يشعر المسؤولون في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بنوع من الحرج بمجرد إثارة أزمة أوكرانيا، والطريقة التي تعامل بها "الناتو" مع هذه الأزمة، وكيف تعاطى مع الجانب الروسي على وجه الخصوص. ولا يتوانى مسؤولون بالحلف الأطلسي عن اللجوء إلى تبريرات دبلوماسية، لتفسير موقفهم السياسي العام من أزمة أوكرانيا واحتلال روسيا لشبه جزيرة "القرم". مسؤول في الناتو، فضل عدم الإفصاح عن هويته، اعتبر أن الناتو يواجه خطر فقدان مصداقيته كمنظمة إقليمية ودولية، بعد عجزها عن التعامل مع هذه الأزمة. وقال ذات المسؤول "ليس هناك حضور عسكري للحلف الأطلسي في أوكرانيا، لكنها تعتبر دولة شريكة، وقد قمنا بتعزيز نظمها العسكرية، في نفس الوقت الذي نواصل فيع مباحثاتنا مع روسيا، بعد أن جمدنا تعاوننا على المستوى العسكري". وأكد المسؤول، في جواب على سؤال لهسبريس حول سبب تقاعس حلف الناتو عن الدفاع عن هذا البلد، أن الأمر يرتبط بطريقة تعامل حلف شمال الأطلسي مع روسيا. واعترف أن "روسيا أضحت تقض مضجع المسؤولين في الناتو، ليس بعد أزمة أوكرانيا، فلقد كانت أزمات مشابهة قبل 6 أو 7 سنوات، وقد ارتكبنا خطأ فادحا عندما تفادت الدول أعضاء الناتو الرد بالصرامة في ذلك الوقت..". "روسيا ليست عدوا" نفس سؤال هسبريس أجاب عنه خووا ميرا كوميز، الممثل الدائم للبرتغال في حلف الناتو ببروكسيل، بأن الإشكال الناتج عن أزمة أوكرانيا وتورط روسيا في المشكل بشكل مباشر، يضع علاقات الحلف بروسيا على المحك. الممثل الدائم للبرتغال في حلف الناتو ببروكسيل، قال إن "الناتو" ترك باب المفاوضات مع روسيا مفتوحا، لكنه في المقابل عاد ليؤكد أنه "من الخطأ التعامل مع روسيا كعدو، ولكن يجب على روسيا تفادي التعامل مع الناتو مثل عدو". وواصل كوميز تخليه عن خطابه الدبلوماسي بعض الوقت، واعترف أن الحلف الأطلسي ارتكب خطأ فادحا في سنة 2008 أثناء أزمة حرب أوسيتيا الجنوبية بجورجيا التي تناول فيها الناتو كثيرا عما قامت به روسيا آنذاك، وفق تعبير الدبلوماسي الأوربي. وأفاد الممثل الدائم للبرتغال في حلف الناتو ببروكسيل أنه في سنة 2008 وإبان الأزمة الجورجية، تنازلنا في الناتو كثيرا، لكن بالرغم من ذلك نعتقد أن الحوار الدبلوماسي هو الحل"، قبل أن يستطرد "روسيا دولة له تأثير عالمي على المستوى الاقتصادي، ثم إنها قوة عسكرية". توسيع "الناتو" وروسيا ومن جهته نفى ميغيل أكير دي كارسير، الممثل الدائم لمملكة إسبانيا في حلف الناتو ببروكسيل، أن يكون لالتحاق دول "حلف وارسو" سابقا والذي كان يضم دول المعسكر الشرقي، أي تأثير على روسيا. واعتبر دي كارسير أنه بالعكس ساهم توسيع الحلف الأطلسي بانضمام دول شرقية، في استتباب الأمن داخل دول شهدت قلاقل داخلية وإقليمية. وأشار الدبلوماسي الإسباني في الناتو، إلى أن أزمة أوكرانيا جعلت الناتو يسعى لطرح إشكال علاقته مع روسيا بشكل جديد، خصوصا بعد أن أقدمت على احتلال جزيرة القرم، وتقديم مساندة قوية للمعارضين في شرق أوكرانيا. يشار إلى أن حلف الناتو يستعد لإجراء تداريب عسكرية مشتركة في الأراضي الأوكرانية قبل نهاية السنة الحالية، وهو ما اعتبرته موسكو أنه لن يساهم في التسوية السلمية للأزمة، بل سيزيد من الانقسام في المجتمع الأوكراني، وفق تصريحات المسؤولين الروس. وتدعو روسيا كافة الأطراف الخارجية إلى ضبط النفس من أجل الحيلولة دون تصعيد الوضع في أوكرانيا. وتؤكد موسكو أن فرض مزيد من العقوبات على روسيا "لن يؤدي إلا إلى تعميق المواجهة في أوكرانيا وتعقيد الحوار".