أعلن مدير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب يوناه ألكسندر، أمس الجمعة، أن الحرمان الذي يعاني منه الشباب في مخيمات تندوف، بسبب انعدام الآفاق يجعلهم " ضعافا أمام الإيديولوجيا المتطرفة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وقال السيد ألكسندر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "الدراسات التي نقوم بها أظهرت بوضوح أن شبيبة من دون أمل أو آفاق مستقبلية تصبح فريسة سهلة للإرهابيين"، داعيا إلى " حل إنساني للمعاناة التي تعيشها الساكنة المحتجزة في هذه المخيمات". وبخصوص التهديد الذي يشكله تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، شدد مدير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب على ضرورة مقاربة إشكالية الإرهاب الدولي في شموليته، موضحا في هذا الصدد، أن مرتكب الهجوم الفاشل خلال أعياد الميلاد ( 25 دجنبر الماضي ) ضد طائرة أمريكية هو شاب نيجيري تأثر بالخطاب المتطرف. وحذر السيد ألكسندر، الذي يشغل هو أيضا مدير مشارك لمجموعة التفكير "المركز الجامعي الدولي للدراسات القانونية"، أن "التهديد الذي يشكله تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) على منطقتي الساحل وشمال إفريقيا، إذا لم يتم وقفه، فإنه يمكن أن يمتد إلى أوروبا والولاياتالمتحدة"، مشيرا إلى أن ظاهرة الارهاب "لا تعترف بأية حدود". وكشف تقرير صدر اليوم الجمعة بواشنطن عن المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمعهد البحث "بوتوماك"، أن عدد الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وهي التسمية التي أصبحت تحملها "الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال" منذ انضمامها إلى تنظيم (القاعدة)، عرفت ارتفاعا متصاعدا بأزيد من 550 بالمائة منذ 11 سبتمبر 2001. وأوضح التقرير أن هذه الهجمات التي ارتكبت على الخصوص في الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، أسفرت عن مقتل 1500 شخص وجرح 600 آخرين، مشيرا إلى أن هذه المجموعة الإرهابية نفذت ما لا يقل عن 204 هجوما خلال سنة 2009. وخلص هذا التقرير، الذي قدم خلال لقاء نظم بمقر " معهد بروكينغز" حول الإرهاب الدولي، إلى أن أنشطة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تشكل تحذيرا واضحا لا يمكن للولايات المتحدة والمجموعة الدولية تجاهله لما تشكل من خطورة عليهما ". ويذكر أن الولاياتالمتحدة كانت قد أبقت مؤخرا على تصنيفها لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" ك"منظمة إرهابية أجنبية"، وذلك طبقا للبند 219 من قانون الهجرة والجنسية. وقد تم اتخاذ قرار مماثل ضد تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الفاشل خلال اعياد الميلاد ضد طائرة شركة "نورث وست إير لاينز" أثناء رحلتها بين مدينة أمستردام ومدينة ديترويت الأمريكية . وعلى صعيد آخر، كانت وزارة الخارجية الامريكية قد كشفت أن تنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ) قد وسع نطاق عملياته إلى خارج التراب الجزائري، وذلك عبر تكثيف هجماته في شمال مالي والنيجر وموريتانيا.