حذر مسؤولون استخباراتيون من أن جيلا جديدا من الزعماء الجهاديين يساعدون تنظيم القاعدة على اكتساب قدرات غير مسبوقة لتنفيذ هجمات ضد الغرب. ويُسمى هؤلاء القادة "بن لادنات صغارا" أو "بيبي بن لادن". وبسبب الضعف الذي اعترى القيادة التاريخية لتنظيم القاعدة نتيجة الضربات الموجّهة التي تلقتها في أفغانستان فإنّ جيلا جديدا من القياديين عمل على تنامي خطر التنظيم الجهادي من شمال غرب باكستان الى تمبكتو في افريقيا ، ما اثار مخاوف من ان الحرب ضد إرهاب المتطرفين الاسلاميين يمكن ان تستمر عشرات السنين. واشار خبراء استخباراتيون الى ان اشخاصا مثل محمد الياس كشميري في باكستان وانور العولقي في اليمن وأحمد عبدي غوداني في الصومال جندوا آلاف المقاتلين في صفوف جماعاتهم المرتبطة بتنظيم القاعدة ، وهو عدد يفوق بكثير ما كان تحت قيادة اسامة بن لادن في أي يوم. ويُقدر ان بن لادن نفسه يقود حاليا أقل من 500 عنصر. وقالت الخبيرة كريستين فاير من جامعة جورجتاون إن بن لادن اصبح ايقونة لدى صنوف شتى من الأشخاص الذين لديهم قضايا من كل نوع. في هذا الاطار، نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الخبيرة الأمنية الباكستانية عائشة صديقي ان الجماعات الجديدة هي اشبه بالفروع التي تُفتح بترخيص من تنظيم القاعدة الأم. وتحدثت عن مختار بلمختار قائد تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وهو "بيبي بن لادن" آخر ينتمي الى الجيل الجديد من هؤلاء القادة، ارتبط اسمه بخطف عدة مواطنين غربيين في الصحراء الكبرى وتنفيذ هجمات دموية على قوات الجيش في مالي وموريتانيا. بدوره، قال الخبير بشؤون الارهاب في جامعة كمولومبيا الاميركية حسن عباس انه رغم ان تنظيم القاعدة في حالة مهلهلة فان جماعات جديدة تبنت أهدافا كان التنظيم وحده يسعى الى تحقيقها في السابق.
ويتركز الكثير من عمل الجيل الجديد على تجنيد عناصر في الغرب. وفي تقرير صدر هذا العام، قالت خدمة الأبحاث في الكونغرس الاميركي إن هذه الخلايا والتفرعات الجديدة توجد في اكثر من 70 بلدا. ويُقال ان عبد الجبار الذي كان من سكان مدينة برمنغهام وسط انكلترا ثم قُتل بضربة وجهتها طائرة من دون طيار في ايلول/سبتمبر كان مسؤول خلية تقوم بتدريب ألمان وبريطانيين على تنفيذ هجمات في لندن من نمط الهجوم على مومباي. وكان العولقي في اليمن هو الذي جند عمر فاروق عبد المطلب النيجيري الذي حاول تفجير طائرة في يوم عيد الميلاد عام 2009. وكان ايضا وراء دفع الميجر نضال حسن الذي قتل 13 شخصا في قاعدة عسكرية اميركية في تكساس العام الماضي. وتولت جماعة شباب المجاهدين بقيادة غوداني تدريب الطالب الاميركي المولود في الصومال شيروا احمد الذي قتل 30 شخصا في عملية انتحارية ليصبح اول اميركي يشارك في هجوم كهذا. ولعل أقوى القادة الجدد هو محمد الياس كشميري الذي يقود منظمة تطلق على نفسها اسم اللواء 313 مستوحيا عدد الذين قاتلوا مع النبي محمد ضد جيوش المشركين في مكة. وكان كشميري المولود عام 1964 جندته جماعة اسمها حركة الجهاد الاسلامي اثناء دراسته الجامعية ، وقاتل ضد القوات السوفيتية في افغانستان. وابتداء من عام 2007 ، بعد العملية التي نفذها الجيش الباكستاني ضد متطرفين اسلاميين سيطروا على مسجد في اسلام آباد ، وجه كشميري سلاحه ضد بلده والغرب. وقال في واحدة من المقابلات النادرة معه ان المعركة الحقيقية هي "المعركة ضد الشيطان الأكبر" في اشارة الى الولاياتالمتحدة. ويستمر ظهور قادة جدد بلا توقف. ففي الشهر الماضي اعتقلت الشرطة الاندونيسية اعضاء خلية جهادية كانت تخطط لخطف مسؤولين في شركات نفطية ، وفجرت جماعة جهادية محلية في الهند مدينة فرناسي التي تضم مزارات دينية هندية.