اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأحد، باحتضان القاهرة للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، والوضع الأمني باليمن والأزمة في سوريا والعراق والحرب على (تنظيم داعش)، وفيروس (إيبولا)، والانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها بالبحرين في 22 نونبر القادم. ففي اليمن، واصلت الصحف اليمنية تسليط الضوء حول مستجدات الوضع الأمني المتأزم في البلاد، معبرة عن تخوفها من أن ينجر اليمن إلى حرب أهلية تأخذ طابع الطائفية . وفي مقال تحت عنوان "لمصلحة من.. "، اعتبرت صحيفة (الثروة) أن مشروع اليمن المدني الواحد "تاه في زحمة المشاريع الداخلية والخارجية التي تتطاحن في ما بينها، وتطحن البلد وتخطط لهدم الدولة ليتمكن كل من تنفيذ مشروعه الخاص"، مبرزة أن مخطط تفكيك الدولة والفوضى المسلحة "ليس وليد اللحظة بل جار تنفيذه منذ سنوات". وأوضح كاتب المقال أن كل الجماعات المسلحة الخارجة عن الدولة والمتصارعين السياسيين المستفيدين منها "يجمعهم عامل مشترك واحد وهو أن قوتهم وزيادة نفوذهم ووجودهم يتوقف على غياب الدولة، ولذا فالجميع يفككون الدولة ويستفيدون من كل ضربة تتعرض لها لتعزيز وجودهم وللقضاء على خصومهم وتصفية حساباتهم"، مشددا على أن الأخطر من كل ما سبق "أن تفشل الدولة والمجتمع الدولي الذي يقف معها في تعزيز قدراتها للسيطرة على تلك الجماعات". وفي هذا السياق، نشرت صحيفة (نيوز يمن ) تصريحات لأحمد الكحلاني، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، حذر فيها من "حرب طائفية مفروضة قادمة في اليمن، بين مسلحي تنظيم "القاعدة" و"جماعة الحوثي"، باعتبار أن ما يجري الآن، هو بحسب قوله، "بداية لحرب طائفية"، داعيا السلطات إلى إجراء حوار مع عناصر "القاعدة"، "خاصة بعد أن أصبحت الدولة غير قادرة على استئصال الفكر الذي لا يؤمن إلا بلغة القتل، بسبب ضعف أجهزتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية والقضائية أو اختراقها من قبل عناصر من القاعدة أو متعاطفة معها". ومن جهتها، نشرت صحيفة (المؤتمر) تصريحات لوزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، شدد، من خلالها، على أن الوحدة اليمنية "ثابتة وراسخة"، وحذر من وصفهم ب"المزايدين باسم الوحدة أو الانفصال" من التطاول على أمن البلاد أو التدخل في شؤون القوات المسلحة والأمن. أما صحيفة (الأيام) فرصدت التطورات الأخيرة التي يشهدها الحراك السياسي في البلاد، وتوقفت، في هذا الصدد، عند تصريحات لوزيرة حقوق الإنسان اليمنية، حورية مشهور، التي عبرت، بحسب الصحيفة، "عن قبولها باستقلال الجنوب واستعادة الجنوبيين لدولتهم السابقة". ونقلت الصحيفة عن مشهور تأكيدها أنها على استعداد "للقبول بالخيار الذي سيختاره الجنوبيون كبديل للصراعات والاضطرابات الدائرة في شمال البلاد". وفي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في مقال بعنوان "من التعمير إلى التدمير" أن "قبول جميع الأطراف بإعادة تعمير قطاع غزة يعني من حيث المبدأ القبول بعلاقات سلام، بحيث تتوقف كل صور العدوان على الجانبين، ابتداء من الاستيطان إلى اقتحام المناطق، الأمر الذي يعنى ضرورة الاعتراف المتبادل، واحترام ما يتم توقيعه بين الجانبين، والالتزام بقواعد القانون الدولي". وفي موضوع آخر، خصصت الصحيفة، افتتاحيتها، للحديث عن موضوع (البيئة)، إذ كتبت تحت عنوان "السحابة السوداء" أن المصريين يواجهون لأعوام عديدة (السحابة السوداء)، بسبب قيام المزارعين في العديد من المحافظات، خاصة محافظات وسط وشمال دلتا النيل بحرق كميات كبيرة من قش الأرز تصل إلى نحو 4 ملايين طن، بعد فصل حبات الأرز عن العيدان، مسجلة أن "محافظة الشرقية التي تصنف على أنها أكبر محافظة في حرق قش الأرز، تعتبر أيضا من بين المحافظات التي بها أكبر نسبة من الإصابة بمرض السرطان القاتل على مستوى الجمهورية". ومن جهتها، قالت صحيفة (الأخبار)، في مقال بعنوان "إعمار غزة" إن "القضية أكبر من مجرد إعادة إعمار قطاع غزة، مادام هناك دولة دينية وسط المنطقة تمارس إرهابها وسط صمت دولي"، مؤكدة أن "إعادة الإعمار الحقيقي للقطاع تبدأ بتكثيف الجهود لوضع حل حقيقي للقضية الفلسطينية يعيد الحرية والكرامة والاستقلال لأهل فلسطين في وطنهم السليب، والذي نهبت تاريخه وحقه ومستقبله دولة الاحتلال الصهيوني، فهذا هو الإرهاب الحقيقي الذي تقع مسؤولية خلاص المنطقة منه على عاتق القوى العالمية التي زرعته في منطقتنا منذ عام 1947". وفي قطر، كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها بعنوان (مطالب مواجهة تنظيم الدولة)، أن الأزمة السورية بجوانبها المختلفة أثبتت مدى فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل حاسم وسريع لها. وشددت على "أهمية أن يدرك الجميع أن الحرب على تنظيم (داعش) لا يجب أن يصرف الأنظار عن القضية الأساسية بسورية بحيث يتم التركيز على التنظيم بدلا من مواجهة النظام الذي هو السبب الرئيسي لظهور هذا التنظيم". وأضافت أن عدم التعاطي الدولي الجاد مع الأزمة السورية ساعد، بشكل مباشر، في تداعيات الوضع الحالي بسورية والعراق، ومكن تنظيم الدولة من الانتشار وتهديد الجميع، ولذلك فإن "مواجهة التنظيم لا تنفصل عن الواقع بسورية الذي يمارس فيه النظام إرهاب الدولة تحت سمع وبصر الجميع (..) ولذلك فإن القضاء على هذا التنظيم لن يتم إلا من خلال حل الأزمة السورية برمتها". وتحت عنوان "ضمانات النجاح" اعتبرت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها عن مؤتمر المانحين الذي انطلقت أشغاله اليوم بالقاهرة، أن تقديم المساعدات المالية أيا كان حجمها، ليس هو كل المطلوب من المجتمع الدولي بشكل عام، والحضور العربي بشكل خاص، مشددة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي لقرارات تضمن عدم تكرار الدمار الذي ألحقته آلة الإجرام الإسرائيلية بالقطاع، وكذا إلزام إسرائيل بالمشاركة الاقتصادية في ما دمرته، وإلزامها بضمان وصول مواد البناء اللازمة لإعادة الاعمار عبر المنافذ والمعابر التي تحاصر من خلالها أهل غزة الصامدين. وأكدت أن العمل على إنهاء حصار القطاع، واستئناف مسيرة السلام، وصولا إلى إنهاء الاحتلال، هو الهدف الأسمى الذي يجب أن يسير جنبا إلى جنب مع إعادة الإعمار. وفي الأردن، اهتمت الصحف بسيناريوهات الحرب الدولية على (داعش)، وإعداد الميزانية العامة المقبلة، وسلامة أفراد القوات الأردنية لحفظ السلام في إفريقيا من فيروس (إيبولا)، و"الحرب السرية" لرئيس الحكومة العراقية السابق ضد الأردن. وهكذا كتبت (العرب اليوم) أن من حق الجميع أن يسأل عن مدى صدق استراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية، "وهل يمكن، بعد سيناريوهات أفغانستانوالعراق، أن نثق بأن الولايات المتحدة قادرة على إدارة ملف من هذا النوع ". وقالت إن الأوان قد حان لتحرك عربي إقليمي جديد يعمل على حفظ المنطقة من مزيد من الانهيار، ويعيد المسألة السورية إلى الحضن العربي، "ويوقف مسألة استغلال الأزمة في سورية لإرضاء أهواء بعض أو تلبية مصالح بعضهم الآخر". واعتبرت (السبيل)، في مقال بعنوان "الأردن والتحالف الدولي على الإرهاب"، أن الأردن بحاجة الآن إلى تحديد مصالحه من وراء المشاركة في التحالف الدولي ومدى قدرته على التأثير في رسم أهدافه المتبدلة والمتغيرة، مضيفة أن التغيرات التي قد تطرأ على التحالف "ستقود الأردن إلى مزيد من الانخراط في الأزمة السورية وستضع كل أوراقه على المحك". وقالت الصحيفة إن الأزمة السورية بالنسبة للأردن لن تنطفئ نيرانها ببقاء بشار الأسد أو غيابه أو بقاء (داعش) أو فنائها، لأن الحرب على الإرهاب "غايتها إدامة وإطالة الحرب، وهو أمر لا تستطيع المملكة أن تتحمل كلفته ولفترة طويلة". ومن جهتها، قالت (الرأي) إن وزارة المالية الأردنية اعتمدت 21 فرضية استندت إليها في إعداد الميزانية العامة لسنة 2015، مما يعني أن الميزانية ستظل مفتوحة لكل الاحتمالات، وبالتالي ستكون أرقامها عرضة للتعديل على ضوء عدم تحقق بعض الافتراضات. واعتبرت الصحيفة في مقال بعنوان "فرضيات ميزانية 2015"، أن هذه الميزانية "لن تأتي بجديد، فالدعم مستمر، وكذلك صرف تعويضات المحروقات، لا لشيء إلا لأن التغيير يحتاج إلى قرار، والقرارات صعبة، يحاول المسؤولون أن يتجنبوها بأي ثمن لكثرة الخطوط الحمراء التي وضعوها وأصبحوا أسرى لها". وتحت عنوان "حرب المالكي السرية ضد الأردن"، قالت (الدستور)، استنادا إلى "معلومات مؤكدة"، إن "رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي يشن حربا سرية ضد الأردن هذه الأيام، لاعتقاده أنه كان إحدى الدول التي ضغطت للإطاحة به، متهما إياه بعدم لعب دور ايجابي في غرب العراق لتهدئة السنة ضده". وخلصت إلى أن على المالكي أن يتسم بسمات رجل الدولة الحقيقي، "فيتخلص من ثاراته النائمة، لأن العراق لا يحتمل كل هذه الصراعات. وإن احتمل بعضا منها، فهذا مقبول من الهواة في نهاية المطاف، لا.. من الذين يقدمون أنفسهم باعتبارهم رجال دولة". أما (الغد)، فأعربت عن تخوفها من إصابة الأردنيين العاملين ضمن قوات حفظ السلام في ليبيريا وسيراليون بفيروس (إيبولا)، مضيفة أن الوضع الصحي المتردي في بلدان غرب إفريقيا يبعث على القلق، ويطرح السؤال حول سلامة أفراد البعثات الأردنية "وإذا كان متعذرا ضمان سلامتهم، فلا مبرر لاستمرار مهمة قد تكلفنا حياة أعزاء، وتنقل خطر انتشار الفيروس إلى بلادنا". وفي البحرين، اهتمت الصحف بموضوع الانتخابات التشريعية، المقرر تنظيمها في 22 نونبر القادم، وذلك على ضوء إعلان المعارضة، أمس، عن قرار مقاطعتها. وكتب رئيس تحرير صحيفة (الوسط) أن المعارضة تشعر بضغط شارعها، وهي ترى أن دخولها البرلمان سيؤدي إلى افتراق بينها وبين قاعدتها التي تدعمها. وفي الوقت ذاته، فإن عدم دخولها قد يؤدي إلى تهميشها في مجال العمل السياسي المسموح به، موضحا أنه بين هذين الخيارين فضلت المعارضة المقاطعة وتحمل تبعات ذلك، لأنه "سيكون عليها أقل من التبعات التي ستلاحقها في ما لو شاركت في الانتخابات". وخلص إلى أن "الوصول إلى مثل هذا الوضع الكئيب لا يمكن إلا أن يلقي بظلاله ويثقل الساحة السياسية التي يمكن أن تنفتح على متنفس ما ولكنها أيضا تكون أكثر عرضة لتقلبات الظروف المعقدة"، مشيرا إلى أن عدم مشاركة المعارضة يعني "استمرار الخطاب المتصاعد منذ فترة غير قصيرة، والذي تحول إلى تنميط يستهلك الجهود ويؤثر بصورة سلبية على الأجواء العامة في البحرين". ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (أخبار الخليج) أن "هناك العديد من الجهات تريد عرقلة المشاركة في الانتخابات، وهناك منظمات وشخصيات محلية تريد التدخل الخارجي"، مؤكدة أنه "لا بد لكل من يريد حماية البحرين من الأذى أن يشارك في هذه الانتخابات". ودعت الصحيفة "بكل حرارة إلى المشاركة، واختيار المرشح الأفضل"، موضحة أن "حل المشكلات عبر المجالس النيابية قد يأخذ وقتا، ولكنه أفضل بكثير من الفوضى الممزقة للأوطان". وبدورها، ترى صحيفة (الأيام) أن غياب ممثلين عن الجمعيات السياسية المقاطعة للانتخابات "سيترك ثغرة سياسية يصعب على المرشحين الناجحين سدها. وعليه فمن المنطقي أن يحمل المواطن تلك الجمعيات كل التراجعات التي يحتمل أن تعاني منها المسيرة البرلمانية"، مضيفة أن "التحديات صعبة ومعقدة، لكن الموقف بحاجة إلى قيادة تاريخية تنتشل البحرين من مستقبل سيكون مظلما في حال الإصرار على التمسك بموقف المقاطعة". وتناولت صحيفة (البلاد) الموضوع من زاوية أخرى، إذ اعتبرت أن "مبدأ المفاضلة في الانتخابات على أساس الطائفة والنسب والقربى غير صحيح، كما أن المفاضلة بين أن يكون المنتخب رجلا أو امرأة لا تتفق مع مبادئ الديمقراطية"، مستطردة أن الأفضل هو من يستطيع أن يدافع عن بلاده وسيادتها وهويتها العربية، ومن لا يتلسن بالطائفية ويتمتع بثقافة مجتمعية عن أحوال بلده وشعبه. وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن إطلاق سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة لقياس سعادة أفراد الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم. وأشارت إلى أنه سيتم توزيع أجهزة إلكترونية في جميع الدوائر الحكومية برصد هذا المؤشر وإرسال تقارير بشكل يومي لمتخذي القرار لرصد الجهات الأكثر سعادة ورضا عن الخدمات الحكومية بهدف تطوير الخدمات وتحسين سعادة الجمهور عن الخدمات المقدمة. وخصصت صحيفة (البيان) افتتاحيتها لفوز ملالا يوسف بجائزة نوبل للسلام، مؤكدة أن ملالا ليست خبيرة عركتها تجارب السياسة والنضال الوطني في بلد ما أو ناشطة اتخذت من الدفاع عن حقوق بنات جنسها قدرا قادها إلى المجد، لكنها شجاعة ذات بأس لم يثنها "إرهاب طالبان " عن شق الطريق إلى مدرستها . وأشارت الصحيفة إلى أن دولة الإمارات، من خلال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بادرت إلى التكفل بعلاج ملالا وبطائرة خاصة نقلتها وقصتها إلى بريطانيا والعالم كله وأشرعت النوافذ إلى نيلها أرفع جائزة إنسانية. أما صحيفة (الخليج)، فكتبت، في افتتاحيتها، أن ظهور قوى الإرهاب والتطرف وتوسعها هو إحدى ظواهر ضعف الدولة أو انهيارها وهو ما يتجلى بشكل واضح في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال ويهدد دولا عربية أخرى بمصير مشابه . ونوهت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين ومصر وعدد من الدول في الحرب على الإرهاب وخاصة (داعش)، بهدف ضمان عودة المنطقة إلى وضعها الطبيعي وعودة المسارات نحو الاستقرار والتنمية والتطور والسلام والأمن والأمان. وشددت على أن مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب ليس من أجل سواد العيون العربية، وإنما لأن لديها مصالح حيوية في المنطقة مادية واستراتيجية.