كشفت هيآت حكومية إسرائيلية لأول مرة في تاريخ المبادلات التجارية للدولة العبرية مع دول عربية، أن تل أبيب قامت بتصدير معدات تكنولوجية جد متطورة للجزائر. ويأتي هذا الإعلان الصادر عن أجهزة حكومية عبرية رسمية، في الوقت الذي كانت السلطات الجزائرية قد أعلنت فيه خلال شهر ماي المنصرم، أنها لا تسمح بتسويق أي نوع من البضائع الإسرائيلية. وتقول السلطات الجزائرية إن بعض الشركات الإسرائيلية تلجأ لقنوات تجارية غير مباشرة ومعقدة، من أجل "إخفاء" المصدر الأصلي الإسرائيلي للسلع والحصول على شهادة المنشأ الأوروبي للولوج إلى السوق الجزائرية. لكن وعكس ما تقوله الجهات الجزائرية الرسمية، فقد أورد المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء التابع لرئاسة الحكومة الإسرائيلية، أن الدولة العبرية قامت خلال سنة 2013، بتصدير ما يناهز 141 ألف دولار من هذه المعدات التكنولوجية، بشكل مباشر إلى السوق الجزائرية، وهي المعدات التي تستعمل في عدة مجالات من بينها المجال الفلاحي. وتتشكل المعدات التي استوردتها الجزائر، من آلات متطورة تستعمل في مجال الزراعة وأجهزة كمبيوتر متقدمة وتجهيزات ميكانيكية، إلى جانب مواد صيدلية وغذائية وألعاب الأطفال والمشروبات الكحولية والخمور. وتعتبر هذه الإحصائيات الأولى من نوعها التي تكشفها هيآة تابعة للحكومة الإسرائيلية، لتعلن بذلك شروع الدولتين في فتح قنوات للتعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي. وتقول الأجهزة الرسمية الجزائرية، إن هناك 22 مؤسسة تابعة لفروع شركات إسرائيلية، تتوفر على مقرات أوربية وأسيوية متخصصة في تسويق المواد الصيدلية والغذائية والألعاب والخمور، تنشط بشكل كبير في الجزائر. وفي ظل النفي الرسمي الجزائري لوجود تعاون اقتصادي أو عسكري أو تكنولوجي مع إسرائيل، كشفت تقارير إعلامية عن توقيع الجزائر على اتفاق لتزويد تل أبيب بالغاز الطبيعي. ويتوقع أن تصبح الجزائر، المزود الرئيسي بالغاز الطبيعي لإسرائيل، بنحو 500 مليون متر مكعب من الغاز ستصل يوميا إلى مصر قبل توجيهه لإسرائيل.