لم يترك الصينيون سوقا في العالم إلا اقتحموه وفرضوا وجودهم فيه، والمغرب لم يشكل الاستثناء بل صار محجا لتجار التنين الصيني في مختلف القطاعات الاقتصادية، ومن ذلك زيت أركان التي جذبت إليها وفدا اقتصاديا صينيا مهما سيزور المغرب خلال الشهر المقبل. ومقابل غزو الصين للأسواق المغربية، اقتحم زيت أركان السوق الصينية، وأصبح يلقى إقبالا منقطع النظير هناك، وأصبح زيت أركان من أكثر المنتوجات طلبا على موقع "طاوباو"، وهو أحد أهم مواقع البيع على الانترنت بالصين. هذا النجاح المبهر لزيت أركان في الصين، شجع عددا من التجار الصينيين إلى التفكير في اقتحام سوق إنتاج زيت أركان في المغرب، باعتبار أن المغرب هو البلد الوحيد الذي ينتج زيت أركان. وأفادت وكالة الأنباء الصينية أن عددا من المستثمرين الصينيين يعتبرون زيت أركان مثل "منتوج سحري، وذهب الصحراء، إذ لا يمكن إنتاجه إلا في جنوب المغرب"، مضيفة أن زيت أركان الذي يستعمل لأغراض طبية وتجميلية جعلت منه "أكثر الزيوت المطلوبة في الصين". وقرر المستثمرون الصينيون أن يضعوا إنتاج الأركان تحت مجهرهم، من أجل اقتحام هذا القطاع، والذي يطمح المغرب فيه إلى الرفع من إنتاجه من زيت أركان إلى 10 آلاف طن، في أفق سنة 2020، مقابل 4 آلاف طن يتم إنتاجها حاليا. زيارة مسؤولين ورجال أعمال صينيين إلى المغرب المقرر القيام بها خلال الشهر المقبل تأتي من أجل تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتي تعرف تحسنا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية. ووفق الأرقام التي نشرتها الجمارك الصينية، حجم المبادلات التجارية بين البلدين بلغ خلال السنة الماضية 3,8 مليار دولار، في حين أن الصادرات الصينية نحو المغرب بلغت قيمتها 3,2 مليار درهم، أي ما يمثل 6,9 في المائة من حجم الواردات المغربية، لتصبح الصين بذلك ثالث مورد للمملكة بعد كل من إسبانيا وفرنسا.