لم تمر سوى أيام قليلة على نداء الاستغاثة الذي أطلقته السيدة فاليري رحابة، زوجة "داعشي" مغربي تم القبض عليه أخيرا بمطار الدارالبيضاء حيث كان متوجها نحو الالتحاق بتنظيم "داعش"، من أجل استعادة بناتها إلى حضنها، حتى دخل الملك محمد السادس على الخط، مستجيبا لطلب هذه الأم. وكانت هذه المواطنة الفرنسية، ومسلمة الديانة، قد قدمت استعطافا إلى الملك محمد السادس، تطلب فيه أن "يشمل الفتاتين بعنايته"، مخاطبة إياه "أعرف أنكم تولون أهمية كبيرة للأسرة وللأطفال الصغار، وتعلمون أن الأطفال يحتاجون إلى رعاية دائمة من أطفالهم". وأفاد بلاغ لسفارة المغرب بباريس، اليوم الأربعاء، أن الملك محمد السادس أعطى تعليماته للمصالح الدبلوماسية والقنصلية للمملكة بفرنسا، من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية قصد تسهيل ولوج السيدة فاليري رحابة إلى العدالة المغربية. وأوردت السفارة المغربية بفرنسا أن الملك اطلع على تطورات الملف، واستجاب لنداء الاستغاثة لهذه الأم، فأمر المصالح الدبلوماسية والقنصلية للمملكة بفرنسا لاتخاذ الإجراءات الضرورية قصد تسهيل ولوج هذه السيدة للعدالة المغربية، وتمكينها من الاستفادة من حقوقها". وسجل المصدر ذاته أن "القرار المتعلق بحضانة الأطفال هو من اختصاص العدالة المغربية بشكل حصري"، وذلك في إشارة إلى أن الأم ذات الأصول الفرنسية لم تستطع استعادة ابنتيها، بسبب تعليق الاتفاقيات القضائية بين المغرب وفرنسا منذ أشهر خلت. وعاد بلاغ السفارة إلى التذكير بحيثيات ملف زوجة نبيل رحابة، والذي تم توقيفه يوم 15 أكتوبر بمطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء، بينما كان يستعد لركوب الطائرة للالتحاق ب"داعش"، مضيفا أنها "اتصلت أخيرا بالقنصلية العامة للمملكة بمدينة تولوز". وأوضح المصدر ذاته أن السيدة رحابة التمست خلال هذه الاتصالات، التفاتة ملكية سامية من أجل تمكينها من استرجاع حضانة طفلتيها، البالغتين، على التوالي، أربع سنوات وسنتين، واللتان كانتا رفقة والدهما لحظة توقيفه". وأضاف البلاغ أن السيدة رحابا استندت في التماسها، بالخصوص، "على كونها تعتنق الديانة الإسلامية وعلى الجنسية الفرنسية لطفلتيها، وعلى الحاجة الملحة لإحداهما لمتابعة طبية من طرف طبيب مختص بفرنسا".