لم تمر أمس طقوس ما يُعرف عند المغاربة ب"شعالة" أو "تشعالت" بالأمازيغية، والتي تصادف ليلة العاشر من محرم الحرام، دون أن تخلف خسائر بشرية ومادية وبيئية في عدد من مدن المملكة، توزعت بين مقتل طفل صغير، وبين إصابة البعض بحروق، أو اندلاع النيران في مركبات أو معدات فلاحية. وشهد حي النسيم بالدارالبيضاء الحادثة الأكثر إيلاما بمناسبة طقوس عاشوراء التي تتسم في المغرب بإبداء مظاهر الفرح خاصة بين الأطفال، حيث هب الناس هبة واحدة لصراخ سيدة من هول ما شاهدته عيناها وقد تهاوى حفيدها الصغير، ليلة أمس، من نافذة الشقة إلى الأرض. سبب السقوط المفجع للطفل ذي السنوات الثلاثة كان "بنديرا" يداعبه بأنامله الصغيرة قرب نافذة البيت، قبل أن ينفلت فجأة من يديه ويبتعد عنه إلى أسفل المنزل، ليقرر الطفل في غفلة من جدته أن يقتفي أثر "البندير" ليعيده إليه، لكنه سرعان ما هوى صريعا على الأرض. الحادثة خلفت صدمة قوية عند الجدة التي سارعت الخطى في الدرج لتعاين جثة حفيدها مسجاة على الأرض قرب "بندير" عاشوراء، قبل أن يعلم الأبوان اللذان كانا خارج البيت بخبر الحادثة الأليمة، ويلتئم العشرات من الجيران على مكان الحادثة الرهيبة. حادثة مؤسفة أخرى شهدتها مدينة سيدي بنور، عندما أصيب سائق شاحنة بحروق خطيرة من الدرجة الثانية، ليلة أمس، بعد أن احترقت شاحنته التي كان بداخلها، جراء رمي بعض الشباب الطائش ببعض المفرقعات النارية احتفالا بطقوس عاشوراء، ما أفضى إلى نقل السائق سريعا إلى المستشفى. وفي أحد الأحياء الشعبية بمدينة سلا، تعرض طفل لإصابة بليغة على مستوى عينه بسبب "قنبولة" رماها عليه صديقه، وهما يلعبان في حديقة الحي، قبل أن يتطور الحادث إلى اشتباك عنيف بين أسرتي الطفلين معا، فذهب الطفل المصاب إلى المصحة، بينما انتقل أفراد من عائلتيها على مقر الشرطة. وأما ليلة الدارالبيضاء مثل الرباط وغيرها من المدن، فكانت "مضيئة" بفعل إشعال "الصواريخ" و"القنابل" و"المين"، فضلا عن إحراق أغصان الأشجار وإطارات العجلات المطاطية للاحتفال بما يسمى "شعالة"، فيما يتراشق الأطفال بعدد من المواد الخطيرة. وامتلأت مستعجلات عدد من المدن بإصابات طارئة وردت عليها ليلة أمس، بسبب التعرض لقنابل عاشوراء، والتراشق بماء النار، فيما يشبه حالة طوارئ حقيقية عاشتها الأطقم الطبية والصحية في مستشفيات الرباطوالدارالبيضاء ومراكش وغيرها من مدن البلاد.