الامام الاميركي-اليمني انور العولقي الذي اعلنت صنعاء مقتله في غارة جوية الجمعة كان مطلوبا لدى كل من الولاياتالمتحدة واليمن بتهم التحريض على القتل لصالح شبكة القاعدة. واعلنت وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء ان العولقي قتل مع عدد من عناصر القاعدة كانوا معه فيما قالت مصادر قبلية انه قتل في غارة استهدفت سيارتين في محافظة مأرب, معقل القاعدة في شرق اليمن. وقد وجهت الى العولقي في تشرين الثاني/نوفمبر في اليمن التهم باقامة علاقات مع القاعدة والتحريض على قتل اجانب. كما ان واشنطن ربطت بين الامام العولقي وهو نجل وزير يمني سابق, واطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 في قاعدة للجيش الاميركي في تكساس ما ادى الى مقتل 13 شخصا ومحاولة اعتداء فاشلة يوم عيد الميلاد على متن طائرة اميركية في السنة نفسها. وامرت محكمة يمنية, بضغط اميركي لمكافحة القاعدة بعد احباط محاولة ارسال طرود مفخخة على متن طائرة في اواخر تشرين الاول/اكتوبر السنة الماضية, باعتقاله بكل الوسائل بسبب علاقاته المفترضة بشبكة القاعدة. وقال جون برينان مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب في كانون الثاني/يناير 2010 ان "العولقي يطرح مشكلة" مضيفا "انه بالتاكيد جزء من تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب. انه ليس مجرد امام". واتهم برينان بشكل مباشر العولقي باقامة علاقات مع الميجور نضال حسن الذي يشتبه في انه قتل 13 شخصا خلال اطلاق نار في قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس والذي سيحاكم امام محكمة عسكرية في 5 اذار/مارس 2012. واضاف برينان ان العولقي قد يكون اجرى اتصالات ايضا مع عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة اميركية في يوم عيد الميلاد في العام 2009. واتهم اوباما تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب بتسليح وتدريب عبد المطلب وقال ان المجموعة مسؤولة ايضا عن مخطط تفجير الطرد في تشرين الاول/اكتوبر الماضي الذي انطلق من اليمن. فقد عثر على طردين موجهين الى مؤسسات يهودية في شيكاغو ويحتويان على متفجرات مخبأة في علب الحبر وقد شحنا من صنعاء. وفي تموز/يوليو 2010 ادرجت واشنطن العولقي على لائحتها للاشخاص الداعمين للارهاب وجمدت اصوله المالية وحظرت اي تعاملات معه. وفي تسجيل نشره تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب على مواقع جهادية في ايار/مايو السنة الماضية حث العولقي المسلمين الذين يخدمون في الجيش الاميركي على يتبعوا مثال حسن ودافع عن عبد المطلب. وذهب العولقي الى ابعد من ذلك في شريط فيديو نشر على الانترنت في تشرين الثاني/نوفمبر ليدعو الى قتل اي مواطن اميركي. وقال كما اورد موقع سايت لرصد المواقع الاسلامية "ان قتل الشيطان لا يحتاج الى اي فتوى". وقال العولقي في الفيديو متوجها الى الاميركيين "اما نحن او انتم". وفي ايار/مايو السنة الماضية قالت الولاياتالمتحدة انها تشن حملة ملاحقة مكثفة بحق العولقي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض "لديه برنامج مثل القاعدة لضرب اهداف في اليمن وانحاء في العالم بما يشمل هنا في الولاياتالمتحدة". لكن احد اقرباء العولقي شدد على ان الامام "ليس من مقاتلي القاعدة" مضيفا "هو مجرد امام". ويتحدر العولقي من عائلة ثرية وكان والده وزيرا للزراعة سابقا في الحكومة وكان رئيسا لجامعة صنعاء. وقد ولد في ولاية نيومكسيكو الاميركية عام 1971 وتابع دراسته في اليمن ثم تخرج من جامعة كولورادو حيث تخصص بالهندسة المدنية. كما نال شهادة ماجستر من جامعة سان دييغو. واشتهر عبر خطبه بالانكليزية في جوامع عبر الولاياتالمتحدة حيث عمل ايضا لدى جمعية خيرية اسسها رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني الذي تعتبره الحكومة الاميركية "ارهابيا دوليا". وقد التقى العولقي اثنين من مفجري الطائرة التي صدمت مبنى البنتاغون خلال اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 بحسب ما ورد في تقرير لجنة التحقيق في الاعتداءات. واعتقل العولقي في اليمن عام 2006 بسبب دوره في خطف ابن عائلة يمنية ثرية وطلب فدية "لتمويل شبكة القاعدة" كما قالت مصادر امنية يمنية. وبعد سنتين اطلق سراحه بشرط ان يحضر الى مركز الشرطة يوميا لكنه فر الى محافظة شبوة شرق البلاد. وقد استهدف بحسب السلطات اليمنية بغارة للطيران اليمني في 24 كانون الاول/ديسمبر 2009 في محافظة شبوة اوقعت 34 قتيلا. لكنه لم يكن متواجدا انذاك في المكان كما افادت اجهزة الامن. وفي ايار/مايو هذه السنة قال مصدر قبلي يمني ان العولقي نجا من هجوم شنته طائرة اميركية بدون طيار بعد ثلاثة ايام على تصفية اسامة بن لادن في باكستان. والعولقي كان متزوجا وله خمسة اولاد.