بعث وزير الداخلية، محمد حصاد، عددا من رسائل الطمأنة للمواطنين المغاربة بخصوص عدم استهداف البلاد على المدى القريب بأي عمليات إرهابية، موضحا أن "حذر" عملية استباقية لمواجهة الجماعات الإرهابية قبل انتقالها إلى مرحلة تنفيذ مخططاتها التخريبية. وأكد حصاد، خلال ندوة صباح اليوم بمقر وزارة الخارجية، أنه "لحد الآن ليس هناك أي تهديد إرهابي مباشر للمغرب في المدى القريب"، قبل أن يستطرد بأن "هناك تهديدات عامة ولا تهم المغرب وحده، وإنما مختلف الدول العربية، ويجب أخذها بعين الاعتبار". وقدم وزير الداخلية توضيحات حول مخطط "حذر" الذي أطلقه المغرب خلال الأيام الماضية لحماية المواطنين والزوار الأجانب من التهديدات الأمنية، مشيرا إلى أن هذا المخطط يحظى بإشراف ملكي مباشر، وتشارك فيه كل الأجهزة الأمنية من جيش وشرطة ودرك واستخبارات. وتابع حصاد بأن هذا المخطط يندرج في إطار السياسة الأمنية للمغرب لمواجهة الإرهاب، والتي تقوم على مبدأ الإستباق، ذلك "أن المصالح الأمنية لا تنتظر وقوع المشاكل حتى يتم مواجهتها، وهو ما يفسر تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية النائمة قبل شن عملياتها". وأعلن حصاد أنه بموجب مخطط "حذر"، سيتم ابتداء من الخميس نشر وحدات من القوات المسلحة والشرطة في عدد من المواقع الحساسة في المغرب بما فيها المطارات ومحطات القطار، حيث تشمل العملية ستة مدن كبرى؛ الدارالبيضاء، والرباط، وأكادير، وفاس، وطنجة ومراكش. ودعا حصاد جميع المغاربة إلى عدم الخوف، لأن "هذه الوحدات المسلحة التي سيتم نشرها في محطات القطار والمطارات موجودة من أجل حماية المواطنين المغاربة والأجانب، ولا علاقة لها بوجود تهديدات إرهابية حقيقية". وعبر حصاد عن ثقته في قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة التهديدات الإرهابية، لأن "المغرب يتوفر على مصالح أمنية ومخابراتية معترف بها على الصعيد الدولي"، مضيفا بأن "البلد في أيد أمينة، ولكن ما خاب من احتاط" حسب المسؤول الحكومي. وكشف أن هناك أيضا "تنسيقا أمنيا مع إسبانيا لمواجهة الإرهاب، وقد أعطى هذا التنسيق نتائج إيجابية"، بدليل اعتراف إسبانيا بالمجهودات الأمنية للمغرب من خلال توشيح مدير مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، بثاني أرقى وسام في إسبانيا. من جهته قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن المغرب استطاع "بفضل الملك محمد السادس أن يمثل نموذجا للاستقرار في المنطقة رغم تصاعد التحديات الأمنية"، مضيفا بأن مخطط حذر "يعكس إرادة قوية لتعزيز السياسة الأمنية الاستباقية للمغرب لمواجهة الإرهاب". الخلفي كشف أن مشروع القانون الذي يجرم الالتحاق بالجماعات الإرهابية سيرى النور عما قريب"، كما أن سياسة المغرب في مواجهة الإرهاب لا تقتصر على الداخل فقط، وإنما تمتد لمساعدة الدول التي تجمعها مع المغرب علاقات إستراتيجية لمساعدتها في حربها الإرهاب". وعلى صعيد آخر، تحدث وزير الداخلية عن الإضراب الوطني الذي تخوضه النقابات اليوم، مشيرا إلى أن الأمر الإيجابي كون الحكومة أو وزارة الداخلية لم تتدخل من أجل التأثير على هذا الإضراب. وأضاف "الشيء الوحيد الذي طلبناه من النقابات هو أن يمر الإضراب بدون عنف وبدون إخلال بالأمن العام"، مؤكدا على أن الأمور تسير بشكل جيد، "وليس هناك ما يدعو للقلق على الصعيد الأمني".