شكل موضوع فشل تركيا في الحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، أحد أبرز اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، بالإضافة إلى المستجدات الأمنية والسياسية بمصر، وتطورات القضية الفلسطينية وما يتعرض له القدس الشريف من تهديدات، وقضية اللاجئين السوريين في الأردن والحراك اليمني، والوضع الأمني في لبنان ولاسيما الاعتداءات المتكررة على الجيش. ففي مصر ، كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحية بعنوان "مركز كارتر" أن المراقب لما يصدر من بعض الجهات ووسائل الإعلام الأمريكية من تصريحات، وتصرفات يجد أن هناك إصرارا كبيرا على تشويه ما يحدث في مصر، والتقليل من شأن أي إنجاز على أرض الواقع، مما يؤكد أن هناك تربصا ونية مبيتة لوأد التجربة الديمقراطية الوليدة التي تبناها الشعب المصري عقب ثورتين، ورسم لها خطا واضحا. وأضافت أن آخر هذه الممارسات وأحدثها إقدام مركز الديمقراطية للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر على إغلاق مكتبه بالقاهرة، في خطوة غير مفهومة، وغير مبررة بإدعاءات تتعلق بالتضييق على الأحزاب وأنشطة المجتمع المدني. وقالت صحيفة (الأهرام) إن هذه التصرفات إن دلت على شيء فإنما تدل على نظرة تحيز واضحة ضد مصر التي تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، كما أنها لا تقدر حجم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها البلاد وتحتاج إلى بعض الوقت لعلاجها وحلها، كما تؤكد أن بعض الدوائر المعادية لمصر في أمريكا والغرب لا تنظر بعين الارتياح لمحاولات مصر الخروج من دائرة التبعية، وامتلاك قرارها، بالإضافة إلى عدم رغبتها في دعم النظام الديمقراطي الجديد الذي بدأ يتشكل في المحروسة بعيدا عن الصبغة الدينية أو الطائفية. من جهتها، ذكرت صحيفة (الجمهورية) في مقال لها بعنوان "قمة مصرية سودانية.. لتصحيح المسار" أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى مصر لمدة يومين ستتناول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص الاستثمار خاصة بعد فتح المعابر البرية لأول مرة بين البلدين وبدء التشغيل التجريبي للمنفذ البري بينهما بالإضافة إلى مناقشة وبحث الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل الرؤى لما فيه مصلحة البلدين والأمة العربية. وفي الشأن الأمني ، كتبت صحيفة (الشروق) تحت عناوين كبيرة أهمها "الإخوان يواصلون الاحتجاج بمظاهرات.. وطلاب الجامعات الخاصة يطالبون بالإفراج عن زملائهم في مظاهرة ب 6 أكتوبر" أن أعضاء جماعة الإخوان ومؤيديهم واصلوا أمس الجمعة فعالياتهم الاحتجاجية في مناطق عدة بالقاهرة والمحافظات، مشيرة إلى أن عددا منها شهد اشتباكات بالأيدي مع الأهالي الرافضين للمظاهرات، كما لجأت بعض المسيرات إلى أعمال التخريب والعنف. وفي موضوع ذي صلة كتبت صحيفة (اليوم السابع)، في افتتاحية بعنوان " حصار الإرهاب" أنه بات واضحا من العمليات الإرهابية الأخيرة حجم الارتباك الذي تعاني من التنظيمات الإرهابية جراء الضربات الأمنية التي تعرضت لها سواء في سيناء أو في لمحافظات الأخرى. وقالت إن أبرز مظاهر هذا الإرتباك هو لجوء الجماعات الإرهابية إلى تنفيذ عمليات وسط المدنيين ، ومنها التفجير الذي وقع بالقرب من محطة مترو جمال عبد الناصر ، وهي منطقة مهمة، ومع هذا فشلت العملية في تحقيق الهدف وهو تخويف المصريين. وأضافت الصحيفة أن العمليات الأخيرة تكشف عن فقدان التنظيمات الإرهابية لرشدها، وفشلها في زرع الخوف بين الناس ، ونفس الأمر في الحرب الدائرة في سيناء ، حيث تراجعت قدرة هذه الجماعات على المبادرة. وفي البحرين، كتبت صحيفة (الوسط) أن نظرة سريعة للوراء على وسائل الإعلام والصحافة الخليجية بوجه خاص خلال الأسابيع القليلة الماضية، تكشف "حجم الدور المهول والمحوري الذي تلعبه تلك الوسائل في تضليل الشباب وغسل أدمغتهم وتخدير عقولهم مغناطيسيا في سرعة قياسية"، مشيرة إلى أن الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد تنظيم (داعش) غير محكمة ليس في أوروبا فقط، بل حتى على الصعيد المحلي لدول الخليج. وأضافت الصحيفة أن الشبان المتأثرين بالخطاب الديني المتشدد الذي تبثه قنوات فضائية متطرفة "تستلمهم (داعش) جاهزين للتعليب وليس عليها سوى إضافة بعض اللمسات الأخيرة لوضع ماركة اسمها عليهم"، متسائلة عمن يمول هذه القنوات وضيوفها "بتلك المبالغ (المالية) الفلكية¿!". من جهتها، تساءلت صحيفة (البلاد) حول الجهة التي ستدفع فاتورة الحرب ضد تنظيم (داعش)، والآلية التي ستنزل من خلالها قوى التحالف للحرب ضد التنظيم على الأرض، حيث أثبتت المعطيات أن الضربات الجوية التي قامت بها هذه القوى مازالت غير قادرة على تقويض قوة التنظيم، وأنه مازال رغم هذه الضربات يحرز تقدما في سيطرته على كثير من المناطق في العراق والشام. "إن أغرب تساؤلات تثار في خضم ذلك، تضيف الصحيفة، كيف يكون لتحالف يتكون من قرابة الخمسين دولة أن يعجز عن إنهاء خطورة تنظيم ك(داعش)، وذلك على الرغم من إقرار قوى التحالف لاحتياطات كثيرة من مختلف الجوانب لتقويض هذا التنظيم¿، وما مصير الأزمة السورية وحالة الصراع الطائفي في العراق في حال قضت قوى التحالف على هذا التنظيم وكسرت شوكته¿ و"هل نحن كمجتمعات محيطة وقريبة من هذا التنظيم محصنون من التأثر بالأفكار التي تنشر من عناصره بين الفينة والأخرى عبر مختلف وسائط الإعلام¿ (...)". وفي لبنان، وصفت صحيفة (المستقبل) في افتتاحيتها ب "المجرم والخائن" كل من " يتعرض للجيش اللبناني بأذى كائنا من يكون"، معتبرة كل عملية غدر واعتداء على أي جندي أو ضابط في الجيش وفي أي سلك أمني رسمي شرعي لبناني ب"المدانة والمستنكرة والمستهجنة والمرفوضة". وقالت، إن "خطورة ما حصل بالأمس من غدر بأحد الجنود تكمن في أن الأمر يدخل في سياق استهداف ممنهج للمؤسسة العسكرية الشرعية من قبل قوى وجهات تضمر وتظهر الشر للبنان كله ولمنطقة الشمال وأهلها خصوصا، وتبحث عن فتنة حارقة لا تبقي ولا تذر.. يستهدف الجيش لأنه حامي الاستقرار الوطني النسبي الموجود". وأكدت صحيفة (البلد) من جهتها أن " تعرض الجيش لاعتداء دام جديد، أمس، عزز من مخاوف وجود مخطط إرهابي تكفيري لتفجير الأوضاع شمالا وتعزيز السطوة الارهابية على حساب حضور الجيش هناك". أما صحيفة (الأخبار) فكتبت أن وجود الدولة في الشمال "يتآكل بعد + صحوة + المسلحين في طرابلس وعودتهم إلى إظهار نفوذهم"، مضيفة أنهم " ينتشرون في عكار (شمال) ويغتالون جنودا ، ويفرضون الخوف على المدنيين والعسكريين من أبناء المنطقة". وأشارت الصحيفة إلى أن "معظم هؤلاء مرتبطون بتنظيم (القاعدة) ومتفرعاته، أو يتأثرون بها. وفي ظل ضعف الدولة، يريدون أن يقولوا: + في الشمال... الأمر لنا+ " هذا في الوقت الذي "تتعامل السلطة وأجهزتها" ، تضيف اليومية، " كما بعض الاعلام و + الرأي العام +، بخفة لا متناهية مع ما يجري في الشمال". وفي ذات السياق علقت صحيفة (السفير) بقولها إنه " بات على هؤلاء العزل (الجيش) المعنيين بحماية أمن كل لبناني أن يبحثوا عمن يحميهم من مجهول يعترض طريقهم، ما دامت طرقهم وحافلاتهم ونقاط انتظارهم ودورياتهم ومراكز انتشارهم لم تعد آمنة (...) بات على هؤلاء ألا يأمنوا إعطاء ظهورهم لأحد، خوفا من متربص شرا بهم هنا، أو مسلح مكلف باستهدافهم هناك". ولفتت صحيفة (النهار)، من جانبها، الانتباه، إلى أن "تكثيف نيران الاغتيالات الموصوفة للعسكريين، جاء بمثابة تصعيد مباشر ردا على إظهار الجيش ارادة لا هوادة فيها لتعقب المطلوبين في الاعتداءات والهجمات التي استهدفته". وبالأردن، اعتبرت صحيفة (الغد)، في مقال حول "فوضى اللاجئين في الأردن"، أن هناك "تخبطا إحصائيا" بشأن عدد اللاجئين السوريين في الأردن، يعود سببه بالأساس إلى خلط المسؤولين بين من كان في الأردن من السوريين قبل الأزمة في بلادهم، ومن نزح بعدها، فيما يعود السبب الثاني إلى الاختلاف بين سجلات الحكومة والمنظمات الدولية. وقالت الصحيفة "لم ننجح حتى اليوم، ورغم مرور قرابة أربع سنوات على أزمة اللجوء السوري، في تطوير قدراتنا في أمور أولية تتمثل في العد والحساب، ولا في الاتفاق فيما بيننا على رقم موحد لأعداد اللاجئين (...) لا بل إننا حتى اليوم نفتقر إلى تعريف واحد للاجئ السوري". وفي مقال بعنوان "الملك يحصد ثمار صبره وحراكه في أوروبا"، قالت صحيفة (الرأي) إن ما قرره مجلس العموم البريطاني بشأن الاعتراف بدولة فلسطين وأعلنته السويد وكل الأصوات الأوروبية التي تنادي بقيام الدولة الفلسطينية في أقصى سرعة، هو "بمثابة انتصار لسياسة عمان ودبلوماسيتها التي واجهت وأحبطت كل المؤامرات الإسرائيلية ومخططاتها لإخماد صوتها وحراكها في المجتمع الدولي من أجل إحقاق الحق وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية في فلسطين". واستطردت أن في اعتراف الشعبين البريطاني والسويديبفلسطين وضغط مسؤولين أوروبيين على دولهم للمضي في هذا الطريق "حماية للأمن القومي الأردني وإغلاقا للطريق أمام صناع القرار الإسرائيلي لمواصلة ترويج مخططهم العنصري بأن يكون الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين"، لتخلص إلى أن الدولة الفلسطينية "قادمة إذا كانت النية الدولية صادقة في مكافحة الإرهاب والعنف في المنطقة". أما صحيفة (الدستور)، فكتبت أن تركيا منيت ب"نكسة دبلوماسية كبيرة ومفاجئة"، عندما أخفقت في الحصول على معقد في مجلس الأمن الدولي، مضيفة أن النكسة لم تتجل فقط في عدم الوصول إلى أعلى قمة المنتظم الدولي، بل وفي العدد المتواضع من الأصوات الذي حصلت عليه الدولة الإقليمية الكبرى، صاحبة الطموحات الزعاماتية في الإقليم. وحسب الصحيفة، فإن نتائج التصويت على عضوية تركيا في مجلس الأمن، يجب أن تقرأها أنقرة على أنها "تصويت عالمي على التبدل الذي طرأ على سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم خلال السنوات الأربع الفائتة". وقالت إن نتائج هذا التصويت "تعكس تراجع مكانة" تركيا في الإقليم وعلى الساحة الدولية. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، عن شن مقاتلات التحالف الدولي أمس الجمعة، ضربات جديدة على المواقع الرئيسية لمقاتلي "داعش" في عين العرب السورية في محاذاة الحدود التركية، بتزامن مع تأكيد مقاتلين أكراد تقدمهم في عدد من أحياء المدينة بعد صدهم هجوما كبيرا للتنظيم الإرهابي استهدف استعادة بعد المواقع التي خسروها مساء أول أمس. وأبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "معاقبة تركيا"، أن شعور تركيا بخيبة أمل وصدمة بعد خسارتها أمام إسبانيا في الأممالمتحدة على مقعد غير دائم في مجلس الأمن . وقالت إن هذه النتيجة لم تكن مستغربة، حيث تدل على فشل السياسة الخارجية التركية، وخصوصا اتجاه العراق وسوريا. وأكدت الصحيفة أن دعم تركيا " للإرهاب والإرهابيين وفتح حدودها للمرتزقة، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى كان له تأثيره السلبي في مواقف دول العالم"، مضيفة أن نتيجة التصويت "هي بمعنى من المعاني رسالة إلى تركيا بأن تعيد النظر في سياساتها بما يتلاءم مع الشرعية الدولية وحسن الجوار، وأن تخرج إلى العالم بوجه مسالم وتتخلى عن وجه قبيح لم يعد مقبولا في العلاقات الدولية" . ومن جانبها، خصصت صحيفة (البيان) افتتاحيتها لموضوع "الهزيمة أمام إيبولا"، معتبرة أن الإرهاب لم يصبح الوحيد " الذي يحقق انتصارات على العالم، بسبب عدم الجدية في مواجهة التحديات الحقيقية التي أنشئ معظمها سابقا على يد من حاربها لاحقا. فها هي الأممالمتحدة تحذر من أن العالم بصدد خسارة المعركة ضد إيبولا".