كشف المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب، التابع للحكومة الأمريكية والمعروف اختصاراً بNCTC، عن لائحة تضم 47 منظمة وجماعة وضعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن صنف التنظيمات الإرهابية التي تهدد مصالحها عبر العالم، وهي اللائحة التي غاب عنها كل من تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلاميّا بإسم "داعش"، وزعيمه أبو بكر البغدادي، كما لم يشمل التصنيف جماعة "الإخوان المسلمين"، فيما ظلت "الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة" من أخطر التنظيمات الإرهابية في نظر واشنطن. ويأتي التقرير السنوي لعام 2014، الصادر عن المركز القومي الذي يتخذ من "ماكيلن" شمال فيريجينيا مقراً له، بتزامن مع الحراك الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، في سياق نسختها الجديدة لحملتها العالمية في مكافحة الإرهاب. ويرى المركز المذكور أن المنظمات الأجنبية الإرهابية عبارة عن "كيانات خارجية" يتم تصنيفها من قبل وزارة الخارجية الأميركية، طبقا للفصل 219 من قانون الجنسية والهجرة، حيث يعتمد في تصنيفه السنوي على معايير قال إنها قانونية، من قبيل الصفة الأجنبية للتنظيم، ومشاركة الأخيرة في نشاط إرهابي أو أن يعلن قدرته ونيته في الانخراط في أعمال إرهابية، إلى جانب تهديده للأمن القومي الأميركي. الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة وأبقت واشنطن على "الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة" كجماعة إسلامية جهادية مرتبطة بالقاعدة، وهي التي سبق لمجلس الأمن أن أدرجها في قائمة أخطر الكيانات الإرهابية، في أكتوبر عام 2002، كجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة وزعيمه، وبحركة الطالبان. وكانت الجماعة قد ظهرت لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي، إبان الحرب السوفيتية في أفغانستان الداعمة للحكومة الأفغانية الصديقة لها، إلى جانب الاقتتال الداخلي على السلطة الذي أعقب ذلك، حيث ضمت مقاتلين مغاربة انخرطوا في معسكرات تدريب تنظيم القاعدة في أفغانستان، وبعضهم قاتل هناك أيضا. وأصبحت الجماعة سرِّية وعابرة للحدود، حيث تعتمد تجنيد أعضاءها، خاصة من المهاجرين المغاربة في أوروبا، فيما يشتبه في تورطها في تنفيذ هجمات الدار البيضاء يوم 16 ماي عام 2003 وتفجيرات مدريد عام 2004. فصائل فلسطينية وتنظيم القاعدة التقرير ذاته ضم 6 فصائل تابعة للمقاومة الفلسطينية، في مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، و"جبهة التحرير الفلسطينية" و"حركة الجهاد الإسلامي" و"كتائب شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة فتح، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ومنظمة "أبو نضال" المنشقة عن فتح في 1974، إلى جانب تنظيم "جيش الإسلام"، الموالي لتنظيم القاعدة. كما تصدر لائحة التنصيف السنوي ل"NCTC"، تنظيم القاعدة، الذي تأسس أواخر ثمانينيات القرن الماضي ويتزعمه حاليا الإسلامي المصري المتشدد أيمن الظواهري، واصفة إياه ب"منظمة متطرفة" متعددة الجنسيات وتدعو إلى "الجهاد الدولي"؛ وضم التقرير روافد "القاعدة" وكل من يواليها، كتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له، و"تنظيم القاعدة في العراق" و"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"الجماعة الليبية المقاتلة" و"حركة الجهاد الإسلامي" في بنغلادش، و"حركة الشباب الإسلامية" في الصومال و"عصبة الأنصار"، المتواجد بمخيم عين الحلوة جنوب لبنان. ومن الجماعات الإسلامية الشهيرة التي أوردها التقرير كمنظمات إرهابية وخطيرة نجد "حزب الله" اللبناني، و"جماعة أبو سياف" بالفلبين و"الجماعة الإسلامية" في مصر، و"حركة المجاهدين" في كشمير و"طالبان باكستان" و"الحركة الإسلامية" في أوزباكستان، وجماعة "جند الله" الإيرانية، وأيضا "كتائب الشهيد عبد الله عزام". تنظيمات ثورية ورغم أن غالبية التنظيمات التي أوردها تقرير المركز القومي الأمريكي لمحاربة الإرهاب تأخذ طابعا الإسلامي، إلا أن واشنطن صنفت تنظيمات تتسم ب"القومية المتشددة" إرهابية، منها منظمة "وطن أجداد الباسك والحرية" المعروفة ب"إيطا"، و"الجيش الجمهوري الإيرلندي للاستمرار" المنشقة عن الجيش الجمهوري لإيرلندا، وحركة "كاهانا حاي" الإسرائيلية المتطرّفة و"حزب العمال الكردستاني" المطالب بدولة كردية مستقلة. وضم أيضا التقرير حركة "نمور تحرير تاميل" السريلانكية المطالبة بالاستقلال الذاتي، وحزب "جبهة التحرر الشعبي الثوري" التركي المناهض للولايات المتحدة، و"جيش التحرير الوطني" و"قوات كولومبيا المسلحة الثورية" الثوريين في كولومبيا، و"منظمة الدرب الساطع" الشيوعية المعارضة في البيرو، وأيضا "الحزب الشيوعي الفلبيني" المسلح والمعارض. رؤوس مطلوبة بملايين الدولارات ولا يزال يحتفظ المركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب بمئات من أسماء الشخصيات، التي يعتبرها خطيرة وتهدد أمنه القومي، والمطلوبة لدى واشنطن في أي وقت، يتقدمهم أيمن الظواهري بأكبر جائزة مالية، إذ أفرد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) جائزة تقدر ب25 مليون دولار لمن يدل على معلومات صحيحة ترتبط بالظواهري، في أي مكان من العالم. هذا إلى جانب عز الدين خليل، المعروف ب"ياسين السوري"، الذي تقول واشنطن إنه أكبر ممول لتنظيم القاعدة في العالم، خاصة من إيران، إذ تطلب أمريكا رأسه مقابل 10 ملايين دولار، يتبعه الكويتي محسن الفضلي، المطلوب بمبلغ 7 مليون دولار لتمويله تنظيم القاعدة، خاصة في العراق، والمصري محمد صلاح الدين زيدان، الملقب بسيف العدل، المعروف بقيادته لتنظيم القاعدة في مصر (5 ملايين دولار).