نفس المصدر أن الجولة تهدف إلى إعادة النظر، وتحيين خطط مكافحة الاجرام المنظم العابر للحدود الى جانب الاطلاع على ظروف عصرنة وحدات حرس الحدود التي ستتعزز بإمكانيات بشرية إضافية ومعدات جديدة في سياق تطوير أداء مهامها الأمنية والوقائية على غرار ضمان المواجهة المستمرة لشبكات التهريب والهجرة غير الشرعية التي تتخذ هي الأخرى أساليب ومناهج متعددة من فترة الى أخرى، حسب قولها. وتزامنت هذه الجولة مع إتمام التجهيزات الهندسية التي تم وضعها على الشريط الحدودي الجزائري مع المغرب، والتي تشمل الخنادق وتشييد السواتر، تتلوها إجراءات عملياتية أخرى ترمي الى تعزيز مراقبة الشريط الحدودي. ومعلوم أن الشريط الحدودي للجزائر مع المغرب يبلغ طوله حوالي 1500 كلم، وقد أغلقت الجزائر حدودها مع بلادنا منذ 1994، ومنذ ذلك الوقت تجاهلت مختلف الدعوات المغربية لفتح الحدود لما لذلك من منافع تجارية واقتصادية وأيضا إنسانية للشعبين الجارين. وتدعي الجزائر أنها ضحية لتهريب المخدرات من المغرب والبنزين من الجزائر. كما رفضت مرارا تعزيز التعاون الأمني مع المغرب لمكافحة مختلف الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود، بما فيها تهريب المخدرات والبشر ومكافحة الإرهاب. وسبق لحرس الحدود الجزائري أن تحرش مرارا بمواطنين مغاربة، واعتدى عليهم وكان آخر فصل من هذا الاعتداء إطلاق رصاص على مجموعة من المواطنين مما أدى إلى إصابة مواطن مغربي برصاصة في وجهه، وهو ما أثار احتجاج الرباط التي استدعت السفير الجزائري لتبليغه احتجاج المغرب على هذا السلوك، كما طالبت الرباط بفتح تحقيق حول ظروف وملابسات هذا الحادث، غير أن الجزائر تجاهلت هذا الطلب. وزاد هذا الحادث من حدة التوتر المستمر بين البلدين، وفي هذا الإطار أبدت مصادر إماراتية استعدادها للتوسط المغرب والجزائر لوضع حد لهذا التوتر. وقالت مصادر دبلوماسية إن ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تكلف بإجراء اتصالات مع الجانبين المغربي والجزائري لإنهاء تداعيات حادثة إطلاق النار على مواطن مغربي في المنطقة الحدودية. وأضافت ذات المصادر أن مسؤولين إماراتيين اتصلوا بمسؤولين في البلدين في وساطة ودية بينهما، اعتماداً على «العلاقة القوية التي تربط الإمارات مع كل من الجزائر والمملكة المغربية». واعتبر المصدر أن المبادرة الإماراتية تأتي بهدف التخفيف من الأزمة بين الجزائر والمغرب وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها من الاستقرار، ونقل رسائل طمأنة بين الجانبين، موضحا أن دولة الامارات العربية المتحدة، تعلم أن موضوع العلاقات بين الجزائر والمغرب مُعقّد، وهم يعملون على تهدئة الأجواء وخلق جو من الهدوء في العلاقات التي ميزها التوتر في الأسابيع الأخيرة.