بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، بدأت الحكومة سلسلة اجراءات لتسهيل عودة المغاربة العالقين في ليبيا بسبب الحرب الدائرة هناك وتسببت في تدهور الوضع الأمني بها. دلك ما كشف عنه رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران الأحد بالرباط في لقاء مع المهاجرين المغاربة بالخارج. وقال إنه تلقى اتصالا هاتفيا من جلالة الملك وحثه على الاهتمام بالمغاربة المقيمين في ليبيا ووضع تسهيلات لعودتهم الى المغرب، وأضاف أنه اتصل بكل وزيري الداخلية والخارجية والتعاون لاتخاد الاجراءات الضرورية من أجل تسهيل عودتهم والوقوف على اجراءات الترحيل وتوفير كل ما يحتاجونه خلال وصولهم. وفي انتظار تنفيد التعلميات الملكية، توافد خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 6و7 المنصرمين على التراب التونسي عبر رأس جدير الحدودي 177 مواطنا مغربيا، قادمين من ليبيا، ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن القنصل العام للمملكة المغربية بتونس جمال حسن إن المعبر شهد توافد 177 مواطنا مغربيا، قادمين من ليبيا، فرارا من الأوضاع الأمنية هناك، مضيفا أن 30 مواطنا مغربيا آخرين لم يتمكنوا من دخول التراب التونسي بسبب عدم توفرهم على جواز السفر وتذاكر السفر من مطار تونس في اتجاه المطار الدولي للدار البيضاء كما تشترط ذلك السلطات التونسية. وأشار القنصل إلى أن المصالح القنصلية للمملكة تبذل قصارى جهودها من أجل إيجاد حل لوضعية هؤلاء حتى يتسنى لهم الالتحاق بالأراضي التونسية عبر هذا المعبر الحدودي، قبل التوجه إلى أرض الوطن. وتم تشكيل خلية أزمة، مكونة من ممثلي عدة قطاعات وزارية معنية، بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وذلك من أجل متابعة وضعية المواطنين المغاربة في هذا البلد، حيث أفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون بأن «هذه الخلية مكلفة بالتنسيق مع المصالح الدبلوماسية والقنصلية للمملكة المغربية في ليبيا من أجل إقامة آلية للترحيل الطوعي، وعمليات التدخل الاستعجالي والمساعدة لفائدة المواطنين المغاربة في هذا البلد». وتم وضع الأرقام الهاتفية التالية رهن إشارة المغاربة المقيمين في ليبيا وأفراد عائلاتهم بالمغرب، لتمكينهم من المتابعة المنتظمة لتطور الوضع في هذا البلد المغاربي الشقيق، لكن الخلية التي تم تشكيلها وجهت اليها عدة انتقادات في ظل استمرار معاناة المغاربة المقيمين بليبيا. العديد من مغاربة ليبيا اضطرواإلى اللجوء إلى مقر السفارة المغربية في طرابلس في انتظار العودة إلى المغرب. الرحلتين الجويتين المتوفرتين نحو المغرب غير كافيتين ومتباعدتان من حيت الزمان (الأولى يوم الإثنين والثانية يوم الجمعة). ليست الحرب فقط هي الوجه الوحيد لمعانات المغاربة بليبيا، فقد أفادت مصادر اعلامية أ عشرات منهم تعرضوا لعملية نصب من طرف شركة طيران وهمية وعدتهم بنقلهم من أحد المطار الليبية. شركة للطيران الوهمية استغلت معاناتهم للنصب والاحتيال عليهم، وذلك بعد أن منحتهم تذاكر طيران من مطار «معيتيقة» نحو العاصمة الرباط، بمبلغ 520 دينار ليبي، أي ما يعادل قرابة 3500 درهم مغربي، لكنهم فوجئوا بغياب الطائرة ، ليجدوا أنفسهم محاصرين داخل المطار .