أحدث مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة في بلدة أبوت آباد الباكستانية في مايو (أيار) الماضي، على يد القوات الأميركية، دويا هائلا في جميع أنحاء العالم، حيث تم القضاء على بن لادن بعد مطاردة استمرت عشر سنوات، سخرت فيها الولاياتالمتحدة الأميركية قوتها الاستخباراتية والعسكرية لهدف القضاء على زعيم تنظيم القاعدة، الذي وجه ضربة قوية للولايات الأميركية، المتمثلة في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الشهيرة، التي هزت العالم أجمع، وليس الولاياتالمتحدة الأميركية فقط، وقد أثار الإعلان عن مقتل بن لادن تساؤلات متعددة حول كيفية وصول القوات الأميركية إليه، وعن أي دور لباكستان في عملية الاغتيال، وكذلك عن احتمالية وجود خيانة في صفوف «القاعدة». إلا أن التساؤل الأهم يتعلق بوضع تنظيم القاعدة بعد مقتل بن لادن، والتسلسل القيادي في التنظيم بعد أن خسرت «القاعدة» أبرز قادتها منذ هجمات سبتمبر منهم محمد عاطف (أبو حفص المصري) المسؤول العسكري للتنظيم الذي قتل في غارة أميركية على قندهار نوفمبر (تشرين الثاني) 2001، وأبو مصعب الزرقاوي يونيو (حزيران) 2006، وأبو الليث الليبي 28 فبراير (شباط) 2008، والحكايمة (أبو جهاد المصري) أكتوبر (تشرين الأول) 2008 بصاروخ أميركي من طائرة بلا طيار في الشريط القبلي، وأبو عمر البغدادي قائد ما يسمى «دولة العراق الإسلامية» الذي قتل في مارس (آذار) 2010 ونائبه أبو حمزة المهاجر في نفس العام، ومصطفى أبو اليزيد (سعيد المحاسب) قائد «القاعدة في أفغانستان» نهاية مايو 2010 وهو مصري من المقربين لأيمن الظواهري زعيم التنظيم الحالي الذي خلف بن لادن، وقد شهد تنظيم القاعدة عام 2011 نكسات متتالية. أولها العملية التي حصلت في الثاني من شهر مايو عندما تمكنت قوات أميركية خاصة من قتل أسامة بن لادن. ومنذ ذلك الحين تتلقى «القاعدة» ضربات موجعة واحدة تلو الأخرى. فقد قتل الشخص الثاني في تنظيم «القاعدة» وهو عطية عبد الرحمن الليبي عندما استهدفته طائرة بلا طيار أميركية في منطقة «وزيرستان». وقتل أيضا في الخامس من شهر سبتمبر شخصية بارزة في تنظيم القاعدة وهو يونس الموريتاني واثنان من أتباعه. وكان الموريتاني مسؤولا عن الشؤون الدولية لتنظيم القاعدة وبالذات استهداف المصالح الأميركية في الولاياتالمتحدة وأوروبا وأستراليا. وبعد مقتل بن لادن أصبح تنظيم «القاعدة» يفتقد إلى قيادة، فقد استطاع بن لادن أن يجمع بين القوى المختلفة، وباغتياله فقد التنظيم أهم عمود في أعمدته أو عمود الخيمة كما يقال. وما يحصل حاليا هو أن الخلايا النائمة تنفذ تعليمات عامة لتنظيم القاعدة دون الرجوع إلى القيادة المركزية لأن القيادة المركزية ضعيفة حاليا. ما يحصل من عمليات إرهابية سواء كانت في اليمن أو باكستان أو في الصومال أو في مناطق أخرى في العالم هو بفعل توجيهات عامة لخلايا نائمة تقوم بتلك الأعمال بناء على تفهمها للتعليمات الموجودة لديها. ولا شك في أن تنظيم القاعدة تأثر بمقتل زعيمه، ولكن هذا التأثير لم يكن قويا بدرجة كبيرة، لأن التنظيم منذ الاجتياح الأميركي لأفغانستان وسقوط نظام طالبان قد أصبح ضعيفا لدرجة كبيرة بسبب الضربات القوية التي تلقاها على يد الأميركيين، والتي أدت إلى مقتل العديد من القادة والقبض على آخرين، والبقية الباقية من التنظيم كل ما تستطيع فعله هو النجاة بأنفسهم من قبضة الأميركيين في الشريط القبلي. فضلا عن أن التنظيم قد تلقى ضربات فكرية قوية من قبل التيارات الجهادية التي قامت بمراجعات فكرية، مثل الجماعة الإسلامية المصرية، وتنظيم الجهاد المصري، وعلى رأسه سيد إمام الشريف، المنظر الأول للجهاديين في المشرق العربي المحتجز حاليا في سجن «العقرب» في مصر، وكذلك مراجعات الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا، وغيرها من المراجعات التي تمت في المنطقة، والتي مثلت بداية النهاية للفكر الجهادي في المنطقة العربية والعالم. أضف إلى ذلك أن نجاح الثورات العربية السلمية في بعض البلدان، مثل تونس ومصر، أثبت فشل المشروع الجهادي الذي تتبناه «القاعدة» وتريد تصديره إلى كل دول العالم، الأمر الذي جعل تنظيم القاعدة يزداد ضعفا على ضعف، حيث أصبحت صورة تنظيم القاعدة غير جيدة على الإطلاق بعد المراجعات الفكرية والثورات السلمية العربية، في الوقت الذي كان فيه التنظيم يعاني أصلا الضعف الشديد بسبب الضربات التي تلقاها بعد أحداث 11 سبتمبر. ويمكن القول إنه في الوقت الذي فشلت فيه الولاياتالمتحدة عسكريا في أفغانستان فإنها نجحت في حربها ضد تنظيم القاعدة لأن القيادات الرئيسية في التنظيم قد قتلوا بما في ذلك رئيس تنظيم القاعدة والشخصيات الأخرى البارزة فيه. أما بقية قيادات «القاعدة»، وحسب ما نشرته أجهزة الاستخبارات الأميركية، فإن عددهم قليل لا يتعدى أصابع اليد الواحدة وهم محاصرون في منطقة القبائل الباكستانية ويقعون اليوم في كماشة طرفها الأول القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان وطرفها الثاني القوات الباكستانية وقوامها نحو 147 ألف جندي على طول الحدود الباكستانية الأفغانية، ولا يوجد لهم مفر. فطائرات «درون» بلا طيار، والتي باتت نجم 2011، تستهدفهم والجيش الباكستاني يقوم بعمليات واسعة النطاق ضدهم في المناطق المتاخمة لأفغانستان. الطريق الوحيد لهذه القيادات حتى تهرب من تلك المنطقة هو أن تتجه نحو «كويتا» عاصمة إقليم «بلوشستان» لأنه يوجد اتصال جغرافي ما بين «وزيرستان» الشمالية وبين إقليم «بلوشستان» الباكستاني في أقصى جنوب البلاد. ولاحظنا أنه حتى عندما هرب قسم من هؤلاء إلى مدينة «كويتا» فإن الأجهزة الأمنية الأميركية والباكستانية تمكنت من اصطيادهم كما حصل يوم الخامس من سبتمبر، عندما رصد يونس الموريتاني في ضواحي مدينة «كويتا» وألقي القبض عليه. والذي من المحتمل أن يكون قد أعطى معلومات مهمة حول وجود مخطط للهجوم على الولاياتالمتحدة الأميركية في الذكرى العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. والموريتاني يدعى عبد الرحمن ولد محمد الحسين، ومطلوب في بلاده منذ عام 2005. وقالت مصادر باكستانية ل«الشرق الأوسط» إن القيادي الموريتاني، ابن الخامسة والثلاثين عاما، يتحدر من مدينة «أبو تلميت» (150 كلم شرقي العاصمة نواكشوط)، ويعرف في أوساط «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بكنيتين هما يوسف الأفغاني والحاج ولد عبد القادر. وفي سبتمبر الماضي أعلن مسؤولون أميركيون مقتل أبو حفص الشهري، أحد القادة البارزين لتنظيم القاعدة في باكستان، في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار الأسبوع الماضي. ولم يصدر أي تأكيد من جهة أخرى بشأن مقتل الشهري في غارة على منطقة قبلية في إقليم وزيرستان. وقال مسؤولون أميركيون إن مقتل الشهري «يقضي على تهديد رئيسي داخل باكستان، حيث كان يتعاون بشكل وثيق مع حركة طالبان باكستان للقيام بهجمات منسقة». وأضافوا أنه سيقلل «من قدرة (القاعدة) على التعافي من صدمة مقتل عطية عبد الرحمن في نفس الشهر»، خاصة أن الشهري بدأ في تولي بعض مهام عبد الرحمن ومنها قيادة تنسيق عمليات «القاعدة». وكشفت مصادر في أجهزة الاستخبارات الباكستانية أن غارة شنتها طائرة بلا طيار يعتقد أنها أميركية في 11 سبتمبر الماضي، أدت إلى مقتل مجموعة من المسلحين المتشددين في باكستان بينهم القيادي الألماني الأصل في تنظيم «القاعدة» محمد الفاتح الذي دخل أفغانستان للمرة الأولى عام 2006، وانتقل منها إلى باكستان عام 2009، وقد أودت العملية بحياته في ذات اليوم الذي كانت أميركا تقوم فيه بإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر. وبحسب المصادر فإن الفاتح كان يبلغ من العمر 33 سنة، وقد سبق له أن أمضى بعض الوقت في إحدى دول الخليج، وكان يشغل منصبا كبيرا في جماعة «حركة الجهاد الإسلامي» المتصلة ب«القاعدة». ومن المعروف أن «حركة الجهاد الإسلامي» كانت بقيادة إلياس كشميري، وقد سبق لها أن أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ مجموعة من الهجمات، بينها تفجير فندق ماريوت بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد عام 2008، وتفجيرات نيودلهي في الهند عام 2011. أما إلياس كشميري، فقد سبق أن أشارت معلومات استخبارية إلى أنه قتل بدوره في غارة لطائرة بلا طيار استهدفته في المناطق القبلية شمال غربي باكستان. وأشارت المصادر الباكستانية إلى أن كشميري كان قبل مقتله قد تمكن من اجتذاب مئات المقاتلين الأجانب، وبينهم 52 ألمانيا على أقل تقدير، يوجدون حاليا في باكستان. ويظهر عام 2011 سيلا من الضربات الناجحة ضد زعماء تنظيم القاعدة بدقة متزايدة وحملة أميركية مستترة لمكافحة الإرهاب بعد سنوات من الاستثمار المكثف. وجاء مقتل أنور العولقي في أكتوبر الماضي في ضربة لطائرة أميركية بلا طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) في اليمن بعد شهر من جمع معلومات حيوية عن أحد أهم الأهداف المطلوبة. ورحل «خطيب تنظيم القاعدة».. «المتحدث اللبق، الذي ألْهَم الكثير من الشباب بالولاياتالمتحدة وخارجها»، بعدما سقط بصاروخ أطلقته طائرة بلا طيار أميركية باليمن، بهذه الكلمات أذاعت شبكة «سي إن إن» الأميركية نبأ مقتل أنور العولقي أول مواطن أميركي يوضع على قائمة المطلوبين ل السي آي إيه. مقتل العولقي.. جاء بعد أسبوع بالتمام والكمال على عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى اليمن، بعد فترة علاج طويلة في السعوديَّة إثر محاولة اغتياله، ليفتح الباب أمام المحللين في شؤون الاستخبارات، الذين لا يرون أنَّ الأمر جاء من قبيل المصادفة، ووسع الرئيس الأميركي باراك أوباما بصورة كبيرة من حربه المستترة على المتشددين.. لا من خلال زيادة ضربات الطائرات بلا طيار فحسب بل أيضا من خلال عمليات برية للقوات الأميركية الخاصة. ومن ناحية أخرى أبدت وكالة المخابرات الأميركية والقوات الخاصة اللتان تختلف ثقافتهما وطريقتهما في تنفيذ المهام بصورة كبيرة تعاونا وثيقا على نحو بدا مستحيلا في الفترة التي أعقبت على الفور هجمات 11 سبتمبر عام 2001. وذكر مسؤول أميركي على اطلاع بالعمليات أن النجاح في مكافحة الإرهاب باليمن وباكستان في الآونة الأخيرة لم يكن نتيجة انفراجة مفاجئة بقدر ما كان نتيجة تراكم تدريجي لهذه التغييرات. وقال المسؤول: «الفارق الآن هو أن سنوات التجارب المتراكمة في اختراق (القاعدة) وتفكيكها بدأت تؤتي نتائج مثمرة بشكل متزايد». ولعبت كل من ضربات الطائرات بلا طيار وقوات العمليات الخاصة دورا في أحدث سلسلة من الانتصارات الكبرى مما أدى إلى تلاشي الخطوط الفاصلة بين وكالة المخابرات المركزية والعمليات العسكرية في عمليات التعقب المشتركة للمشتبه بهم في جرائم الإرهاب. وفي أغسطس (آب) قتل عطية عبد الرحمن وهو ثاني أكبر شخصية في قيادة تنظيم القاعدة خلال ضربة وجهتها طائرة بلا طيار في شمال غربي باكستان. كما قتل إلياس كشميري الذي تردد أنه قيادي في «القاعدة» وإحدى الجماعات المرتبطة بها في باكستان في ضربة طائرة أميركية بلا طيار فيما يبدو في يونيو. ويأتي هذا عقب قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية سرية قامت بها قوات بحرية خاصة في باكستان في مايو مما دفع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى إعلان أن الهزيمة الاستراتيجية لتنظيم القاعدة أصبحت وشيكة. وتمثل الضربة التي أسفرت عن مقتل العولقي مؤشرا آخر على تحسن استخدام تكنولوجيا الطائرات الأميركية بلا طيار واستثمارها. ومما ساعد في هذا الإسراع من خطى قتل زعماء كبار في تنظيم القاعدة خاصة في المناطق القبلية في باكستان التي يغيب عنها القانون. وظلت ضربات الطائرات الأميركية بلا طيار التابعة لوكالة المخابرات المركزية تقتل زعماء أقل مستوى في «القاعدة» في المناطق القبلية الباكستانية لسنوات قبل مقتل عبد الرحمن. لكن في أغسطس عام 2010 أشار مسؤول أميركي إلى خطط لممارسة القدر ذاته من الضغط على تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». ويقول مسؤولون أميركيون آخرون إن الولاياتالمتحدة كثفت أيضا خلال السنوات القليلة الماضية من جهودها في جمع المعلومات وتنفيذ عمليات في اليمن. ولا تعمل الطائرات الأميركية بلا طيار في باكستان واليمن فحسب بل إن وكالة المخابرات المركزية تستخدم طائرات من هذا النوع فوق خمس دول على الأقل منها أفغانستان والصومال وليبيا. وتمثل الطائرات بلا طيار خيارا جذابا خارج ميادين الحرب المعلنة وهو خيار تبنته إدارة أوباما بوضوح. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأميركية أنه حتى عامين لم يكن الكثيرون في اليمن والعالم العربي يسمعون عن أنور العولقي الذي وصف أوباما مقتله بأنه صفعة قوية لتنظيم القاعدة. وأردفت الصحيفة أنه في الوقت الذي رأى فيه المسؤولون الأميركيون أنَّ نهاية العولقي هي خسارة كبيرة أخرى ل«القاعدة»، استقبلت أنباء تصفيته بشكل آخر في الشرق الأوسط في أحدث مؤشر على التباين والاختلاف بين الأهداف الأميركية والتوجهات العربية، موضحة أن الحقيقة هي أن صوت العولقي لم يكن له صدى تقريبًا في منطقة تقف مشلولة بسبب الثورات التي تجتاحها. وأكد مسؤول أمني يمني في 15 أكتوبر الماضي أن أحد أبناء رجل الدين المتشدد أنور العولقي، سقط ضمن قتلى سلسلة من الغارات التي نفذتها طائرات بلا طيار في محافظة شبوة، كانت قد أدت أيضا إلى مقتل القيادي المصري في تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية، إبراهيم البنا، وستة من عناصر التنظيم». ووصف مصدر يمني البنا بأنه «من أخطر عناصر تنظيم القاعدة المطلوبين دوليا ومسؤول الجناح الإعلامي لما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وأضاف المصدر أن البنا «مطلوب في عدة قضايا، منها القيام بأعمال تخريبية وإرهابية ضد المصالح الوطنية والأجنبية وانتمائه لتنظيمات إرهابية تهدف إلى الإخلال بالأمن والاستقرار، كما عمل خلال الفترة السابقة في التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل والخارج». وكان أنور العولقي قد قتل بغارة من طائرة أميركية بلا طيار أطلقت صاروخا على رتل للسيارات في محافظة الجوف باليمن، وأدى الهجوم أيضا إلى مقتل الأميركي من أصل باكستاني وخبير المعلومات، سمير خان. وكان العولقي قد عاد إلى اليمن ليصبح وجها معروفا من وجوه «القاعدة في جزيرة العرب»، التنظيم الذي يعتبر الأكثر نشاطا من بين التنظيمات التي ارتبطت ب«القاعدة». وقد ولد العولقي في نيومكسيكو، وكان يعظ في مسجد فرجينيا قبل أن يغادر الولاياتالمتحدة إلى الشرق الأوسط. وتعتبر الولاياتالمتحدة العولقي أحد أكبر التهديدات لأمنها القومي، وقد كانت صنعاء بدورها قد وجهت إليه العديد من الاتهامات بقضايا على صلة بالإرهاب، كما صدرت بحقه أحكام قضائية. باقون على قيد الحياة * منذ الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 أصدرت لائحة بأسماء المطلوبين من تنظيم القاعدة، ومنهم من اعتقل أو قتل، وعلى رأس هؤلاء زعيم التنظيم أسامة بن لادن. والتالي نبذات مختصرة عمن بقي على قيد الحياة من هذه القائمة. *أيمن الظواهري: طبيب ساعد في تأسيس جماعة الجهاد المصرية، وطالما وصف بالساعد الأيمن لأسامة بن لادن ويعد منظرا رئيسيا لتنظيم القاعدة، حيث تولى قيادة التنظيم في أعقاب مقتل بن لادن على يد قوات أميركية في الثاني من مايو (أيار) 2011. وأصدر الظواهري شريطا مصورا في الثامن من يونيو (حزيران) الجاري، يتعهد فيه بالانتقام لمقتل زعيم تنظيم القاعدة، ومواصلة العمليات ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها. ويعتقد على نطاق واسع أن الظواهري كان ضمن العناصر الأساسية التي دبرت هجمات سبتمبر (أيلول) والتي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في العاصمة واشنطن. وكان اسم الظواهري ثانيا ما بعد بن لادن في قائمة تضم 22 من «أهم الإرهابيين المطلوبين» للولايات المتحدة ما بعد عام 2001. وقد رصدت «إف بي آي» مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه. *أبو يحيى الليبي: ويعرف أيضا بحسن قايد، ويونس الصحراوي، ويعتقد أنه كان عضوا في الجماعة الإسلامية المقاتلة، قبل أن يتحالف مع أسامة بن لادن. وبات مؤخرا من الوجوه الأساسية في التنظير لتنظيم القاعدة واستراتيجيته، ومن أكثر الشخصيات ظهورا حتى أكثر من الظواهري في السنوات الأخيرة. يعتقد أن الليبي أمضى خمس سنوات يدرس الشريعة الإسلامية في موريتانيا في منتصف التسعينات. ويقول الليبي إنه هرب من سجن باغرام بأفغانستان في عام 2005، مع اثنين آخرين من «القاعدة»، حيث كانت السلطات الباكستانية قد اعتقلته في عام 2002. وقد عين الليبي قائدا للعمليات الميدانية في أفغانستان، إلا أنه يظهر في تسجيلات «القاعدة» كمنظر ديني واستراتيجي أكثر منه قائدا ميدانيا. *سيف العدل: مصري الأصل، يبلغ من العمر نحو خمسين عاما وكان ضابطا في القوات الخاصة المصرية قبل أن ينضم إلى جماعة الجهاد الإسلامي المصرية والتي قادت مع الجماعة الإسلامية حملة عنف مسلح في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي في مصر. غادر بلاده إلى أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي للانضمام لصفوف «المجاهدين الأفغان» الذين قاتلوا ضد قوات الاتحاد السوفياتي السابق. وهو زوج ابنة أبي الوليد المصري منظّر «القاعدة»، الذي عاد من إيران قبل شهور قليلة إلى مصر، ويعتقد أن سيف العدل محتجز في إيران تحت الإقامة الجبرية. وتتهم واشنطن سيف العدل بإنشاء معسكرات تدريب «القاعدة» في السودان وأفغانستان. ويعتقد أنه كان مسؤولا عن العمليات المسلحة ل«القاعدة» أو ما يعادل رئيس الأركان في الجيوش النظامية. وتقول التقارير الإعلامية إنه فر من أفغانستان إلى إيران عقب الغزو الأميركي لأفغانستان نهاية عام 2001 إثر هجمات سبتمبر. عن الشرق الأوسط محمد الشافعي، 30 دجنبر 2011.