توقعت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في تقرير جديد لها صدر أمس الأربعاء، أن استمرار تراجع أسعار النفط من شأنه أن يجعل دول الخليج العربي عاجزة عن مواصلة الدعم المالي لجيرانها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة المغرب ومصر والأردن. وأفادت الدورية الأمريكية المتخصصة في الشؤون الإستراتيجية أن دولا مثل المغرب والأردن ومصر، والتي لا تتوفر على أرصدة كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، كانت منذ عقود تتلقى الدعم من لدن عدد من دول الخليج، متمثلة في المنح والاستثمارات الكبيرة. وأوردت المجلة الأمريكية أن تواصل تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية قد يُقوض المساعدات المالية السخية التي تمنحها بلدان خليجية، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والكويت وغيرها، لبلدان عربية تربطها بها علاقات ثنائية إستراتيجية. ولفتت المجلة إلى أن تلك المساعدات الحاتمية التي تأتي من خزائن دول الخليج في اتجاه دول من الشرق الأوسط، من قبيل الأردن، أو بلدان من شمال إفريقيا مثال المغرب ومصر، ليست من أجل سواد عيون أنظمة هذه الدول، بقدر ما هي أموال تُصرف لغايات سياسية. وشرحت المجلة ذاتها أن دول الخليج الغنية اعتادت منذ عقود خلت على ضخ أموالها لفائدة المغرب ومصر والأردن، بهدف استمالتها سياسيا، وتشكيل نوع من التحالفات التي تضمن الاستقرار في الخليج، وللحفاظ على اقتصاديات هذه الدول، ودرء حكومات غير صديقة بإيديولوجيات إسلامية متشددة. وأمام استمرار تراجع أسعار النفط في العالم، تضيف المجلة الأمريكية، فإن الرباط والقاهرة وعمان عواصم عربية باتت تضع أياديها على قلوبها خشية إصابة الصحة المالية لدول الخليج بسوء، ومن ثم التأثير سلبا على الدعم الذي تقدمه هذه البلدان لها كل عام. ومن المتوقع أن بلدانا مثل السعودية قد تواجه عجز العام الماضي، إذا ما واصلت أسعار النفط تراجعها، حيث إن تراجع أسعار النفط قد يؤدي ببلدان الخليج مجموعة إلى تقليص فوائضها المالية المتوقعة البالغة 175 مليار دولار. وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي الستة تمتلك ثروة مجتمعة تبلغ 2.5 تريليون دولار، فالسعودية وحدها لديها احتياطي تبلغ قيمته أكثر من 750 مليار دولار، والكويت أكثر من نصف تريليون دولار.