تم أمس الاثنين بمدينة قرطبة تشييع جثمان منصور إسكوديرو، الرئيس الأسبق للمفوضية الإسلامية، والرئيس السابق للفدرالية الإسبانية الهيئات الإسلامية (الفيري) والذي وافته المنية أول أمس الأحد عن سن تناهز 64 سنة. وقد أدى المصلون صلاة الجنازة على الفقيد بعد صلاة العصر في بيته ببلدة ألمودوفار ديا الريو، والتي تبعد بحوالي عشرين كيلومترا عن مدينة قرطبة، ثم ووري جثمانه التراب في مقبرة البلدة حيث خصصت له السلطات مكانا معزولا عن قبور موتى السكان من النصارى . وقد حضر مراسيم الجنازة حشد كبير من المسلمين وشخصيات من غير المسلمين من أصدقاء الفقيد في جو مهيب تميز بمشاركة قيادات من الهيئات الإسلامية مثل الكاتب العام للفيري، محمد خرشيش وممثلين عن كبريات التمثيليات الإسلامية مثل الأوسيدي. وفي جو من الخشوع وبطريقة مؤثرة تلت زوجة المفكر الإسلامي الكبير الفرنسي روجي غارودي وهي من أصدقاء العائلة آيات من الذكر الحكيم أبكت بعض المشيعين : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي". وكانت زوجة الفقيد قد أكدت يوم أول أمس لأندلس برس وفاة الفقيد فجر الأحد في بيته المتواجد في ألمودوفار ديل ريو في ضاحية قرطبة من جراء سكتة قلبية. هذا ويعد منصور إسكوديرو من الوجوه البارزة والقادة التاريخيين للتواجد الإسلامي في إسبانيا بعد انتقال هذا البلد إلى الديموقراطية والتعددية الدينية نهاية سبعينات القرن الماضي حيث ما كان من المؤسسين للتمثيليات الإسلامية في إسبانيا وقد شغل العديد من المناصب القيادية فيها. وكان منصور إسكوديرو يرأس إلى حين وفاته المجلس الإسلامي في إسبانيا (خونتا إسلاميكا)، وهي هيئة تتكون في غالبيتها من الأسبان الذين اعتنقوا الإسلام، كما كان من المشرفين على موقع إسلام ويب، ومن المؤسسين لمعهد حلال المختص في مراقبة مدى استجابة الأغذية لمعايير الشريعة الإسلامية. كما عرف الفقيد بدفاعه المستميت من أجل إعادة فتح المسجد الجامع في قرطبة في وجه المسلمين من أجل الصلاة إلى جانب المسيحيين الذين يترددون على هذا المسجد، والذي تم تحويله إلى كاتدرائية بعد سقوط إمارة قرطبة في يد الملوك المسيحيين سنة 1236 ميلادية. وتجدر الإشارة إلى أن الفقيد ولد في بلدة ألماشار، ضاحية مالقة (الأندلس، جنوب)، واعتنق الإسلام سنة 1979، وهو طبيب نفسي، تخرج من جامعة كومبلوتنسي في مدريد سنة 1973.