مواجهات جديدة بين نواب الأغلبية والمعارضة، شهدتها اليوم الاثنين لجنة المالية بمجلس النواب، على خلفية الاتهامات "الخطيرة" التي قذف بها إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، ورئيس فريقه البرلماني، في وجه نواب حزب العدالة والتنمية، عندما وصفهم "بالمليشيات التي تمارس الإرهاب". وخاطب لشكر نواب فريق الحزب الحاكم، "تستعملون أسلوب المليشيات لمنعي من الكلام"، معتبرا ذلك "نوعا من الإرهاب الذي لن يخيفني"، وذلك عقب مقاطعة برلماني العدالة والتنمية، محمد الزويتن له، عندما طالب رئيس الفريق الاشتراكي الحكومة بتقديم أجوبتها عن نقاش النواب مكتوبة، حتى يطلعوا على معطياتها خلال المناقشة التفصيلية لمشروع قانون المالية. ومن جانبه رد البرلماني عن حزب "المصباح"، عبد الله العبدلاي، على الاتهامات التي وجهها لشكر لنواب حزبه بالقول "الإرهاب هو الذي تقوم به أنت داخل حزبك"، وهو التوجه الذي ذهب فيه عبد الله بوانو، الذي رفض الاتهامات الصادرة عن رئيس الفريق الاشتراكي. واعتبر رئيس فريق العدالة والتنمية أن "ما تفوه به النائب البرلماني خطير"، في إشارة إلى لشكر، "لأنه من غير المعقول أن نصف بعضنا بصفات مثل الإرهاب والمليشيات"، على حد تعبير بوانو. وسجل رئيس فريق الحزب الأغلبي أن الفرق البرلمانية عندما عقدت لقاء تنسيقيا كان هدفه تجنب الاتهامات بين النواب، "والتي يعمد إليها البعض"، في إشارة إلى لشكر، مؤكدا أنه "من حق كل فريق أن يستعمل الآليات التي يريد حتى إن كان الهدف من ورائها عرقلة مسار النقاش داخل اللجنة". وأوضح وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، أن "الزوبعة" التي خلقها نقاش النواب بينهم لا تستحق، "الحكومة وزعت 1500 صفحة من المعطيات على النواب خلال تقديمها لمشروع قانون المالية لسنة 2015"، موضحا "أننا لم نقدم معطيات جديدة عما تم تقديمه سابقا، قبل أن يعد النواب بالتوصل بجوابه مكتوبا على بعد ثلاث ساعات من الآن". وتوحدت مواقف ميلودة حازب، رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة، وإدريس لشكر ضد الحكومة، مؤكدين "أنه ليس بالاصطفاف والأغلبية يمكن أن تسكتوا المعارضة"، معلنين نيتهم إيقاف النقاشات داخل اللجنة كما فعلوا قي لحنة الداخلية إذا استمرت الحكومة وأغلبيتها في التعاطي معهم بنفس منطق الإقصاء.