انطلقت أشغال اللجان النيابية بمجلس النواب هذا الأسبوع بمواجهة ساخنة بين فريقي الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية بلغت حد تبادل القذف والسب، حيث انفجر ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي في وجه نواب العدالة والتنمية واصفا إياهم ب"المليشيات الغوغاء" وب" ممارسة الإرهاب". كلام إدريس لشكر، كان خلال أشغال لجنة المالية والقطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، صباح اليوم الاثنين، حيث تسبب طلب ميلودة حازب، رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة بالحصول على نسخة من جواب الحكومة حول نقاش النواب في اللجنة بخصوص مشروع قانون المالية لسنة 2015، في جدل بين أعضاء هذه اللجنة، وذلك حول المخاطب المناسب للرد على هذا الطلب. وتشبثت كل من حازب ولشكر بتلقي رد مباشر من وزير المالية محمد بوسعيد، في وقت أكد فيه عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية على ضرورة احترام القانون الداخلي لمجلس النواب، وخصوصا المادة 60 منه التي تخول لرئيس اللجنة التسيير والرد في ما يتعلق بالنقاش والطلبات داخل اللجان، وهو ما سانده فيه أعضاء فريقه. توجه نواب العدالة والتنمية هذا لم يرق لشكر الذي حذر مما أسماه ب "الأسلوب الجديد في التعامل في البرلمان"، واصفا إياه ب"التردي الخطير". ومضى لشكر في هجومه على فريق الحزب الحاكم قائلا إن "ستالين اذا جاء ما غايديرش معنا هادشي"، ليتابع أن "الكلام من حق أي نائب، ولا يجوز أن يتدخل أحد النواب ليعارضه في سبيل منعه من إتمام حديثه"، في إشارة إلى نواب العدالة والتنمية الذين وصفهم ب"المليشيات،" التي "تحاول منعه من الكلام"، واتهمهم بممارسة الإرهاب تحت قبة البرلمان. وواصل لشكر هجومه محذرا من مغبة "عدم احترام حقوق النواب كاملة"، على اعتبار أنه "إذا لم يتم ضمان هذا الحق للبرلمانيين فكيف يمكن ضمانه للمواطنين في المجتمع؟". من جهتها، هددت ميلودة حازب بتكرار سيناريو الأزمة التي خلقها انسحاب المعارضة من أشغال لجنة الداخلية، قائلة "لن نسكت للمغالطات ولن تكمموا أفواهنا في كل لجنة، " لتتابع " غاتعطيونا حقنا في الكلام سنتكلم والا ما غانخليو حتى حد يتكلم". ولم يستسغ عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية هذه الهجومات. وطالب سعيد خيرون، رئيس اللجنة بتدبير طلب نواب المعارضة في سبيل تيسير استمرار أشغال اللجنة، مشددا في نفس الوقت على ضرورة تسجيل الأوصاف التي كالها لشكر للنواب في محضر اللجنة ، لأن "هذه الأوصاف غير معقولة". ودعا فريقه إلى احترام القانون الداخلي للبرلمان، على اعتبار أنه كل جهة تستعمل الأدوات التي تراها مناسبة وأن "كل إناء بما فيه ينضح". ولإنهاء هذا الجدل، حدد بوسعيد الساعة الثالثة و45 دقيقة موعدا لحصول النواب على رده مكتوبا، مبديا استغرابه من أن يتسبب موعد الحصول على هذا الرد في هذه الزوبعة، مذكرا أن كل المعطيات التي تتضمنها مداخلته سبق وأن وفرتها الحكومة في 1500 صفحة يتوفر عليها النواب.