أكد الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، أن بلاده بخير ولن ينال منه تآمر أو حقد أو عمل إرهابي، وأن الشعب اليمني لن يسمح لأي كان بالتدخل في شؤونه أو استلاب إرادته. يمنيون معتقلون في غوانتنامو (أ ف ب) وكتب صالح في افتتاحية، أول أمس الأحد، من صحيفة (الثورة)، " اليمن بخير ولن ينال منه تآمر متآمر أو حقد حاقد أو عمل إرهابي ضال ولن تنال من إرادة أبنائه الأحرار ولو بمثقال ذرة أي زوابع أو خزعبلات أيا كان مصدرها أو مقاصدها، حيث لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو استلاب إرادته الحرة.. وهو قادر دوما على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميما على المضي قدما". ودعا صالح وسائل الإعلام المحلية إلى أداء الرسالة بما يؤدي إلى خلق روح التآخي والوفاق والتسامح وتعزيز التلاحم والتكافل والوحدة، فيما دعا الوسائل الإعلامية في الخارج وهي تتناول أخبار اليمن أن تتحرى الحقيقة وتمارس عملها بمهنية ومصداقية وحياد وبعيدا عن الإثارة والتهويل والأهواء أو الانجرار تحت حمى التنافس مع غيرها إلى التضليل وتقديم المعلومات المغلوطة والمشوهة. وشدد صالح على ضرورة أن تتواصل التحضيرات الخاصة بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد وإجرائها في مناخات حرة ونزيهة وشفافة كاستحقاق دستوري ديمقراطي غير قابل للتسويف أو التعطيل. في هذا الإطار، دعا صالح القوى والأطراف المشاركة في الحوار أن يقدموا النموذج الحضاري في حواراتهم ونقاشاتهم وأن يقدموا حوارا إيجابيا بناء ومثمرا ومسؤولا هدفه الأول والأخير تغليب المصلحة الوطنية. من جهة أخرى، وجه الإدعاء اليمني اتهامات رسمية، لرجل الدين الأمريكي المولد، أنور العولقي، واثنين آخرين ب"تشكيل عصابة مسلحة" لمهاجمة ضباط وأفراد أجانب وقوات تنفيذ القانون، ما مهد الطريق أمام إصدار قرار بالقبض عليه "باستخدام القوة"، وتقديمه إلى المحاكمة. تأتي هذه الاتهامات الموجهة إلى أنور العولقي، وابن عمه عثمان العولقي، وشخص ثالث يُدعى هشام عاصم، المتهم أيضاً بقتل مواطن فرنسي الشهر الماضي، كأحدث حلقة في سلسلة المحاكمات التي تجريها السلطات اليمنية في صنعاء، لمشتبهين يُعتقد بأن لهم علاقة بتنظيم القاعدة. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، وجهت المحكمة اتهامات للعولقي، الذي تجري محاكمته غيابياً، بالتحريض على العنف ضد الأجانب، فيما وجهت إلى عاصم تهمتي القتل والارتباط بجماعة القاعدة، وهي الاتهامات التي نفاها تماماً، قائلاً إن خلافه مع الفرنسي القتيل، كان "شخصياً". وأفاد عاصم، أمام القاضي محسن علوان، رئيس محكمة أمن الدولة، بأنه تعرض للتعذيب خلال فترة اعتقاله بأحد سجون صنعاء، فيما قال المدعون إن المتهم خطط بالفعل لقتل عدد من الأجانب، بعد شهور من المراسلات المتبادلة مع أنور العولقي. وخلال الجلسة الثانية التي عقدتها محكمة أمن الدولة لمحاكمة رجل الدين اليمني المولود في الولاياتالمتحدةالأمريكية، غيابياً، بالإضافة إلى الاثنين الآخرين، دفع الإدعاء بأن العولقي ربما عضو بمنظمة إرهابية، مما يفتح المجال أمام محاكمته كأحد عناصر تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. وكانت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب في اليمن، وجهت خلال جلستها الأولى الثلاثاء الماضي، الاتهام غيابياً للعولقي، بالتحريض على قتل أجانب، وتدمير منشآت حيوية، واستهداف رجال أمن. وجاء الاتهام وفقاً لتوقعات مسؤول يمني كشف لCNN في وقت سابق، بأن صنعاء تعتزم توجيه اتهام للعولقي غيابياً. وتقول حكومة صنعاء إنها كثفت عملياتها لملاحقة واعتقال العولقي، الذي يُعد أحد أبرز قياديي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، باليمن. وأدرجت الإدارة الأمريكية العولقي، الذي يُعتقد أنه يختبئ في منطقة قبلية بمحافظة "شبوة"، جنوبي اليمن، ضمن لائحة المستهدفين بالقتل أو الاعتقال، "مطلوب حياً أو ميتاً"، التابعة للجيش الأمريكي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. ويقول مسؤولون أمريكيون إن العولقي تبادل عدة رسائل إلكترونية مع الرائد نضال حسن، الذي قتل 13 شخصاً عندما فتح نيرانه بقاعدة "فورت هود" العسكرية، كما ساعد في تجنيد النيجيري، عمر فاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة أمريكية أثناء هبوطها بمدينة "ديترويت"، ليلة عيد الميلاد. ويشتبه مسؤولون بالولاياتالمتحدة أن تنظيم القاعدة يقف وراء مخطط "الطرود المفخخة"، التي شحنت من اليمن إلى الولاياتالمتحدة واعترضت في دبي وإنجلترا، الأسبوع الماضي.