أكد المدير العام المساعد لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، السيد فرانسيسكو بانداريان، أن ساحة جامع الفنا التاريخية تعد تجمعا استثنائيا لعدد من الثقافات الشعبية المغربية التي تعبر، من خلال الموسيقى، عن المنطقة وعن التنوع الفني. وأضاف السيد بانداريان، خلال اللقاء الذي انعقد امس الإثنين بمراكش للاحتفال بالذكرى العاشرة لتصنيف ساحة جامع الفنا تراثا شفويا عالميا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو، أن هذا الموروث الثقافي اللامادي الذي ينتقل من جيل لآخر، يعطي الإحساس بالهوية والاستمرارية. وذكر أن "ساحة جامع الفنا، التي تعتبر مكانا للتبادل الثقافي، استفادت من مزيد من الاهتمام منذ سنة 1922 باعتبارها تراثا فنيا للمغرب"، مشيرا إلى أن التمدن وتطور البنيات التحتية الطرقية تعد تهديدا حقيقيا لهذا الفضاء الثقافي. وأبرز أنه إذا كانت ساحة جامع الفنا تحظى بشعبية كبيرة، فإن التطور السياحي يمكن أن يؤثر سلبا على التراث الثقافي، ملاحظا أن المغرب التزم بوضع مخطط كفيل بضمان المحافظة على هذا الموروث والتصدي للأخطار المحدقة به. وأعرب السيد بانداريان، بهذه المناسبة، عن تضامن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) مع الشعب المغربي بعد الاعتداء الإرهابي المشين الذي استهدف المدينة الحمراء. من جهته، أكد رئيس مجلس جهة مراكش - تانسيفت - الحوز، السيد حميد نرجس، أن ساكنة مراكش واعية بأهمية المحافظة على هذا التراث اللامادي، مشيرا إلى أنه من الضروري أيضا ضمان حماية لمختلف العروض الثقافية والفنية المقدمة بهذه الساحة التاريخية دعما لاستمرارية كل أشكال الفنون الشعبية الحية عبر المغرب. واعتبر السيد حميد نرجس "أن هناك علامات استفهام كثيرة اليوم، وأمام تأثيرات العولمة، حول مستقبل التنوع الثقافي بالمملكة، لهذا وأكثر من أي وقت مضى، ستظل ساحة جامع الفنا دليلا تبرز من خلاله المملكة للعالم كيف تحافظ يوميا على الهوية الثقافية المغربية". من جهتها، أكدت عميدة كلية الآداب والعلوم الانسانية بمراكش السيدة وداد التباع، أن أهمية ساحة جامع الفنا تكمن في الأشخاص الذين يسهرون عليها، والذين يستحقون اعترافا بالمجهودات التي يبذلونها، مشيرة الى أن هذا الاعتراف سيمكن هؤلاء الرواد من العمل على استمرارية الدينامية التي تعرفها الساحة. بدورهم، أكد باقي المتدخلين أن ساحة جامع الفنا التاريخية، التي تعتبر رمزا حيا للمدينة الحمراء وللمغرب عموما، تعد الوجهة المفضلة للسياح للاطلاع على ثقافة حية مفعمة بروح التعايش والتسامح. وأشاروا إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل الإبقاء على العلامة التي تميز هذه الساحة، مضيفين أن المغرب يتوفر على مآثر تاريخية متنوعة وتراث مادي ولامادي هام يبرز التاريخ الحافل الذي عاشته المملكة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء حضره، على الخصوص، وزير السياحة والصناعة التقليدية السيد ياسر الزناكي، ووزير الثقافة السيد بنسالم حميش ونظيره الفرنسي السيد فريدريك ميتران، إضافة الى عدد من المسؤولين في القطاع السياحي ومنعشين سياحيين بالمغرب وفرنسا وعدد من الباحثين والفنانين.