غذَّى تكريمُ المدير العام لمراقبة التراب الوطنِي، عبد اللطِيف الحمُّوشِي، من لدن إسبانيَا، بوسام"الصلِيب الشرفِي للاستحقاق الأمنِي بتميز أحمر"، أكثر منْ قراءة لرسائل مدرِيد الثاويَة ورَاء الخطوَة، على اعتبَار أنَّ المسؤول المغربِي الموشح إسبانيًّا، كانَ قدْ جرَى استدعاؤهُ، قبل أشهر في بارِيس، إلى التحقيق، على خلفيَّة اتهاماتٍ متصلَة بالتعذِيب. تكريمُ الحمُّوشِي صحبة مسؤولين من "الديستِي"، نالَا "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمنِي بتميز أبيض"، يقرؤه الخبيرُ والباحث في الشؤون الأمنيَّة والعسكريَّة، عبد الرحمن مكَّاوِي، بمثابة عرفانٍ أوروبِي بجهود المغرب، نظير ما أسداهُ من مساعدَة في محاربة الإرهاب "هناك اعتراف حتَّى في الصالونات المغلقة بكفاءة أجهزة المغرب الأمنيَّة واحترافيَّتها". مكَّاوِي يوردُ أنَّ المغرب ساعد إسبانيَا وفرنسا وإيطاليَا وألمانيَا، فِي مكافحة الإرهاب، من خلال تنسيقٍ قوي وفعال، سواء عبر قناة الانترُبُول أوْ من خلال الأورُوبُول، الأمر الذِي مكن من تفكيك عددٍ كبير من الخلايا الإرهابيَّة، خلال السنوات الماضية". المتحدثُ ذاته، يعتبر توشيح إسبانيا للحمُوشي إقرارًا بمجهُودات المغرب الأمنيَّة، أكثر منه مجرد إغاظة من مدريدلباريس، التِي ساءت علاقتها مع الرباط، على إثر استدعاء الحمُّوشِي، مثيرة غضبًا كبيرًا لدى الرباط. تبعًا لذلك، فإنَّ مبادرة كتابة الدولة الإسبانيَّة المكلفة بالأمن، ليستْ سوَى واحدة من إشاداتٍ كثيرة صدرت في حقِّ المغرب، إذْ إنَّ واشنطن نفسها، التِي تقود اليوم تحالفًا دوليًّا ضدَّ تنظيم "الدولة الإسلاميَّة الإرهابِي، كانت قدْ نوَّهتْ بالمغرب ومجابهته للتطرف الآخذ في التنامِي بالمنطقة. ويشددُ الأكاديميُّ المغربي، على ضرورة عدم اختزال العلاقات المغربيَّة الفرنسيَّة في حادثة الاستدعَاء لأنَّه "ثمَّة علاقات ثابتة تربطُ تربطُ الدَّولة الفرنسيَّة بالدولة المغربيَّة، وإنْ برزتْ عدَّة "فرنساتٍ" بتعبيره، تتأثرُ باستهداف اللوبِي الجزائري، وتناصبُ عداءً صريحًا للمغرب، ومصالحه. اللوبِي الجزائري، بحسب الدكتور مكاوي، وظف حتى الكنيسة البروتيستانتيَّة في حربه ضدَّ المغرب، بالموازاة مع توظيف الأوساط اليساريَّة، ذات المواقف المعروفة تقليديًّا بمواقفها المتشنجة من الملكية في المغرب، "الأمر الذِي يبرزُ الحاجة مراجعة سياسة بصفة عقلانيَّة، تأخذُ بعين الاعتبار أنَّ أعداءً للوطن يتربصُون، وينبغِي قطعُ الطرِيق عليهم". بيدَ أنَّ بارِيس قدْ تتلقَّى رغم ذلك رسالة توشيح الحمُّوشي، سيما أنَّ مسؤوليها بدوْا أميل إلى إصلاح الأمور التِي تكدرتْ، خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، "هناك تراجعٌ علني في الآونة الأخيرة من فرنسا عن جملة من مواقفها، الأمر الذِي يبشرُ بانفراج يرأب الصدع، سيما أنَّ لفرنسَا مصالح كُبْرَى في المغرب تحتاجُ إلى أنْ ترعاهَا". الاعترافُ الدُّولِي بمجهودات المغرب في الأمن، ومحاربة الإرهاب، يأتِي بعدمَا تبنَّى المغربُ مقاربة جديدة بعد 2003، يقول مكاوِي، محيلًا إلى الموازنة بين الآفاق الداخليَّة والخارجيَّة، من خلال رفع التنسيق بين جميع الأجهزة، مثل مديريَّة مراقبة التراب الوطني التِي أصبح لها وضع قانوني عكس ما كانت عليه سنوات الرصاص، ومديريَّة الشرطة القضائيَّة، والمديريَّة العامة للدراسات والمستندَات.