حصان طروادة قصة من التراث اليوناني وهي رمز وتعبير عن فن الخداع والتآمر من الداخل لهزيمة الخصم،ولمن لا يعرفها سأحاول أن أسردها بإيجاز. "" طروادة مدينة غرب تركيا، كانت المنافس التجاري لليونان ،حاصرها اليونانيون لأكثر من عشر سنين (1193-1184 ق. م ) دون أن يكلل حصارهم بنتيجة إيجابية، لمتانة الحصون وبسالة وشجاعة الطرواديون. في الأخير لجأ اليونانيون لحيلة مكنتهم من فتح أبواب هذه المدينة بسهولة شديدة ،حيت صنعوا حصاناً خشبياً يتسع لمجموعة من أشداء جنودهم ثم جروا الحصان إلى أبواب المدينة ،والجنود بداخله، ثم انسحبوا . في الصباح تفاجئ الطرواديون بانسحاب جيش العدو،فانطلقت عليهم الحيلة واعتبروا أنفسهم منتصرين. ادخلوا الحصان الخشبي إلى داخل المدينة واحتفلوا بالنصر المزعوم متجمعين حوله يرقصون ويشربون حتى أصبحوا سكارى. في الليل خرج الجنود اليونانيين من الحصان وفتحوا أبواب المدينة من الداخل ودخل الجيش اليوناني بسهولة ودون أية مقاومة فعاتوا في المدينة حرقا وسلبا. أستحضر هده القصة لأننا في وقتنا الحاضر ،نتعرض لشيء مماثل ولا أحد منا انتبه لهذا التسرب للحصان الطروادي أو الأصح الحصان المراكشي والذي جاء في زماننا هذا على شكل مستثمرين نيتهم سليمة في الظاهر ولكن في الباطن شيء أخر. بدأت الحكاية بشراء دورنا العتيقة بأثمان خيالية، وأنشئوا فيها ما يسمى دور ضيافة ،وانتشرت كما تنتشر الطفيليات في الأرض ،أو السرطان في الجسد ،ونحن عن كل هذا غافلين ،لا يهمنا إلا المبالغ التي أسكرونا بها ،واشتروا معها كرماتنا وكبريائنا . اقتضت ظروف عملي أن أحتك بعدد كبير من هؤلاء المستثمرين الأجانب ،ففاجأني شيء غريب ، رغم أن جنسياتهم مختلفة ، فرنسية ،أسبانية و ألمانية إلا أن هناك قاسم واحد مشترك بينهم ، رائحة أجسادهم تتشابه ،نفس الرائحة التي كنت أشمها في صغري عندما كنت أمر بحي الملاح . أن المسألة اكبر بكثير مما نظن أنها ليست مسألة استثمار عادي، أنه استيطان يطبخ على نار هادئة ،ولن يجني تبعاته إلا جيل أولادنا ،سيأتي يوم يعانون فيه أكتر قسوة مما يعاني الفلسطينيين وسيدعون الله جهرا وسرا بأن تحل جميع مصائب الدنيا على من كان السبب في دخول الحصان الطروادي . وللأسف الشديد لم تعد من وسيلة لوقف هذا النزيف، وبدأت أولى الشرارات تظهر ومن بينها إغلاق المسجد الذي لازلنا نعمل جاهدين لفتحه من جديد . الله وحده يعلم ما هي المفاجأة التالية التي يحضروها لنا . انتظروا مني مقالات أخرى يوسف كرمي http://youssefkarami.maktoobblog.com