في تقريرها السنوي حول ما يسمى الإرهاب، اتهمت وزارة الخارجية الأميركية إيران بتهديد استقرار منطقتها، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة ما زال أقوى تنظيم يهدد الولاياتالمتحدة رغم الهزائم التي مني بها. وذكر التقرير أن إيران، التي وصفها بأنها الدولة الرئيسية الداعمة للإرهاب بسبب دعمها لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تهدد أمن لبنان واقتصاد الخليج والاستقرار في المنطقة برمتها. كما صنف التقرير حزب الله وحركة حماس ضمن المنظمات الموصوفة أميركيا بأنها إرهابية. وإلى جانب إيران، أبقى تقرير الخارجية الأميركية على سوريا والسودان وكوبا في لائحة الدول التي تعتبرها واشنطن راعية للإرهاب، بينما وضع كوريا الشمالية خارج هذه المنظومة. فقد اتهم التقرير سوريا بالاستمرار في تقديم ملاذ آمن فضلا عن الدعم السياسي وغيره من أنواع الدعم لما وصفها بجماعات فلسطينية إرهابية، بما في ذلك حماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة. أما بخصوص السودان، فذكر التقرير أن الحكومة السودانية تعاونت مع الولاياتالمتحدة في جهود مكافحة الإرهاب، لكنه ذكر أن عناصر من تنظيم القاعدة فضلا عن عناصر من حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين ما زالت موجودة في الأراضي السودانية. كما اتهم تقرير الخارجية الأميركية كوبا بتوفير ملاذ آمن وتقديم الدعم الأيدولوجي لما وصفها بثلاث منظمات إرهابية هي القوات المسلحة الثورية، وجيش التحرير الوطني الكولومبيتان، ومنظمة إيتا التي تطالب باستقلال إقليم الباسك الإسباني. غير أن كوريا الشمالية بقيت خارج اللائحة الأميركية للإرهاب رغم اتهامها بالهجوم على الغواصة الكورية الجنوبية في مارس الماضي والذي قالت واشنطن إنه ليس عملا استفزازيا وليس إرهابيا. من جهة أخرى، ورد في التقرير أن تنظيم القاعدة مني بهزائم عدة في العام الماضي، لكن نطاق تهديده اتسع حتى أضحى تهديدا لحكومات منطقتي المغرب العربي والساحل الأفريقي. وأوضح التقرير أن التنظيم شهد ارتباكا بفعل العمليات العسكرية الباكستانية في المناطق القبلية شمال غرب البلاد والتي أدت الى مقتل عدد من قادته الميدانيين، مضيفا أنه بات من الصعب على القاعدة الحصول على المال وتدريب المتطوعين والتخطيط للهجمات خارج باكستان وأفغانستان. لكنه أشار إلى أن تنظيم القاعدة لا يزال يخطط لضرب مصالح أميركية ويجند مؤيدين حتى في الدول الغربية. ووفق التقرير، فإن 14971 شخصا قتلوا في "هجمات إرهابية" عام 2009 بانخفاض عن 22736 شخصا قتلوا عام 2006. كما سلط التقرير المقدم إلى الكونغرس الضوء على المخاوف تجاه تحركات القاعدة في أفريقيا من دول المغرب العربي في شمال غرب القارة إلى الصومال الذي وصفته وزارة الخارجية الأميركية بأنه غير مستقر بصورة كبيرة وأنه "بيئة تسمح بانتقال وتدريب المتمردين". وقالت الوزارة إن العراق شهد عام 2009 انخفاضا كبيرا في عدد الأحداث الأمنية وانخفاضا في الخسائر البشرية والهجمات المعادية والهجمات بالمتفجرات بدائية الصنع.