لمْ توشكْ السوِيد على طيِّ اعترافهَا الرسمِيَّ بدولة فلسطِين، حتَّى أعلنت وزيرة الشؤون الخارجيَّة فِي البلاد، ماركُوت فالسترُوم، نيَّة الانكباب على مناطق أخرى من العالم، من بينها الصحراء التي توجدُ موضعَ نزاعٍ بين المغرب وجبهة البوليساريُو. الاعترافُ بجبهة البوليساريُو الذِي كان هدفًا معلنًا لدى الحزب الاشتراكِي الديمقراطِي في السويد، أيَّام كان في المعارضة، سيجرِي بعد دراسة الوضع الراهن، وبعد بحثٍ معمقٍ لما باتَ عليه"، بحسب الوزيرة اليساريَّة. في سياق ذي صلة، أعربت فالستروم، عن دعم السويد مسلسل المفاوضات الجارية من أجل تسوية قضية الصحراء تحت رعاية الأممالمتحدة، مؤكدة وجوب الإنصات إلى من هم ضدَّ خيار الانفصال في الصحراء. المتحدثة ذاتها أضافت أن "قضية الصحراء لا يمكن على الإطلاق مقارنتها بالقضية الفلسطينية"، وذلك على إثر اتخاذ السويد قرار الاعتراف بفلسطين فِي الآونة الأخيرة، وتكهن الكثيرين بسير استوكهولم نحو شمل مناطق أخرى متنازع عليها بالاعتراف. يأتِي ذلك في وقت سبقَ للبرلمان السويدي أنْ اعترف في ديسمبر 2012، بالبوليساريُو، بيدَ أنَّ المملكة السويدية ظلَّت غير معترفة بالكيَان، رغم الخطوة التي اتخذها البرلمانيُّون، حيثُ كانَت وزارة الخارجيَّة السويديَّة، قد أكدت أنَّ القرار يعُود إليها، حتى وإنْ كان البرلمان يثيرُ النقاشات لممارسة الضغط. بيدَ أنَّ قرار 2012 ونيَّة الاعتراف في الظرف الحالي يختلفان، بحسب مراقبِين، وذلك بالنظر إلى خلفيَّة الحزب اليساري المتواجد داخل الحكومة، والذِي يستندُ إلى منطلقاتٍ "تحريريَّة"، يدافعُ عنهَا بالرغم مما قدْ ينجمُ عنهَا من صداماتٍ مع دول في الخارج. الأذرع الإعلاميَّة للبوليساريُو سارعتْ من جانبها إلى الترحيب بخطوةِ الخارجيَّة السويديَّة، مبديةً رهانهَا على مضايقة الرباط، بعدمَا كان زعيمُ الجبهة، محمد عبد العزيز، قدْ حثَّ مسؤولِيه بالخارج، العام الماضي، على تسخير كافَّة جهُودهم لحشدِ الاعتراف الدولي بالجمهوريَّة المزعُومَة. وعلى صعيدٍ آخر، قالتِ الوزيرة السويديَّة إنَّها كانتْ تعلم أنَّ إسرائيل ستحتجُّ على قرار بلادها الاعتراف فلسطين، "لكنها ستوكهولهم حريصةٌ رغم ذلك على سلامة العلاقات مع تل أبيب"، تردفُ المتحدثة التي لمْ تجر أيَّ اتصالٍ مع وزير خارجيَّة إسرائيل، أفيدور ليبرمانن منذُ صدُور قرار الاعتراف بفلسطِين. فِي غضُون ذلك، صدرتْ أصواتٌ فِي السويد، تنتقدُ إقبال الحكومة على الاعتراف بكيانٍ لا تتوافرُ لهُ مقومات الدولة، التي تشملُ وجود حيزٍ ترابِي تسكنهُ مجموعةٌ بشريَّة تُدارُ أمورها من قبل حكومة. سيما أنَّ تقارير دوليَّة من بينها تقريرٌ استخباراتِي صدر في اليابان، نبهتْ إلى تعاظم العلاقة بين الجماعات الإرهابيَّة وجبهة البوليساريو، التي باتتْ مخترقةً من شبكات الإرهاب والمخدرات.