لم يتردّد وزير الثقافَة، محمد الأمين الصبيحي، في إطلاق جسدِه لأجل تحقيق التناغم مع التعابير الموسيقيّة التي استقبلته لدَى افتتاحه الدورة الاستثنائية للمهرجان الوطني للفنون الشعبيّة. وجاء ذلك من الصبيحي بعيد سويعات من معاودة تشديده على تمتع قطاع الثقافة بأضعف ميزانيَّة حكوميّة، وأيضا قبيل الكشف، على هامش نفس المهرجان، عن إحداق مؤسسة الفنون الشعبية بالمغرب التي عُهد إليها بحماية هذه الفنون والعمل على النهوض بها. "رقصة الصبيحي" جاءت بحضور والي مراكش تانسيفت الذي حضر أيضا المصادقة على القانون الأساس لمؤسسة الفنون الشعبيّة بالمغرب.. فيما قال وزير الثقافة إنّ "مؤسسة الفنون الشعبية بالمغرب تضم العديد من القطاعات الحكومية، ضمنها وزارتا الثقافة والسياحة، إلى جانب العديد من المجالس المنتخبة وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني". كما اعتبر الصبيحي أن الهدف الرئيسي لهذه المؤسسة الجديدة يتجلى في العناية بالفنون الشعبية، مضيفا أن هذا الأمر يمر بالضرورة عبر مواكبة ودعم وتأطير الفرق الشعبية والفنانين المتخصصين في هذا التراث الوطني وتجويد العروض مع الحفاظ على الخصوصية الإبداعية المحلية دون التدخل فيها. وأشار إلى أنه سيتم عقد لقاء في الأيام القليلة المقبلة من أجل تحديد وتسطير أولويات هذه المؤسسة التي ستعمل بالخصوص على إحداث "مدينة الفنون الشعبية بالمغرب" التي تعتبر جزءا من الجانب الخاص بالثقافة والتراث للمشروع الكبير "مراكش الحاضرة المتجددة "، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقته في يناير الماضي. وأبرز الوزير أن غلافا ماليا من 120 مليون درهم سيرصد لإنجاز هذه المدينة التي تضم إقامة لفناني الفرق الشعبية تسمح لهم بالتدريب والاستفادة من ورشات للتكوين المستمر، إلى جانب قاعة للعروض وخزانة متخصصة في الفنون الشعبية ومرافق أخرى توثق هذه الفنون التي تعد جزء من الرأسمال الرمزي للمملكة.. كما أكد أن وزارة الثقافة ستعمل على تعبئة خبرتها ومواردها المالية والبشرية من أجل ضمان نجاح هذا المشروع الهام الذي ينتظره الفاعلون في هذا المجال والذي ستنطلق الأشغال فيه بداية سنة 2015. أمّا رئيسة مؤسسة الفنون الشعبية بالمغرب، وداد التباع، فقد أوردت أنّ هذه الهيئة الجديدة ذات طابع استثنائي لكونها تعنى بالفنون الشعبية بالمغرب الذي يعد بلدا له هوية "جد قوية ومتعددة".. وتتجلى مهمة هذه المؤسسة، تضيف التباع، في الدفاع عن جميع أشكال التعبيرات الثقافية على مستوى كافة التراب الوطني من أجل تطويرها وتنميتها وضمان استدامتها وانتقالها إلى الأجيال المستقبلية. وبخصوص مشروع "مدينة الفنون الشعبية بالمغرب" ، قالت رئيسة المؤسسة، إن هذا المشروع سيتم إنجازه على مساحة 7 هكتارات بحدائق أكدال بحماد بمراكش، مضيفة أن هذا الفضاء سيكون مخصصا "لحاملي التراث اللامادي الوطني، وللأشخاص الذين يحملون ذاكرتنا والذين يعتبرون رمزا لثقافتنا".. كما أكدت أن هذا المشروع يتوخى غايتين أساسيتين تتعلق الأولى باستقبال الفنانين في مجال الفنون الشعبية، فيما تهم الثانية ضمان استدامة هذا التراث من خلال التكوين والتحسيس بأهميته.